الفصل الثاني
***
بنفس الغرفة ، كانت تقف بالشرفة مكتفة ذراعها أمام صدرها ونظرها معلق في السماء ، تناجي ربها بعينان بندقيتان لامعتان ، لا تعلم ماذا تفعل ، ولماذا هو متمسك بها لتلك الدرجه ، رغم أنها رفضته أكثر من مرة ، لكن بضعف !! ، هل هذا هو السبب؟! ، هل ضعفها من جعلها تحت قبضته وحبيسة تلك الغرفة بقصره!! ، ولكن كيف وهو من يصرخ بها أن لا تضعف أمام أحد ولا تكون هشة هكذا!! ، كيف وهو يخبرها أن لا تحني رأسها لأيًا من كان حتي لو كان هو!! ؟ ، كيف ذلك وهو من مدها ببعض الشجاعة والجراءة ، كيف!!؟.. ، تنهدت بعمق مغلقة جفناها سامحة لعبراتها بالهطول ، لكنها فتحت جفونها بسرعة وأنطلقت منها صايحة مذعورة محرره ذراعها عندما شعرت بيدين تلتف علي خصرها.. ، أبتسم رامي بعبث هامسًا بجانب أذنها :
- ليه بس الخوف دا ، هو أنا حد غريب.. .
أمسكت ذراعاه الممسكان بخصرها بإحكام هاتفة بقليل من الجرأة التي أكتسبتها منه هو :
- أبعد عني متلمسنيش يا حيوان ، أبعد.. .
شدد علي خصرها أكثر يثبتها ، ثم وضع رأسه جانب رأسها مباشرةً هامسًا ببعض الحدة يشوبها الهدوء المحمل بالحنو! :
- لسانك طول علي فكرة.. .
أبعدت رأسها عن رأسه لكي لا يتلامسان هاتفة برجاء وصوت متحشرج من بكائها وقد تلاشت الجرأة من نبرتها :
- أنت عايز مني إيه بقا ، سبني فحالي أغجوك " أرجوك " .. .
تنهد رامي بعمق محررًا خصرها ، ثم لفها له ، ليكون وجهها مقابل وجهه مباشرةً ، أغلقت جفنيها لتهبط باقي عبراتها بألم ، تألم هو لمرآها بهذا الضعف ، لقد كانت منذ لحظات تتحدث بجرأة فما الذي حدث ، رفع كفيه يضم وجهها بين راحتيه يحرك إبهامه علي وجنتيها ماسحًا عبراتها بحنو تناقط خشونته وحدته معها ، عندما شعرت هي بكفيه يلمسانها عقدت ما بين حاجبيها بألم أكثر ، رآها رامي وهي تتألم أكثر ، فقال لها بصوت هادئ يغلبه الضعف :
- ليه نستيني يا رحمة ، ليه! ؟.. .
هزت رأسها بعدم معرفها هامسة بضعف ظاهر بنبرتها المتحشرجة :
- مش عاغفة " عارفة " ، صدقني مش عاغفة " عارفة " .. .
أقترب رامي بوجهه منها أكثر وقد لفحت أنفاسه الدافئة علي وجهها المتألم المتهالك ، وضع أنفه علي وجنتها يمسح بها عبرتها هامسًا بنبرة أجشة :
- بحبك .. .
أستنشقت رحمة أنفاسه بقوة ثم لفظتها بيأس ، رفعت يداها تضعهما علي صدره تحاول أبعاده لكي لا تضعف أكثر من ذلك قائلة :
- أغجوك " ارجوك " .. .
لكنه ظل يهمس وأنفه ينتقل لوجنتها الثانية يعيد الكّرة :
أنت تقرأ
لمن سيدق قلبها
Romanceالمقدمة ضعفها وصمتها المحمل بالألم والحزن جعلها تحت حكم عاشق قاسي ، جعلها أسيرة بغرفة مظلمة من غرف قصره بعدما أنتشلها من بين عائلتها المهيبة ولكن من يقدر علي مواجهة ذاك الطاغي الواقع في عشقها المتملك ، إلا أن أستطاعت الهرب خارج البلاد ، وهناك قابلت...