اتاراجاتيس

48 4 9
                                    

لطالما أحببت البحر وكرهت البشر تمنيت إني لو كنت حوتا مهيبا يسبح في وسط المحيط الواسع اذهب أينما اشاء بلا رقابة عائلتي جعلوني اكره كل ثانية اقضيها معهم يراقبونني على أي صغيرة افعلها حتى إنهم لا يسمحوا لي بالنوم وقتما اشاء ولا يُسمح لي بالسهر ! آنا دمية فيدكم؟؟ اللعنة عليكم اذا
-
كرهت كل خطوة اخطيها للمنزل
"اتمنى ألا ارجع لمنزل البؤس هذا"
نظرت لخاتمي المصنوع من لؤلؤ البحر الموضوع في اصبعي البنصر ورددت
"اتمنى أن اعيش في البحر ، اتمنى أن ينساني الموجودون هنا أتمنى فقط أن افعل ما يحلو لي دون تدخل أي أحد"
بدوت وكأنني علاء الدين يطلب من المصباح أمنياته الثلاث
ضحكت على نفسي لأني فتاة تبلغ السابعة عشر من عمرها وتؤمن بهذه الأساطير والخرافات التي تُروى للاطفال..
ظهر الضباب من العدم ولم اعد ارى بوضوح لحسن الحظ منزلي قريب من هنا رأيت أمامي سيدة ترتدي ملابس غريبة وفي يدها قناع لكن ملامحها تجلب الدفء جميلة كاكتمال القمر كهطول المطر كشروق الشمس بعد الفجر ، ربما اتت هنا و تاهت؟ على أي حال لا شأن لي فقط ساعود للمنزل كي لا أُوبخ لكن تلك المرأة الغريبة اعترضت طريقي
"معذرة أريد أن امر؟"
ملامح تلك الفتاة جميلة لحد السحر تأملتها قليلا لكن الوقت بدأ يتأخر وإن لم اعد ساتلقى تلك المحاضرات من أمي والسخرية على انطوائيتي من أختي
"هل انتِ تائهة؟"
سألتها لكنها بدت وكأنها صماء..؟
أردت تجاوزها لكنها منعتني مرة اخرى ورفعت ذراعها لتمنعني
"إن كنتِ تريدين شيئا فأسرعي اريد العودة !"
تكلمت تلك المرأة بصوتها لقد دققت على صوتها اكثر من كلماتها أحببت صوتها كحب صوت الأمواج
كلمتي ساحر وبديع هما أدق وصف وجدتهما للمرأة
لحظه ماذا قالت!؟ أ قالت أن اسمها اتارجاتيس!
سألتها بلا شعور مني "اتاراجاتيس!؟ آلهة البحار!"
اومأت لي بالأجابة
هل أنا احلم؟ هل هذه حقا آلهة البحار أم إنها خدعة سخيفة هل اصمت واتجاهلها كأني لم اراها أو اسمعها؟ لكني لا اشعر بأنها مخادعة
"ماذا تريد آلهة البحار من فتاة بشرية؟"
"لقد تمنيتي أمانيك الثلاث و سوف أحققها لكِ"
"تحقيقها!؟"
"نعم ستتحقق أمانيك تدريجيا ، لكن أ ستتحملين فعلتك؟"
تسألني وكأنني سأرتكب جريمة! الجريمة هي أن اركل هذه النعمة التي اُرسلت إلي
"أنا واثقه من اختياري حققيها لي"
"خذي وقتكِ في التفكير فليس هناك أي مجال للتراجع"
"لا اتراجع عن كلامي مطلقا"
قلتها لها بكامل ثقتي
ارتفعت اتاراجاتيس عن الأرض و أخفت وجهها بقناعها تغيرت نبرة صوتها وأصبحت مخيفة وعالية ومزعجة نوعا ما ، لم افهم ما قالته ، سمعت صوت خطوات ورائي التفت لأرى تلك القطة المشردة
"اوه هذه أنتِ ميليو أخفتني"
اختفى الضباب والتفت لتلك المرأة العائمة في الهواء لكني لم اجدها وكأنها انقشعت مع الضباب..
لقد تأخر الوقت جدا لست مستعدة لجلسة التوبيخ الآن!
وقفت أمام باب المنزل لكن ميليو تتبعتني وهي تموء ربما جائعة؟ انا اعتذر لكن أمي لا تسمح لي باقتناء القطط وخاصةً القطط السوداء تقول إنها تجسيد للشيطان! كيف يمكن أن يكون مخلوق بهذه اللطافة تجسيدا للشيطان ربما اختلط عليها الأمر ولم تستطع التفريق بينهم وبين الحيوانات ، دخلت للمنزل بخطوات كأني لص أتى ليسرق وصُدم عندما لم يرى أي شيء ثمين في المنزل لكني صُدمت برؤية أمي..
"آسفة امي صادفتني بعض المشاكل"
كنت سأصدق أي شيء عدا أن أمي لم تهتم وقالت فقط كلمة "حسنا" معذرةً معذرةً هل الشمس أشرقت من الشمال؟ هل الاتجاهات عُكست أو ما شابه!؟على أي حال ذهبت لغرفتي المُشتركة بيني وبين عديمة احترام الخصوصية أختي وغطيت في نوم عميق

استيقظت في اليوم التالي و أخبرت أمي إني ساذهب بجانب الشاطئ لكني صُدمت مرة أخرى حيث قالت لي "لمَ تأخذين الأذن مني؟ أنتِ دائما تذهبين بدون أخباري"
خرجت من المنزل بكل سعادة

الغيوم السوداء اعتنقت السماء يبدو إنها ستمطر؟ حسنا سابقى قليلا ثم ساعود للمنزل ، اُعجبت بالنسيم بدا وكأنه يداعب وجهي وقطرات المطر ، كان المكان هادئا لا اسمع سوى صوت الأمواج بدأ المطر يشتد والرياح أصبحت عنيفة تُشعرني بأن جسمي سيتجمد من البرد ،ركضت للمنزل لكنه كان مُقفلا أخرجت مفتاحي الخاص و حاولت فتحه لكن لم يُفتح؟ طرقت الباب فتحته أمي لكني صُعقت عندما سمعتها تقول لي
"معذرة ماذا تريدين؟"
معذرةً انا ابنتك يا امرأه!
"ما الذي تقصدينه أمي"
"أمك؟ هل أنتِ ضائعة عزيزتي؟ هل أساعدك؟"
"لست ضائعة أنا ابنتك تينما"
عندما قلت تينما شعرت بأن ملامح أمي أصبحت حزينة نوعا ما
"ليس لدي إلا ابنة واحدة ربما اشتبه عليك الأمر"
هل أمنياتي التي تمنيتها تحققت! يا الهي ماذا يحدث أين اذهب الآن ! ، استدرت و تجاهلت كلام أمي ورغبتها بمساعدتها لي ذهبت لمنزل صديقتي لأبيت عندها
فتحت لي سيدة ربما أمها؟ سألتها إن كانت ساي هنا خرجت لي ساي وأخبرتها بأني أريد المبيت عندها واعتذرت لهذه الزيارة المفاجئة
"هل اعرفك؟"
"ما الذي تقولينه ساي! أنا صديقتك تينما صديقة طفولتك منذ عشر سنوات!"
"ما الذي تهذين به؟صديقتي تينما انتحرت قبل سبع سنوات ، هل أنت مخمورة؟"
"انتحرت..!"
*هذا آخر شيء أفكر ففعله!*
تراجعت للخلف خوفا من الذي سمعته من كان يعتقد أن أمنياتي التي قلتها عبثا قد تتحقق ذهبت لملاذي الأخير
بدأت اطرافي ترجف من برودة الطقس اعتقد إني سأصاب بحمى
فجأة شعرت وكأن قدماي تحترق أنّى أن تحترق وأنا اتجمد من البرد نظرت لها بألم وبدأت تتحول للون الأخضر أهذا من شدة البرد!؟ بدآ في الألتحام معا اللعنه لم اشعر بهذا الألم ابدا في حياتي تحولت قدماي لزعنفة سمكة! اصبحت الآن كشخصية خيالية في أحد الأساطير
زحفت مقتربةً للبحر ترددت في إلقاء نفسي هناك لكني شعرت بأن حنجرتي تحترق كلما تنفست غصت فورا لأعماق البحر كانت رؤيتي واضحة جدا ولم اختنق نسيت أمر أمي وساي وبدأت بالعوم والأستمتاع ، رؤية المرجان والأسماك متعددة الألوان أشعرتني بالسعادة شعرت بأني عصفور تحرر من قفصه

بعد أسابيع شعرت بالملل والوحده اشتقت لصديقي ساي ولا أصدق إني سأقولها لكني اشتقت لأمي بدأت أنادي على اتاراجاتيس مرارا وتكرارا حتى يأست ذكرت خاتمي ونظرت له ورددت
"أتمنى أن تأتي اتاراجاتيس اتمنى العودة اتمنى العودة"
بدأ البحر يسود وأصبح مهيبا اكثر من ذي قبل ظهرت اتاراجاتيس وشعرت بأن ماءً باردا انصب عل قلبي لكنه تحول إلى ماءً مغليا بعد أن سمعتها تقول إنها لن تحقق مرادي
"كان يجب عليك الرفض والرضا بما لديك من النعم وإنه مهما طلبتي من الأماني لن تصبحي سعيدة وأن هذه الدنيا فانية لا كمال لها"
تجمعت الدموع في عيني هل سأعاني من هذه الوحدة طول حياتي
رمت علي سكين فضية
"هذه مخصصه لقتل الحوريات إن كنتِ تريدين التخلص من نفسك والموت فافعليها وعند موتك ستتحولين إلى زبد بحر هذا ما تتحول له الحوريات عند الموت"
اختفت اتاراجاتيس تاركة تلك السكين هل اقتل نفسي! امسكت تلك السكين و وضعتها أمام قلبي لكني لم امتلك الشجاعة للتخلص من حياتي رميت تلك السكين بعيدا عني

تحملت يومان آخران من العذاب لكنه لم يعد لي القدرة في احتمال يوم آخر هنا اعتقد إني جاهزة لقتل نفسي الآن اخذت تلك السكين بملامح أشبه بالميته و وجهتها لقلبي وغرزتها فيه

THE END

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 06, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

اتاراجاتيسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن