الفصل الأول
***
صمت مخيف يسيطر علي الغرفة إلا من أنفاسها العالية المذعورة !! ، تجلس علي الفراش الوثير ضامة ركبتيها ومحيطاها بذراعيها وواضعة ذقنها عليها وعيناها تجول في المكان بهيستيرية وخوف.. ، أين توجد هي الأن!؟ ولماذا!! .. ، كل ما تتذكره قبل فقدانها للوعي أنها كانت بغرفتها ، جالسة علي مكتبها وممسكة بكتابها تستذكر دروسها وفجأة أستمعت لأصوات مرتفعة بالأسفل وكأن أحدهم يتشاجر !! .. ، فوقفت من مجلسها وأتجهت لشرفتها بعدما أرتدت مأزرها ، كادت أن تدلفها ولكن كفان غليظان أمسكاها من ذراعها والآخر علي فمها ، حاولت هي الأنفلات منه بتحركاتها العنيفة ولكن بدلاً من الأنفلات والهروب سقط علي رأسها شيئًا حاد ثم لم تشعر بشيء بعد ذلك..!! .
أدمعت عيناها بذعر أكبر فهي بالتأكيد خُطفت ، ولكن كيف يتم ذلك وهي وسط والدها وآخاها!!؟ ، تدحرجت دموعها علي وجنتاها الخمرية وهي تهتف بذعر :
- أنا فين وإيه اللي جابني هنا!؟.. .
صمتت لبرهة لعلها تستمع لإجابة ولكن مِن مَن!! ، أشتد نشيجها وعَلت شهقاتها بخوف هامسة بأسم والداها ، لعلهما ينجياها ولكن كيف!!؟ .. .
أدارت وجهها تنظر للشرفة المغلقة بإحكام وهي تفكر الهروب بواسطتها ، أعتدلت في مجلسها ثم وقفت تتجه للشرفة وهي مازالت بمنانمتها القصير ومأزرها الغير محكم أغلاقه ، وقفت أمام باب الشرفة ورفعت كفها تمسك بمقبضها تحاول فتحه ولكنه لا يفتح.. أخذت تسحب الباب للجهة المعاكسة بقوة ولكن لا فائدة .. وفجأة أنطلقت منها صيحة عالية مذعورة ملتفتة لمصدر صوت إنفتاح باب الغرفة التي تجلس بها ، لتري إمرأة عجوز تدلف غرفتها وبيدها دفتر مغلق مغلقة الباب خلفها ومتجهة لها ، وقفت العجوز أمامها هاتفة بها بقلة حيلة :
- سامحيني يا بنتي بس والله لو بإيدي حاجه أعملها كنت عملتهالك.. .
بدأت دموع الفتاة بالنزول مرة أخري وهي تتسائلها بذعر :
- انا فين ، وإيه اللي جابني هنا.. .
تنهدت العجوز بحزن ناظرة للفتاة بشفقة قائلة :
- مقدرش أجوبك علي أسئلتك ، البيه هو اللي يقدر.. .
أنعقد ما بين حاجبي الفتاة بتسائل فقالت لها ، ماسحة دموعها من علي وجنتيها :
- طب هو مين البيه دا!! ، وعايز مني إيه.. .
لم تجاوبها العجوز بل مدت لها الدفتر وقالت :
- أتفضلي أمضي.. .
- أمضي إيه!!؟.. .
قالتها الفتاة بدهشة عارمة ، أمسكت الدفتر وفتحته وقرأت ما به ، أتسعت مقلتيها بصدمة وهي تري تلك الورقة وبها صورتها وبجانبها صورة رجل لا تعرفه .. مهلاً .. أنها ورقة عقد قران!!.. .
أنت تقرأ
لمن سيدق قلبها
Romanceالمقدمة ضعفها وصمتها المحمل بالألم والحزن جعلها تحت حكم عاشق قاسي ، جعلها أسيرة بغرفة مظلمة من غرف قصره بعدما أنتشلها من بين عائلتها المهيبة ولكن من يقدر علي مواجهة ذاك الطاغي الواقع في عشقها المتملك ، إلا أن أستطاعت الهرب خارج البلاد ، وهناك قابلت...