الهاجس المخيف

344 14 1
                                    

" أنت عار على مجتمعنا ... أي لعنة أصابتنا ... ماكان يجب أن تولدي ... بسببك لن تنعم المملكة بالسلام ... لنقتلها فبقائها على قيد الحياة يهدد العشيرة ... لكنها ابنة الحاكم لو كانت من العامة لمحيناها من الوجود منذ زمن ... الملكة تخشى أن تهلك السلالة لهذا نفتها إلى سجن بعيد ... إنه حل مؤقت لكن إلى متى
- لماذا ؟ لماذا تفعلون هذا بي ؟ ... ليس ذنبي أنني ولدت هكذا ... أريد العيش بحرية كالآخرين ... لست نذير شؤم ... لن أسبب الأذى لأحد صدقوني ... لا تديروا ظهوركم لي ... أرجوكم ... لا تتركوني وحيدة هنا ... استمعوا لي ... لا ترحلوا ... انتظروا ... لاترحلوا ... "

على وقع هذه الكلمة فتحت عينيها بكل برود ، فتاة بشرتها بيضاء شعرها وردي طويل وعيناها عسليتان براقتان ، جميلة بأتم معنى الكلمة لكن بريقهما اختفى وأصبحتا باهتتين ، كانت تتأمل سقف غرفتها وتتذكر ومضات من الكابوس الذي تعودت على زيارته لها كل ليلة و تعذيبها حتى حفظت كل تفاصيله ، كان سبب أرقها الدائم سابقا ولعله المسؤول عن إختفاء بريق عينيها وخلو وجهها من التعابير، بعد لحظات قامت و أسندت ظهرها على مسند السرير و شردت بعيدا
صوت تعرفه جيدا أفاقها من شرودها قائلا : صباح الخير سمو الأميرة تأخرت في النوم كثيرا وهذا ليس من عادتك

- صباح الورد ، توقف عن مناداتي هكذا فلدي اسم

- لا أستطيع مناداتك بغير سمو الأميرة فأنا تابعك ، قالها و رأسه مطأطأ

- ارفع رأسك تعلم جيدا أنني لا أعتبرك تابعا لي

- أقدر هذا حقا لكن الحقيقة ...

قاطعته بقولها : لن أعيد ماقلته مرة أخرى ، لأكون صادقة أنت وسيرينا خففتما عني قسوة الوحدة وأنا شاكرة لدخولكما حياتي لذا لا تقل ذلك مجددا كاي أنتما صديقاي المقربان

شعر كاي برعشة خفيفة ولمعت عيناه بعد سماع الجملة الأخيرة فأردف قائلا بابتسامة خفيفة : شكرا لك

- لا داعي لذلك ، أين سيرينا ، غريب لم أسمع صوتها حتى الآن

كاي : خرجت منذ الصباح الباكر ولم تعد بعد

- تلك الفتاة الفضولية يجب أن تكون على دراية بكل ما يدور حولها

كاي : أنت على حق سمو الأميرة

- ماذا قلت الآن ؟

كاي : آسف أصبحت عادة لدي سأعمل على التخلص منها

- جيد ، علي الذهاب للقصر الآن الحق بي عندما تعود سيرينا

كاي : حاضر وغادر الغرفة محدثا نفسه ( إنها فتاة طيبة لا تستحق كل المعاناة التي مرت بها ، سأبقى إلى جانبها فأنا مدين لها مدى الحياة ، ليتها تعود للإبتسام مجددا )
دخل إلى المكتبة واتجه إلى إحدى الرفوف التي بها المجلدات أخذ واحدا كبير الحجم و شرع في القراءة في تلك الأثناء كانت الأميرة قد رتبت سريرها فهي تعتمد على نفسها في كل شيئ تقريبا وذهبت لتغسل وجهها

" اسمي كيشو وأنا مصاصة دماء من نوع مختلف ، عشت في هذا المكان منذ الصغر ، إنه سجن مهجور ، هذا بيتي ، لدي شخصان أثق بهما فقط ، كاي وقد تعرفتم عليه قبل قليل وسيرينا ستحبونها بالتأكيد ، حياتي صعبة جدا كوني منبوذة من قبل البقية لكنني لا أهتم فرغم ذلك أنا قائدة جيش مصاصي الدماء ، أمضي يومي في حماية المملكة من أي هجوم مفاجئ ، يساعدني في هذا صديقاي إضافة إلى واجبات أخرى كما أنني أهتم بدراستي كثيرا ولا أهملها ، أحب دراسة التاريخ القديم وقد أعجبت كثيرا بعالم البشر أود الذهاب إليه بشدة وإن سنحت لي الفرصة سأعيش هناك "

الهجينةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن