الجزء -17-

2.4K 97 83
                                    

لكن الضربة القاضية التي أنهت على قلبها كانت بذلك اليوم الذي وجدت به صور خطبته على صفحة الفايسبوك الخاصة به، فقد كانت تتفحصها كل يوم لتصدم بتلك الصور، ...أخذت تُدَقِّقُ النظر بها غير مصدقة فرحته مع أخرى غيرها و هو يلبسها خاتمة الخطوبة و يقبل خدها ...إتسعت عيونها من الصدمة و أحست كأن خنجرًا حادًا غُرِس بقلبها، إعترتها حالة من الهيستيرية فإتجهت نحو والدتها و أخذت تريها الصور ضاحكة و الدموع تملئ عينيها:"أمي أنظري !... ههه لقد قام بخطبة أخرى ! أنظري أمي هذا فارس و هذه فتاة أخرى غيري تلبس خاتمه ! ...ههه يا الله كم أنا سعيدة لسعادته.. أنظري لإبتسامته أمي ! إنها ملئ شفتيه ...لم أره بهذه السعادة من قبل ! "

كانت والدتها تناظرها بحزن بينما كانت تقلب لها الصور بسرعة غير مدركة ما تراه عيناها التي أصبحت الدموع تنهمر منها دون وعي منها، فأخذت الهاتف من يدها و إحتضنتها لتتشبث بصدرها بقوة  كأنها تهرب من وجع العالم كله بحضن أمها، ضلت تبكي لساعات بينما كانت والدتها تمسح على شعرها بحنان إلى أن غلبها النعاس، نادت فادي ليحملها لفراشها و جلست هناك تراقبها إلى أن تأكدت أنها تغط في نوم عميق ذهبت عندها للمطبخ لتأخذ كأس من الماء فوجدت فادي ينتظرها هناك ليهتف:" ما الذي حدث لفردوس أمي !  كيف وصلت إلى هذا الحال ؟"

شربت كأس الماء دفعةً واحدة و تنهدت مجيبةً:" فارس إبن  عمك هو السبب بكل هذا !  لقد جعل الفتاة تتعلق به و تتأمل ليتركها و يخطب غيرها بالنهاية "

فادي:" ماذا !!  كيف حدث كل هذا !؟ ألم نرفض هذا الأمر منذ البداية ! كيف أحبته ؟ ...هذا يعني أنها لم تستمع إلينا و ضلت على علاقة به !"

فريدة:"  الخطأ خطأي لو كنت أصريت على منعها  من الحديث معه لما وصلت لهذه الحالة ! فقد حاولت منعها بالبداية بعدما لاحظت تدهور مستواها الدراسي لكنها أبت الأنفصال عنه و أحبته كثيرًا، فلم أجد أي حل سوى أن أقبل بتلك العلاقة لأنني كنت واثقة أنه سيقوم بخطبتها فهو على كل حال إبن عمها و لن يخذلها ...لكنه فعلها مع الأسف، تركها ليختار أخرى، لم يأبه لا لصلة القرابة التي بيننا و لا لقلب إبنتي الصغير ! إتضح أنه وغد و لا يمت للرجولة بصلة !! كل تلك الصفات التي حدثنا عنها والدك إتضح أنها خدعة إنطلت علينا جميعًا ...! "

 أحكم فادي قبضته ليضربها على الطاولة صارخًا بغضب:" وغد حقيير ! كيف له أن يفعل شيئًا كهذا بأختي كيف !؟... ثم كيف لأبي أن يقبل به منذ البداية ! قال إبن عمي قال ! نحن حتى لا نعرفه سنين مرت دون أن نسمع عنهم أي خبر ليأتي بعطلة و يقلب حياة أختي رأس على عقب ! أنا لن أسكت على فعلته هذه ! لن أسكت ...سأسافر إليه غدًا لأقلب القصر فوق رأسه !! سأريه ما معنى أن يتلاعب بمشاعر أختي البريئة !!"

فريدة:" كفاك صراخًا ستوقظ أختك بعدما هدأتها بصعوبة !... تريث و أسمعني أنت لن تذهب لأي مكان غدًا عندما يعود والدك من المنوابة الليلية سأحدثه بالموضوع و هو  من سيتصرف، أنت لن تتدخل !"

ثأر الزمن (بقلم أميمة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن