هَلَّ فَخامته لِبلاط القصر، جَارًّا خلفه عبائته الملكية المُرصّعة بالحُلى بألوانه، يرفع رأسه في شُموخ.
خطواتٌ رَتيبة واثقة، أصبح صاحِبها مضرب المَثل في الرزانة والحِكمة، ضامّا يديه حتى اختفت بين أكمام عبائته الطويلة لتزيد هيبته هيِبَة..
أقبل الملك الموقر 'دو كي سو' حاكم مملكة جوسون حيثُ عرشه في صالة الحُكم بهالته التى أوشكت أن تشع بالفعل، لينحني الشيوخ الذي ارتصوا على حافّتي البلاط، تَبجيلا للسلطان الشاب الذي وَرِث العهد لِتوه.. ليستقر أخيرا على عرشه بعد مَسيرة ثلاث دقائق من بداية القاعة حيث الباب وحتى نهايتها حيث يكون كرسي الحكم..
تربّع على عرشه مُنتصب الظهر رافعا رأسه ليبدأ الوزراء والأكابر بالتقدم واحدا تلو الآخر ليقدموا التهاني للملِك الجديد بمناسبة جلوسه على العرش مُنسَبِكةً مع التعازي لموت والده الملك الأسبق."مولاي، صاحب الفخامة إنه لشرف عظيم أن أكون في خدمتك، وساعدك الأيمن وأتعهد أن أصِنَ أسرارك وأن أكون عند حسن ظنك، أمينًا فاديًا لجلالتك بحياتي.. أقسم على هذا السيف أن أكون الأجدر لمنصبي."
قالها المُرافق الملكي وأقرب الحراس الشخصيين للحاكم، المُحارب والمُستشار المُقرب 'كاي'، بينما يقف بين يدي الملك شاهرا سيفه الذي أقسم به ليعيده أخيرا لمكانه في الغَمد الذي يحتل موضعه في حزام خصره..
انحنى تسعون درجة قبل أن يومئ الملك كي سو برأسه علامة الرضا.. لينتصب كاي واقفا متخشبا في حركاته مؤديا التحية العسكرية، ومن ثم يعود أدراجه ليصبح آخر الرجال المُتقدمين للملك.
ولم يعني هذا كونه اخر المُتقدمين بالفعل، فقد بدأت الجواري بالولوج واحدة تلو الأخرى محيية السلطان الجديد، بينما هو يتابع مراسم الاستقبال بملل مستندا بذقنه على قبضة يده المُحلاة بخواتِم الياقوت النفيسة، فلم يكن أبدا يهتم بهذا الجو من الحفلات والمراسم التقليدية، لذا تراه يجلس ويكاد يكون قتيل الملل..حتى جاءت هي، بردائها الفضفاض الذي يتمايل مع كل خطوة منها، مختلفة تماما برونقها عن الجاريات فلم تكن إحداهن، وكأنها إحدى المشاهد الدرامية هو اعتدل في جلسته فور رؤيته لها ليظل نظره مثبتا عليها وهي تسير بخفة وخطوات تعلمها جيدا، ليدرك فورا ماهيتها ومن تكون، وقد عكس تاجها شعاع الشمس ليزداد لمعانا وبهجة.
فلم يبعد نظره عنها حتى ظن أنه قد تاهَ فيها وغلبه الهيام ولم يعد يدرك شيئا حوله سواها..
ليفيق من شروده على صوت المنادي من على يساره."صاحبة الجلالة، سمو الأميرة دو كيو مي."
قالها ليدرك الملك جيدا من هي، إنها حَرمُ هذا القصر الواسع والأنثى الوحيدة التي قد أنجبتها العائلة الحاكمة، كون جميع نسلهم من الذكور عداها.
كانت هي ابنة عمه التي لم يكن مسموحًا له بمجالستها، حين كان والده يتربع على العرش.
والآن طبقا لقوانين المملكة، على من يرث العرش التزاوج لإنجاب أولياء العهد وتستمر دورة الحياة.
ويبدو أنه قد عثر على مبتغاه أخيرا.
من كان ذا ليصدق أن للحب من النظرة الأولى وقع على قلب الملوكِ أيضا، هي سحرته برونقها وهي انجذبت لهالته ليدق قلبيهما الطبول معا، في أول تلاقٍ لشعاعي نظرهما..
أنت تقرأ
King Of Heart || One Shot
Romanceولَعل تمَامِ اختياركَ لِدَورك كان بحِكمة.. لَم تكن حاكٍمًا مسرحيًّا، بل كانَ جلالتك مَلِك هذا الذي يَنبض بينَ ضُلُوعِي.. دو كيونجسو.