كانت تبحث في تلك الصناديق القديمة في عليّة المنزل، كان الضوء خافتاً، إلا أنها استطاعت تمييز ذلك الصندوق الخشبي الصغير؛ أجل، إنه صندوق الذكريات، لقد خبأت قلبها، وأقفلت الصندوق قبل عشر سنوات؛ ذلك اليوم الربيعي أوائل آذار، تحت تلك الشجرة كانت نهاية كل شيء.
سالت دمعة من خضراوتيها، عبرت عن آلام قلبها... لازلت تحبه رغم كل تلك السنوات.
لقد بدأت قصتهما في يوم خريفي نهاية أيلول، لقد كانت غارقة في حبه، لقد كانت المشاعر بينهما متبادلة، اعترفت له بحبها، لتبدأ العلاقة بينهما، ليقضيا ليلتهما الأولى مع تساقط أُولى الثلوج بداية العام الجديد، لكن قصتهما لم يُكتب لها الاستمرارية، لقد علم شقيقها بالأمر... كيف لابنة عائلة وينتون أن تقع في حب رجل من العامة بل من المهاجرين، وهي ابنة عم ولي العرش، ومن يدري قد تكون الحاكمة في المستقبل.
قررا الهروب معاً، لكن لم يكتب لهما النجاح... استطاعت كتائب الجيش بقيادة أخيها سولان اللحاق بهم عبر البساتين، ألقت القبض عليهما، ليقوم سولان بإطلاق الرصاص عليه أمام ناظريها تحت تلك الشجرة، حيث شيّدت له قبراً لا يعلمه سوى قلبها.
قصت إلدورا جدائل شعرها الطويل، معلنة أنها لن تتزوج أحداً في هذه الحياة، لتعيش في عزلة عن العالم، منفية في القصر الشمالي، برفقة وصيفة واحدة مهمتها إقناع إلدورا بالعدول عن قرارها، والزواج من الأمير فيراسكوم (خطيبها)، إلا أن نيران قلب إلدورا رغم انطفائها عبر تلك السنوات رفضت الخضوع، وآثرت النفي... إلى أن جاءها خبر زواج الأمير من أختها الصغرى بعد عشر سنوات (وقد بلغت 16 من العمر)، وأن الملك قد عفا عنها، وسُمح لها بالعودة إلى منزلها.
إلا أن إلدورا رفضت العودة وقررت البحث عن ذلك الصندوق بين أغراضها القديمة؛ ذلك الصندوق الذي يحوي جدائل شعرها الذي لم يعرف الطول بعد ذلك اليوم، كما يحوي الرصاصة التي قتلت يورا ، والقلادة التي أهداها إياها ليلتهما الأولى (وقد كانت ذكرى من والدته).
سالت دمعة من عينيها، لترتدي تلك القلادة، وتنطلق نحو تلك الشجرة بصحبة صندوقها، وخنجر شقيقها؛ الذي لطالما افتخر بكونه أول هدية من الحاكم (عمه) عندما كان في 15 من عمره، ما إن استطاع إعادة شقيقته والقضاء على يورا قائد الثورة في الشرق.
أرادت إلدورا أن تجعل من هذا الخنجر رمزَ عارٍ لأخيها؛ إذ لم يستطع حماية شقيقته، انتقاماً لذلك اليوم قبل عشر سنوات.
وصل سولان متأخراً، ليشهد ذلك الخنجر في صدر إلدورا، لتسير دموع حامية من عينيه، ويبدأ الصراخ بهستيريا: ألعنك يورا، ألم يكفك أخذها مني قبل عشر سنوات، إنها تؤأمي أنا، لقد كنا معاً منذ الحظة الأولى في هذه الحياة، لم يكن أمامي خيار أمام قرار الملك، لكم كنت سعيداً بعزلتها، إن لم تكن لي فلن تكون لغيري... آهٍ كم أحبك إلدورا، آهٍ من لعنة الأخوة، ألعن هذه الحياة، وأصلي أن نكون معاً في حياةٍ أخرى.
ثم أخذ الخنجر ليخترق صدره وتمتزج دماؤه بدمائها، ليكتب له ما أسماه "العشق الأبدي"، وتكون هذه الشجرة قبراً لثلاثة أرواح قتلها الحب.
أنت تقرأ
إليورا (نيران العشق والحرية)
Fantasiaإليورا هي نيران العشق والحرية، تحكي الأسطورة قصة فتاة من العائلة الحاكمة (إلدورا؛ النار) عشقت قائد الثوار (يورا؛ الاستقلال).. لكن خيوط القدر والمصير وقفت في طريقهما، لتنتهي قصتهما بمأساة انتحار ثلاثية تحت تلك الشجرة... في حين لا تزال أرواحهم تولد من...