خسرت جميع أصدقائها و حبها الوحيد، أصبحت لا تملك اى شئ، حتى مشاعرها! فسلبوها منها من خذلوها؛ فقررت الذهاب إلى أحد المقاهي الشهيرة وحدها للترفيه عن روحها الوحيدة كالوردة التي انبتت وسط الصحراء؛ ارتدت ملابسها المتناسقة المُحتشمة مع حجابها دون وضع اى مساحيق تجميلية، و أخذت حقيبتها الكبيرة الواسعة التي بمثابة إبنتها و وضعت بها هاتفها و سماعتها و رواية و جهاز اللاب توب الخاص بها ثم انطلقت إلى 'ستارباكس' لكن للإسف وجدته مزدحم للغاية غير العادة، فتفحصت بعيناها الطاولات ممتلئة برجال الأعمال الذين دائمًا أمامهم الحاسوب و لا تعلم ما هى اعمالهم تحديدًا؟ و الطاولات الصغيرة الممتلئة بالأحباء، و الطاولات الكبيرة الممتلئة بالكثير بالشباب و فتيات يتسامرون و يضحكون بصوت عالي، يالا العار! و بين تلك الطاولات يوجد أناس غريبة جالسة، لا أحد يفهم طبيعة ما يفعلون! بعضهم يحتسون القهوة و ينظرون إلى السقف، و البعض الآخر يتحدثون بطريقة مريبة و مثيرة للاهتمام، و البعض الآخر ينظرون إلى ماذا يفعلون الزبائن الآخرون؟
و بين هذا الازدحام وجدت طاولة صغيرة فارغة لفردين فذهبت إليها سريعًا و جلست عليها ثم تنهدت، و قالت بصوتًا خافت:
-أخيرًا!فظهر صوت رجلًا غريبًا من ورائها فجأه:
-مفيش أماكن فاضية فممكن تسمحيلي اقعد هنا!و قبل أن ترد عليه جلس على المقعد الفارغ الذي امامها؛ لماذا دائمًا يحاولون الجميع أن يسلبوا اى شئ منها؟ حتى وحدتها المؤلمة!
قاطع ذلك الفتى صوت تحطيم قلبها و قال:
-بدل الملل دة، انا بقترح اننا نتعرف، انا "عز" و انتِ؟لم ترد عليه و كأنه مجرد ذبابة تدور حولها ستزعجها قليلًا ثم ترحل؛ فأى أحمق سيتكلم مع ذبابة؟ نهضت من مقعدها لتطلب قهوتها و نهض ذلك الفتى ورائها، نظرت إلى القائمة و طلبت أصغر كوب قهوة لديهم بعشرون جنيه و بعد بعض الأسئلة و الإضافات التي لم تفهمها من العامل، كان الحساب ثمانون جنيه! عادت إلى حقيبتها لتأخذ مال أكثر ثم عادت إليه و كان يدور حوارًا بين ذلك الفتى و العامل و قال له العامل كأنه يعرفه من منذ مدة طويلة:
-دكتور "عز" أخبار حضرتك ايه؟ خمس دقايق و النيسكافيه بتاع حضرتك يكون جاهز!
امسك العامل الكوبان و قلم، و كتب اسم "عز" على الأولي، ثم تسأل على اسمها ليضعه على الكوب الأخرى فقالت بصوت خافت:
-"كاريمان"اومئ لها، ثم قال لهم بأن يجلسوا خمس دقائق حتى أن يجهز طلبهم، اومئوا له ثم جلسا، فقال "عز" لها و هى تفتش في حقيبتها و رأسها بأكملها بداخلها، و كأن الحقيبة ستبتلعها!
-اسمك حلو اوي، معناه ايه؟لم ترد عليه، فهى لم و لن ستسمح إلى نفسها بأن تتحدث معه، إنها ليست من ذلك النوع الذي يتحدث مع الغرباء و خصوصًا الفتيان! أخرجت من حقيبتها كتاب "علاقات خطرة" الذي يتحدث عن علم النفس الذي تعشقه لتقرأ فيه، و لم تهتم إليه بأنه يجلس إمامها و أخذت تقرأ، حتى قام النادل بالنداء عليهم و أخذوا أكواب القهوة منه و جلسا مرة أخرى، لكن "عز" لم يقف عن الازعاج بعد:
-أنا قرأت الكتاب دة قبل كدا، حلو اوي و خصوصًا الجزء اللي بيتكلم فيه عن فيلم inside out ، نصيحة مني لو متفرجتش على الفيلم دة قبل كدا، اتفرجي عليه الأول و بعد كدا اقرأئيه، الجزئية دي هتفرق في حياتك كتير!
أنت تقرأ
كوكب ستاربكس
Short Storyدفئها يحتضني، ورائحتها تنعش رئتاى، و عندما ارتشفها تشعرني بالثمل دون تدخل اى كحوليات؛ فالكفايين وحده يستطيع أن يتولى أمري و يجعلتي في مزاج جيد. خاصة عندما اكون وسط أناس يشبهونني و يستمعون إلي نفس الموسيقى التي تفرضها علينا المقهى، و نراقب بعضنا البع...