٠
بعد أن أنهيتُ لقاء العمل الذي كان مع الرسام الشهير سيد ويل بدأتُ بالتحدث معه عن حياته الشخصية التي كانت دائما محطة أنظار الجميع خاصة قصة الحب الآسره مع زوجته الجميلة( ليا ).
كنتُ متوترة فحقاً لم أكن أعرف كيف أبدأ. لذلك بدأت بسؤالهِ عن كيفية اللقاء و أين و متى ؟ و بينما كنتُ أسأله كان هو يضحك عليّ. لم أغضب لأني حقاً بدوتُ مضحكة وقتها، فدفتري سقط على الارض وقلمي ايضاً... و شعري الذي كان على جهة ، حاول تهدأتي بقولهِ أن الامر لا يستدعي كل هذا التوتر فأنا شخصٌ عادي سيروي لكِ قصة حبهِ فأهدأي يا صغيرتي . أستعدتُ توازني بكلامهِ و شعرتُ بالهدوء فحقاً أغلبية المشاهير الذين كنت أسمع قصصهم كان التعامل صعبُ معهم إلا ما ندر بالطبع .فبدأت بالسؤال عن كيفية اللقاء ب ليا و متى و أين ؟ فضولي كان كبيراً لمعرفة تلك القصة التي آسرت الجميع على الرغم من أني قد سمعتُ عنها، إلا أنني الان استمع اليها من فم المعني بها ...
في يوم 7/1 من سنة 1982 عند الساعة 3:02 و 7 ثواني فقط ألتقيتُ بها لأول مرة ، التقيتُ بمن أصبحت زوجتي و أم أولادي و حياتي و كل شيء لي حرفياً ، كانت مرتديةً فستاناً أزرق مع وشاحٍ وردي فاتح اللون كثيراً.حتى كاد يميل للبياض، تمشي نحو أحد الرفوف باحثةً عن الكتب التي أرادت شرائها تمرر بأصابعها نحو كل كتاب ،كل رف ،تاركةً رائحة عطرها بكل مكان تخطوه و ما أن وجدت الكتب المقصود شرائها حتى ذهبت إلى أبي الذي كان مالك المكتبة لدفع الحساب ،فأخرجت مالها من حقيبتها بثقة و أبتسمت لأبي بلطف. بعدها خرجت ذاهبةً الى بيتها ،
كانت تبدو كمعزوفةٍ تجعلك ترقص أو كالإيمان الذي تجده بعد أن كنت شخصاً ملحداً فتجعلك تؤمن بكل ثقة بأنها لن تخذلك أو ..حقاً لا أعرف كيف أصفها فهي كانت كشيءٍ نادرٍ من الصعب أن يوصف أو يعبر عنه .وقتها أدركتُ بأنها هي التي أريد ، هي وحسب لا شيء أخر ، فركضتُ خلفها و تتبعتها حتى عرفتُ عنوان بيتها ثم عدتُ الى البيت و أنا في أشد سعادتي حينما عرفتُ عنوان زوجتي المستقبلية مشيتُ كالاطفال و أنا أصفق بيديّ لا أعرف ما ألذي أصابني !! مالذي حصل لي !!
فقط كنتُ فرحاً بها و هذا كان كله ما كنت أعلمه.أعتدتُ أن أنتظرها كل يوم عند مكتبة أبي و أحياناً كانت تأتي كل مرة في الاسبوع أو مرتين، لم تكن هناك اياماً محددة لتأتي بها فطلبتُ من والدي أن أعمل عنده و كان فرحاً لأن أبنه اخيراً قرر العمل معه دون أن يعلم أن سبب عملي هذا (هي ) .أتت ذات مرة الى المكتبة و كانت كعادتها تبحث عن كتاب فلم تجده فأتت الي وسألتني عن مكانه ؟ توترتُ قليلاً و أخبرتُ نفسي" أنها فرصتي ف هيا يا فتى أستجمع قواك و أخبرها بمكان الكتاب و لا تدعها تنظر إليك هكذا و أنت تبدو كالابله" فأخبرتها بأنه هناك تعالي معي لكي أريكِ اياه ، أحمرت خجلاً فسألتها أذا كانت بخير أم لا ؟_أجابتني نعم أنا بخير لكنك تمسك بيدي اذا لم تكن تلاحظ .
شعرتُ بالخجل و الدهشة فلم أكن حقاً أعلم بأن يدي كانت ممسكةً بيدها لا أعرف حتى متى أو كيف حصل ذلك !!
فتركتُ يدها فوراً و أعتذرتُ منها ، ثم ذهبتُ الى مكان الكتاب الذي أرادته فأحمررتُ خجلاً حتى بدا الخجل واضحٌ عليّ مما جعلها تضحك بشدة و سألتني : هل هذه هي المرة الاولى التي تمسك بها بيد فتاة ؟
أخبرتها بثقة : لا ، لكنها المرة الاولى التي أشعر بأني أمسك بيد فتاة حقيقية أو لنقل المرة الاولى التي أشعر بأن لدي يد لكي أمسك بها شيئاً جميلاً.
خجلت كثيراً من كلامي فسألتني عن أسمي!! أجبتها : ويل ..ويل أندريوس و أنتِ ؟
أجابتني بأبتسامة : ليا بيلغيكس .
ثم بدأنا نسئل بعضاً البعض حتى داهمنا الوقت بالحديث إلى أن أتى أبي و طلب مني مساعدتي فنظرتُ اليها و نظرتُ الى الساعة قلتُ : ساعة و نصف!!
_ ماذا ؟
_تحدثنا لساعة و نصف !!
_حقاً ؟ لماذا لم تخبرني بأن كل هذا الوقت قد مر ؟
_لأني لم الاحظ الوقت .
_يا ألهي لقد تأخرت و علي الذهاب الان ..
_الى أين ستذهبين ؟
_ الى البيت طبعاً
_بهذه السرعة ؟
_ساعة و نصف !! و تقول بهذه السرعة ؟
_الزمن ليس له وجود معكِ لذلك لا تلوميني
_توقف أنت تجعلني أشعر بشئٍ غريب في قلبي
_هل أنتِ بخير ؟
_ لا أعرف فقط دعني أذهب
_أنا لا أمنعكِ لكن أريد بقائكِ
نظرت الي و أبتسمت فقالت : لكل شيء له وقت
و ذهبت ..