فضول مراهقة قصيرة

38 3 0
                                    

بعد عقد القران..... لم أصدق أنها أصبحت زوجتي بالفعل... كم انتظرت لتلك اللحظة...
صوت الزغاريد يأتي من قاعة النساء.... مرت ببالي... ما شعورها الآن؟؟
أستقبل المباركات من العائلة ومن أصدقائي والتوصيات من والدي وحماي.... يوصونني بالحفاظ عليها... لا يعلمون أنها بقلبي وعيوني.... لا يعلمون كم تعبت لتكون زوجتي... هل يظنون أني جننت لأصيبها بأذى؟؟
ظللت أحاول الخروج من تلك القاعة للوصول إليها... أريد أن أراها وأشبعها تقبيلا فأنا حقا ظمآن ولن أرتوي إلا من رضابها...كما كنت أقول لها دائما....
وأخيرا تمكنت من الهرب من قاعة الرجال والوصول لباب قاعة النساء.... لم أستطع أن أصدق بعد أنه وبعد دقائق سنذهب معا لمنزلنا الجديد.... سنذهب لعش حبنا كما يقال...
طرقت على الباب لأسمع ما هو متوقع...
-أتى العريس يا بناات... الحجاب والنقاب بسررررعة
توقعت حالة الهرج والمرج التي تحدث بالداخل وضحكت بخفة فأنا أعلم ماذا يحدث في تلك المواقف كما كانت تحكيها لي حبيبتي.... فكما كانت تحكي فإنه يمكن استبدال حجاب الفتاة مع غيرها فقط لإنقاذ الموقف.... لا استطيع تخيل ذلك هههه
خرجت أختي وقد كانت تضع مساحيق تجميل خفيفة في وجهها مما أعطاها مظهرا أنثويا بريئا ولكن مع ذلك فإن هذا أغضبني بشدة.... ولكن لا بأس لن ألومها الآن وسيؤجَّل العقاب لما بعد...
ظللت أحاول النظر للداخل للبحث عنها ولكن تلك القصيرة حقا كانت تسد كل الطرق... كيف لتلك القصيرة أن تكون سدا منيعا بينها وبيني...حقا انا غاضب منها وبشدة...
لكزتني أختي في كتفي... وقالت بفظاظة متعمدة استفزازي...
-ماذا!!!....
-أريد زوجتي...
نظرت بطرف عينها وأكملت مستفزة للقلة الباقية من أعصابي...
-اها أعلم ولكن حقا أعتذر فإن الفتيات بالداخل ولا يجوز دخولك الآن...
نظرت لها بقسوة وحقا انفلتت أعصابي...
-حبيبتي... اتقِ شر الحليم إذا غضب ودعيني أدخل لزوجتي...
مِلْتُ على أذنها هامسا...
-أم تريدين أن يعلم والدك أنك تضعين أحمر شفاه مغرٍ؟؟؟؟
ارتعبت تلك القصيرة بشدة.... وبدأت بالتلعثم...
-ااااا لم أقصد أبدا ولكن البنات بالداخل بدون حجابهن ولن تستطيع الدخول يا حبيبي وأنت تعلم البقية... ولكن سأعلمهن بمجيئك وحقا سنسرع بالخروج....
-حقا فتيات حمقاء لا تأتي إلا بالتهديد.... أسرعن فأنا متعب وأريد العودة للمنزل....
هربت من براثني وذهبت لتستعجل الفتيات...
وجدت صديقي المقرب خلفي وعلى وجهه ابتسامة لا تبشر بخير أبدا....
توقعت ما سيفعل فأمسكت يده اليسرى وجعلتها خلفه رغما عنه وسلمت عليه وشكرته على مجيئه.... حقا الأصدقاء لا يوثق بهم في يوم كهذا....
بعد أن ودعني صديقي وذهب التفتت لأرى أن باب قاعة النساء فتح بالفعل وجميع الفتيات ينظرن لي نظرة لم أفهمها... حتى اقتربت إحدى صديقاتها المقربات... أو إحدى بناتها كما تطلق عليهن.....
تفاجئت أنها أمسكت بطرف بذلتي وجذبتني ثم تركتني فجأة.... من صدمتي لم أستطع القيام بأي رد فعل.... حتى لم أكن مستعدا للصدمة التالية وقد كانت كلماتها...
-تلك الحركة فقط لتعلم أن خلفها جيشا من فتيات أقوياء.... لن نصمت إن حزنت يوما... نحن نعلم أنها لن تشتكي منك.... ولكن أقسم لك إن حدثتها يوما وشعرت بنبرة صوتها شيئا من الحزن... لن أرحمك... وتلك فقط أنا... ما بالك بباقي الفتيات... أعدك إن مسست شعرة منها بسوء... ستكون عجة البيض أفضل منك حالا....
ألقت بكلماتها تلك كاللعنة التي تلقى لتصيب الرجل بالشلل.... لم أفق من صدمتي إلا عندما أتت حماتي العزيزة...حقا كم أحب تلك المرأة.... وحقا قد هونت علي ما حدث من تلك العقرباء السامة التي بثت سمها في أذني.... يا إلهي كم أن الفتيات مخيفات.... أيقظني من صدمتي صوت حماتي الرخيم...
-عزيزي... ماذا تفعل عندك... القاعة فرغت بالفعل من البنات وزوجتك تنتظرك بالداخل...
-حسنا أمي سوف أذهب لها... لا تقلقي... هي في قلبي قبل أن تكون زوجتي... لن أصيبها بسوء مهما حدث... أعلم أنها قد تكون طفولية في بعض الأحيان ولكني حقا أعشق تقلبات مزاجها .... لذلك لا تقلقي عليها فهي في أيد أمينة....
ربتت حماتي على كتفي وقالت بود...
-لو لم تكن أمينا لم نكن لنعطيها لك وأن كنت تموت أمامنا... هي جوهرتنا ولن نفرط بها بسهولة....
كدت أفتح فمي لأرد وإذ بي أصعق مما رأيته.... هل هي ملك من ملائكة الله؟؟..... ياربي هل أحلم.... هي آتية نحوي... وتتفوه بكلام لم أسمع منه كلمة واحدة... هي حقا جميلة... عيناها الكحيلة البنية... شفتاها الكرزيتان... سبحان من أبدعهما... خصرها المنحوت الذي أشتهي لمسه.... هي لم تكن آتية نحوي.... فقد صعقت عندما رأتني.... لا أعلم ما تفكر به ولكنها حتما خجولة مني.... فما كنت أبثه لها من كلمات ووعود أقسمت على تنفيذها بعد الزواج حتما تجعلها خجولة مني.... أعتقد أني كنت منحرفا بحق عندما وعدتها تلك الوعود... ولكني أقسم أن أنفذها وأن أفعل ما هو أبعد عن عقلها الصغير ذاك....
بدأت تتسلل للعودة للقاعة مرة أخرى.... لم يكن يوجد أحد غيري أنا وهي بالمكان.... أين البشر؟ لا أعلم.... جل ما أعلمه أنها أمامي... وحلالي....
بدأت بالاقتراب رويدا رويدا حتى أسرعت خطواتي وأنا أمشي... أخشى أن اهرول إليها فترتعب مني....
ناديتها باسمها فتصنمت مكانها.... ذلك الفستان الرقيق المميز... كان بسيطا حيث جعلها كحورية بحر أصبحت بشرية.... يا إلهي إني أسمع دقات قلبها.... اقتربت منها حيث لم يفصل بيننا إلا بضع إنشات....
جاهدت ليخرج صوتي...
-معشوقتي...
اقتربت أكثر حتى لامس صدري ظهرها.... أمسكت بيدها ووجدتها تسحبها مني ببطء... سمعتها تهمس بغضب...
-لا يجوز هذا... ابتعد في الحال...
في تلك اللحظة قهقهت بصوت عالٍ...
-ما الذي لا يجوز؟؟ أن أمسك يدك وأقترب كذلك؟؟؟ لا يا عزيزتي يجوز لي ذلك وأكثر من ذلك....
شعرت بانتفاضة جسدها الصغير...
احتضنتها وهمست بأذنها...
-من اليوم لا يوجد كلمة لا يجوز تلك يا أيتها الباندا المشاكسة... فقد أصبحتِ زوجتي بالفعل عزيزتي...
حاربت قلبي وابتعدت عنها قليلا لأجعلها مقابل وجهي... أعتقد مهما طال بي العمر لن أشبع من تلك الملامح الأنثوية الصارخة بالبراءة....
اقتربت من وجهها وأحطت به بين يداي فأغمضت عينيها... أعلم ما تفكر به تلك الباندا المنحرفة... تعتقد أني سألثم شفاهها... لن أخيب ظنها ولكن ليس هنا... عندما نذهب للمنزل سوف أحقق تخيلاتها تلك....
قبلت جبينها وأطلت بقبلتي قليلا.... عندما ابتعدت أطلقت تنهيدة راحة وقلت لها....
-أخيرا أصبحتِ زوجتي يا مشاكستي....
اقترب أخوها الأكبر وقال لي بمزاح...
-هيا أم سنبيت هنا؟؟؟
ضحكت بخفة... وأمسكت بيد حبيبتي وقلت له...
-سآخذها وأبتعد .... لا بل سنبتعد عنكم جميعا... يا إلهي ارحمني... لن تكف عن قطع لحظاتنا سويا...
أمسك بذراعي وجعله خلفي وقال لي....
-أقسم لك إن أصبتها بأذى لن أرحمك....
أفلتت يدي منه... وقلت بنفاذ صبر....
-يا الله الرحمة من عندك... الكل يحذرني من إيذائها.... هل ترونني سفاحا أم ترون أني ساديا لأعذبها؟؟؟ لن أصيبها بسوء ما حييت.... هل أكتب لكم تعهدا بذلك!!!
حسنا حسنا ل أذكر ماذا حدث بعد ذلك إلى أن وصلنا للمنزل... بعد السلامات والقبلات والتوصيات مرة أخرى... أُغلق الباب علينا أخيرا...
أخيرا أصبحنا وحدنا.... التفتت لأحدثها ولكن لم أراها.... إلى أين ذهبت تلك الباندا؟؟؟
بدأت بالبحث وأخيرا وجدتها.... لحظة!!... متى بدلت ملابسها؟؟.... ومن أين تلك البيتزا  والشطائر.... يا إلهي الرحمة...
قاطعت سردي للحديث فجأة لأني حقا لن أترك زوجتي بخير إن بدأت بسرد ما حدث بعد أن دعتني للأكل معها.... أو لأكلها هي.... صمتت وعلى وجههي نظرة خبيثة وابتسامة عريضة ثم نظرت لابنتي ذات الخمسة عشر ربيعا وقلت لها...
-حسنا عزيزتي ها قد مر على ذلك اليوم سبعة عشر سنة وشهرين وثلاثة أيام...
نظرت لي ابنتي بطرف عينها.... وقالت بخبث....
-حسنا أبي ولكن ماذا حدث بعد أن طلبت من الله الرحمة؟؟؟
تهربت منها وقلت لها...
-هل يجب أن نترك والدتك هكذا وحدها بالمطبخ؟؟؟
صمتت تلك القصيرة التي تشبه أمها وتصنعت التفكير قليلا ثم وبأعلى صوتها...
-أميييي.... ذلك الرجل المسمى بزوجك أو الباندا العجوز لا يريد أن يقول لي كيف قبلك في رقبتك بالأمس وكيف صنع لك تلك العلامة.....
رحمة الله على ابنتي الكبرى.... ورحمة الله علي فوجه زوجتي لا ينذر بخير أبدا وخاصة أن بيدها تلك المقلاة....
The end…

مقتطفاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن