Chapter-16

982 30 1
                                    

كانت تتململ في جلستها على المقعد الجلدي محاولة اخفاء توترها وسوداوتيها مثبتتين على الشرطي أمامها وهو يدون أقوالها على ورقة على مكتب مدير المخفر القابع خلف مكتبه والذي أخذ يطرح عليها الأسئلة عاقداً أنامله ببعض لتجيبه بصوت حاولت بشتى الطرق جعله رجولياً ولأن حبالها الصوتية ذات تردد عالي يصم الاذان بطبيعته فضلاً عن اصابتها ببحة جراء بكائها الذي لم ينقطع سوى قبيل ساعات قليلة فكانت تضع يديها داخل جيوب سترتها السوداء العريضة جداً تفارج بين قدميها وغرتها التي استطالت تغطي جفنيها بينما كان شعرها قد نما قليلاً مكوناً قصة ولادية لاقت عليها فتحدث الشرطي سائلاً إياها :
-إذن سيد ادهم قلت إِنَّكَ جئت من الخارج قبل عدة ساعات اَي البارحة بعد منتصف الليل وتعرضت للسرقة على يد ثلاث شباب نجوت منهم بصعوبة وفقدت جميع اوراقكَ الرسمية ولَم يتبق معكَ سوى مبلغ مالي قليل جداً تمكنت من استرجاعه بصعوبة .
اومأت له تبتلع ريقها بخوف شديد وهي تأمل ان تنطلي الكذبة عليهم ! جبهتها كانت تتعرق بغزارة كحال كفوفها القابعة داخل جيوبها واللتان كانت تضغط عليهما بقوة حتى تألمت جراء أظافرها الطويلة المغروسة في جلدها ! ما ان تذكرت هذه المعلومة القيمة حتى اتسعت عينيها بأضطراب ! فباتت تحشرهما اكثر مخافة ان يظهر إصبع واحد يفضح كونها أنثى ولو لا هذه الخدوش لتم اكتشافها حقاً ولتعرضت لمسائلة قانونية ! لما ؟ لأنها ببساطة ارتبكت جريمتي قتل بلا وعي وها هي الان تذوب ندماً ! لكن ما عساها بفاعلة ؟ فكل شيء مدون ومكتوب ومقدر له الحصول ، قرب لها الشرطي الورقة وطلب منها ان توقعها بحكم كونها بلاغ ضد عملية سرقة ! فأخرجت يدها بعد تردد طويل خاطفة القلم بحركة سريعة لتوقع أسرع و تضع القلم على الورقة حاشرة كفها الأبيض ذو الأنامل المخلبية في ملاذه !
ثم رسمت ابتسامة خفيفة على شفتيها متحدثة للأثنين بود :
-شكراً جزيلاً لقد سهلتم علي مشقة الطريق و .. وإعادة حقي أيضاً .
ابتسما كلاهما ليومئ الشرطي بينما تحدث مدير المخفر بأبتسامته العملية التي لا تفارق شفتيه :
-هذا واجبنا كحكومة حماية املاك المواطنين واسترداد حقوقهم .
وبينما دارت الموقف ببعض الجمل اللطيفة فُتح الباب ليهب الاثنان واقفين مبتسمين بحبور قائلين بذات الوقت :
-الضابط ادهم !
*********
#ايلين :
تجمد الدم في عروقي ووقف عقلي على قدميه ويديه مسجيتان بجانبه بلا حراك وعيناي شاركتاه الصدمة حينما بقيتا مثبتتين على جسد الشرطي البدين امامي وابتسامته تشق وجهه شقاً ، شعرتُ بأن ذرات الهواء توقفت عن الحركة وان امنيتي الأزلية قد استجاب لها القدر ولكن بوقت غير مناسب ! حركت طرف عيني ببطء نحوه لأجده جالس على كنبة سوداء جلدية وقد جلس الاثنان كذلك وطلب الجميع قهوة وغرقوا في احاديث طويلة من الترحاب وكأنني اختفيت من أمامهم ! هل هذا من حسن حظي أم من سوءه ؟ ، هيبته كادت توقف لي تلك العجلة في يسار ثديي والتي شارفت على الانفجار لسرعتها الشديدة حتى باتت تضرب جدار صدري بقوة كسجين يطلب حريته ! لا زال كما هو كما التقينا اول مرة ولكنه اكثر حدة وجدية وغرور حيث اتكئ للخلف بهيبة ملك يحمل بيده ملفاً فتحه ليقرأه والآخر قابع قرب فخذه الأيمن وهو يضع نظارة ذات إطار اسود رفيع لتساعده على القراءة ، تتحرك عسليتاه بين السطور برفقة شفتاه الكرزيتين ليطرب صوته الرخيم الاذان وهو يسرد ما يقرأه :
-جثة تعود لفتاة عشرينية مجهولة الهوية تسكن في شقة صغيرة في زقاق ضيق ، تم قتل الضحية بطريقة شنيعة وذلك بضرب رأسها حتى ماتت ، وطبعاً نتج عن كل هذا العنف تشوه ملامح الوجه لدرجة إخفائها لربما لكي لا يتعرف عليها احد ، تم ادخال سكين حامية في جهازها التناسلي أدى الى تهتك الرحم ونزيف حاد مما جعل جسدها شبه خالي من الدماء فضلاً عن تآكل بعض أجزائها من قبل قطط الشوارع التي تتهافت عليها من النافذة وتم اكتشافها بعد خمسة ايّام من يوم وفاتها الأصلي ولكم ان تتخيلو بشاعة المنظر وفداحة الرائحة !
ألقى نظرة للأمام وانا مررت عيناي على الجالسين وقد ظهر على وجهيهما ملامح التقزز وردد عقلي يا لها من جريمة بشعة ! لكن مهلاً لما اتذكر مشاهد مخيفة مملوءة بالدماء لفتاة ما ! عقدت حاجباي بتفكير وانا اشعر بالريبة ليقاطعني صوته حيث اصغيتُ له بكامل تركيزي :
-اخر مكان تم مشاهدة الفتاة فيه بعدما تتبعنا كاميرات المراقبة الخاصة بالشوارع هو الملهى حتى ان تشريح الطب الشرعي قد اثبت ممارستها مع ثلاثة شباب !- وتزامناً مع كلامه كل منا ظهرت الصدمة على ملامحه ! إذن القضية واضحة لا تحتاج تفسير - ثم اكمل متجاهلاً ردات الفعل التي حصل عليها :
-تم القبض على المشتبه بهم الثلاثة وسيتم التحقيق معهم ولكن بقي شخص لم نستطع التعرف عليه ونشك بهويته !
نظر بأتجاهنا نظرة ثاقبة شعرت بها تخترق روحي كرؤوس السهام .
اكمل بعد ان لاحظ ارتسام علامات الاستفهام على ملامح الجمهور الصامت ليكمل :
-التقطت كاميرا المراقبة الخاصة بالشارع الذي مرت به وهو المقطع الوحيد المتوفر للقاتل الحقيقي ربما !
سحب نفساً عميقاً ليكمل :
-لقد ظهر شخص من زقاق جانبي وأخذ يسير خلف الضحية مباشرة من دون ان تشعر به ربما لانها كانت مخمورة لحد فقدها للإحساس بما حولها ، ولكن بسبب الظلمة لم تظهر ملامحه كل ما يظهر هو جسده الذي يفوق الضحية طولاً ببضعة سنتيمترات مما يجعله متوسط الطول شعره اسود خفيف من الخلف قليلاً ولكن مشيته كانت أنثوية ولأن زاوية الكاميرا كانت غير مناسبة فلم نستطع التركيز على معاني جسده .
ختم حديثه متنهداً ليتحدث مدير المخفر عاقداً حاجبيه :
-هل تشك بأحتمالية كونه أنثى !
فرك ما بين حاجبيه بعد خلعه للنظارة ليكمل متنهداً للمرة الثانية مريحاً يده اليسرى على فخذه الأيسر بعد وضع الملف جانباً ثم تحدث بتعب ظهر مع صوته الرخيم :
-لا اعلم حقاً لكن من المستحيل وجود امرأة بهذه القوة حتى لو افترضنا جدلاً وجودها ما الغاية من القتل ! بالنسبة لي انا اعمل على قضية كبيرة حالياً واضطررتُ للمساعدة في التحقيقات في هذه القضية اضافة الى قضية اخرى .
تحدث الشرطي :
-اعانك الله ولكنك فعلاً كالأسد تقبض هكذا على المجرم لينال جزائه لولاك لما تمكنا من حل اكبر الجرائم واخطرها .
ابتسم لهذا الإطراء بتكبر لتبان غمازته ثم التقط الملف الثاني بعدما ارتدى نظارته ليفتحه قارئاً ما بداخله :
-عمر ديمير -شلُ دماغي حرفياً وعضضتُ على شفتي بقوة حتى شعرتُ بأنبثاق الدماء من شفتاي وشعرتُ بعيناي تكادان على الخروج حالهما كحال قلبي !- وُجدت جثة الضحية محطمة الرأس في المنزل الذي تركه المجرم بباب مفتوح اما بسبب غبائه أو لأنه خاف وهرب في كلتا الحالتين يبدو ان القتل حدث اثر نزاع حاد بين الضحية وبين قاتله بحكم وجود معرفة سابقة بينهما وطبعاً سلاح الجريمة لم يكن موجوداً ولكن على الأرجح السلاح هو مطرقة وهذا ما اقترحه الطبيب الجنائي بعد معاينته للرأس المهروس -قالها ساخراً -لدى الضحية زوجة وابن مفقودان جاري البحث عنهما .
أغلق الملف لينحني مشبكاً أنامله الطويلة ببعض قائلاً :
-يمكن القول انني على معرفة شخصية بأبنة الضحية !
اشعر بنفسي هالكة لا محالة وانا اجلس هنا بكل غباء انتظاراً ان يكشف هويتي ليُحكم علي بالإعدام ! ولكن اذا هربت ستطاردني الدولة بأجمعها ولن أتمكن من الهرب لذا علي إنعاش أطرافي المتبلدة والهرب بطريقة تكتيكية لا تثير شك احد خاصة هذا الأدهم الذي لو أمسكني لقطعني بأنيابه قطعة قطعة ! خرجت من قعر افكاري على نغم صوته قائلاً :
-الجيران لم يتعرفوا عليه لأنه كان إنسان لا يحب احد ولا احد يحبه كل ما يعلمه الجميع ان له زوجة وابن اقرب للمتحول جنسياً ! طبعاً لم يكن سوى ابنته الوحيدة ايلين !
حالما نطق اسمي فزت كل خلية بجسدي وارتعش جسدي لا ارادياً  وعيناي تتلفتان حولي بذعر فأخذت ادعو بداخلي ان ينجيني الله مما وقعت فيه ، اقسم انني لم اقصد قتله كله من اجل والدتي ! أوكسجيني وعالمي التي كاد يحرمني منها ! تساقطت دموعي بصمت وامتلئ داخلي بالم فظيع يقطعني بحدة وكانت أذناي تستمعان الى حديثه رغماً عني ترقباً لتفاصيل هذه الجريمة التي تم اكتشافها ومرتكبها والتي هي انا استمع لها كما لو كنت استمع الى قصة رعب خيالية وَيَا ليتها كانت كذلك !
-حسب ما فهمت ان الأب كان سكيراً يضرب ابنته كثيراً لدرجة انها مشوهة الملامح  الفتاة  كان شعرها مقصوصاً كالرجال وترتدي ملابس رجالية ، حادة كأبيها ولا تخاطب أحداً ويصل الامر بهما الى العراك امام الباب وعلى مرأى من الجيران ! والجدير بالقول انها قوية لدرجة تحمل كل ذلك الضرب ورده اضعافاً كما زعم البعض خروجها في احيان كثيرة كل صباح عند الساعة الخامسة لتعود للمنزل ولا تخرج الا عند حلول الْيَوْمَ التالي .
زفر انفاسه مكملاً وهو يعود بظهره متكئاً :
-انا اعرفها جيداً لذا أشك بهوية هذا المجهول لولا ان قريبها من أكد انها ايلين -بان الحزن من عينيه وهو يخفضهما لثانية للأسفل ثم رفعهما متلبساً الجدية - الفتاة كانت تعاني من والدها وذكرت صديقة العائلة هذا وهي عائلة اخرى تسكن معهم في الحي ذاته ، وانا نفسي التقيتُ بها حينما هربت من منزلها كانت تعاني من مرض النحافة والقليل من الهواء كافي ليرميها خارج الغلاف الأرضي ! -قالها ساخراً لالوي شفتي بسخرية انا أيضاً معه حق لا زلتُ لحد الان لا ادري كيف وصلت الى ما وصلت اليه ! -تنهد ليكمل :
-كانت فتاة طيبة ومغلوب على امرها لذا لم اصدق انها ربما تكون ذلك الشخص الذي يراه الجيران والذين كانوا يشكون بأمره كثيراً فلا هو رجل ولا هو أنثى بنظرهم ! -كان الشرطي والمدير يحدقون نحوه كما لو كان يلقي عليهم شيئاً غريباً كرواية غير معقولة مثلاً مما جعلني اسخر من ملامحهم متناسية خوفي -سليم يحيى احد الشهود المتواجدين الان في المخفر -هنا فز قلبي وانتصبتُ في جلستي وكدتُ افضح نفسي بلهفتي هذه وانا ارمقه بأعين متسعة -وصلتُ اليه بعد ان قادتني التحقيقات لمنزل الضحية السابق ، كان خطيب ايلين لفترة ثم انفصلا وانتقلت الفتاة وقال انه شاهدها اخر مرة في ليله زفافه وأكد ان شكلها قد تغير جذرياً لدرجة انه بالكاد تعرف عليها !
-وها هو يتنهد مجدداً ، سليم قال انه شاهدني ولَم يهتم الاحمق بكوني قد أكون متهمة بهذه الجريمة ! القاني في النار مرة وها هو يعيد الكرة ، شعرتُ بالغضب الى جانب خوفي وببرودة ضربت جسدي على الرغم من حرارة الجو -كل ما أمامنا الان هو من المحتمل ان تكون الابنة هي القاتلة لذا علينا ان نعمم صورها لغرض إلقاء القبض عليها لنعرف حقاً مالذي جرى .
ارتجف قلبي ونهضت لا ارادياً أصافح الشرطي امامي بغباء أردد عليه كلمات الشكر فقال هو الغبي الاخر :
-على الرحب سيد ادهم سميث .
سحبت يدي من يده بعدما تذكرت أظافري الطويلة لإخفيها بسرعة ومن الجيد بأنه لم ينتبه احد ليصلني صوت ادهم قائلاً :
-سمعتُ قبلاً بجون سميث ولكن ادهم سميث ! من أين خرج هذا هكذا ؟
التفت ببطء كأنني اخشى مواجهته لأبتسم كالبلهاء وانا أحدق اليه حتى تشنجت رقبتي من فرط التوتر لأتحدث بأندفاع :
-والدي أمريكي وامي تركية .
ثم ضحكت بلا مبرر بينما هو رفع حاجبيه زاماً شفتيه مومأً بتفهم لأتوجه نحو الباب بحركة سريعة وقبل ان أضع يدي على المقبض صدح صوته مجفلاً إياي :
-وماذا عن هذه الاثار التي تملئ وجهك ؟
لم أستدر ولَم أتحرك انش واحد حتى لينطق الشرطي من خلفي :
-انه ملاكم يقول انه يمارسها منذ كان بالخامسة عشر تعلم الأجانب وعنفهم هذا الذي يعلمونه للأطفال وكأنه سينفع !
حدجته بطرف عيني لأراه يهز رأسه بقلة حيلة بينما الأدهم يرتشف قهوته بهدوء وانا اشعر برغبة بتقبيل هذا الشرطي حديثه العفوي أنقذني فأبتسمت ممتنة وما ان فتحت الباب حتى ظهر المحقق يلماز في وجهي الذي دفعني بفظاظة قائلاً :
-الان يقبع الشاهد في غرفة التحقيق وسأذهب بعد قليل لأحقق معه ولكن أولاً احتاج لأطلاعكم على بعض المستجدات والابلاغات الواصلة للمخفر بخصوص العصابة تلك ...
اغلقت الباب بعد ان تأكدتُ ان ثرثرته لا تعنيني ثم توجهت نحو غرفة التحقيق التي احفظ مكانها ظهراً عن قلب لأقف امام الشرطي الأقصر مني طولاً قائلة بثقة وقوة دبت في جسدي بلا مقدمات :
-لقد أرسلني المحقق يلماز للتحقيق مع الشاهد فهو مشغول الان في قضية عصابات برفقة الضابط ادهم .
نظر لي بشك وانا احدجه ببرود ليقول :
-غرفة التحقيق خالية حالياً ولا يوجد بها محقق ولَم يذكر المحقق يلماز اَي شيء عن مساعد له .
عقدتُ حاجباي غاضبة لأتحدث محركة يداي ناسية بكل غباء أظافري ولكنه انشغل بالتحديق لوجهي وهذا امر جيد :
-وبصفتكَ من تعطل مجرى التحقيق؟ لغرض عذر هاوي! هل تريد خصم من راتبكَ وتهمة بغرض إيقاف سير الأحداث لكونك تعترض على أوامر محقق اعلى منك رتبة ؟
رفع حاجبيه مبتلعاً ريقه ليبتعد عن الباب سامحاً لي بالدخول فوجدت امامي سليم أو ما تبقى منه !
ما ان رفع رأسه نحوي حتى هب واقفاً وقفت امام الباب المغلق لأشير له بعيناي ان يجلس في البداية كان مشدوهاً ثم استوعب ما انوي قوله ليجلس بصمت فجلست أمامه اخفض من رأسي قائلة بهمس :
-الشرطة تبحث عني يا سليم وهم بالفعل يعرفونني لذا كل ما عليك هو نكران رؤيتكَ لي في تلك الليلة وقل انك كُنتَ تتوهم مفهوم .
كاد قلبي يخرج من مكانه وانا أحدق اليه ليقول بحزن اخترق لي قلبي :
-لم أقم بخيانتكِ يا ايلين لقد حدث كل شيء فجأة .
رفعت سبابتي على شفتاي أطالبه بالسكوت لأهمس له مجدداً :
-سنلتقي في غابة قرب نزل " بهجت خان " وهناك سنتحدث فأنا أصلاً احتاج لمساعدتك .
لا اعلم كيف خرج كل هذا من فمي ولكن ما ايقنه ان سليم وحده من يمكنه إنقاذي حينها مد يده مبيناً إصبعه الذي احتوى خاتم خطبتي ليقترب مني هامساً:
-انا افديكِ بنفسي يا فتاة القمر خاصتي .
ترقرقت دموعي في عيناي ثم ابتعدتُ عنه ممثلة الحديث عن القضية لبضعة دقائق حتى خرجت مومئة للشرطي ثم أخذت أسرع في مشيي حتى خرجت من المخفر بأكمله وركبت اول سيارة اجرة انطلاقاً للنزل حتى وصلت بعد ساعة فنزلت أضع يداي في جيب سترتي مرتاحة نسبياً لأدلف واجد تلك العاملة تحدق الي !
ثم اقتربت مني قائلة :
-المرأة التي كانت في غرفتك تم نقلها للمستشفى !
الا تتوقف هذه عن صنع المشاكل لي ! الا اكتفي انا من الأشخاص الحشريين الذين يفسدون لي حياتي فصرخت بها غاضبة :
-وعلى اَي أساس ترحل للمشفى ؟
ثم خزرتها بغضب لترتجف خوفاً فأمسكتها من كتفيها اضغط على جلدها بأظافري للتتحدث بأرتجاف :
-لقد وجدناها فجأة عند تنظيف الغرف ونقلناها اثر حالتها السيئة لم نجد معها هوية ..
-انها امي يا عاهرة امي !
افلتها بغضب وانطلقت مهرولة ثم وقفت لأضرب رأسي بقبضتي وعدتُ لها لتجفل مجدداً فصرخت بها :
-اعطيني العنوان اللعين .
-حاضر .
قالتها بصوت راجف بالكاد خرج لتنطلق نحو مكتب الاستقبال مناولة إياي العنوان فأخذته متوجهة للخارج وانا ادعو ان لا أصادف المزيد من الشرطة .





يتبع ................











                                                       " القاعدة السادسة عشر "

           "لتكن نصيحة ثابتة تتبعها في حياتك الا وهي : الجبان تدوسه الحياة لذا لا تهرب وواجه عواقب ما فعلت "

براءة مُدانة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن