تمهِـيد

9K 460 100
                                    



كانت الريَّاحُ ثائرةً بالخارِج، و كان جسدي -على النقيض- ساكنًا بلا حراك بجوار جسده الهامد المُمتد على الأرضيّة الخشبية المهترأة، كانَ وجههُ على غير العادةِ خاليًا لا يُبدي امتعاضًا، شفتاهُ بالكادِ منفرجتان لا يُطلقان الأوامر ولا ينطقان بإسمي بنبرةٍ ترتجفُ لأجلها أوصالي، و عيّناه المُنطفئتين..لربما للتوّ أدركتُ بأنهُما لم يكونا كذلك قط.

تحسستُ برودة وجهه للمرةِ الأخيرة، مررتُ أصابعي فوق ثنايا ملامحهُ المُرتخية بدايةً من جبينه، مرورًا بشفتاه الجافتين و انتهاءًا بِـ لحيته النابتة.
استلقيتُ بجواره لأضُم جسدِي إلى خاصتِه، سمحتُ لذراعي أن تلتف بصرامةٍ حول جذعه، و انتظرتُه ليُدنيني إليه بالمُقابل.

لكنهُ لم يفعل..

سأروي لكَ ما قد أدى بنا إلى هنا، لكن قبل أن تحكُم عليّ، إليك شيئان عني:

أولاً، أنا لستُ مذنبَة.
ثانيًا، كنتُ أحـبه.

_________

مُـحرَّم
-السَّـيء و الأسوَأ-.

_________

مُـحرَّم .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن