الفصل الثانِي:چيرالد.

3.6K 315 124
                                    






الخُروج من سجن للدخُولِ بآخر.

هذا ما هي عليّه الآن.
هذا دائِمًا ما كانت و ما ستكُون عليه.


__

• ريڤيري:

إلتقطتُ جزرةً عشوائية من الثلاجة شبه الممتلئة لِأقضمها بينما أتجول بالمنزل أستكشفه، لم أجِد ما يُثير الإهتمام سوى قبو المنزِل، كان مغمُورًا بالأتربَة و الصناديق المُلقاة بإهمال، و تلك الكُتب و المُجلدات المنثورة بالأنحاء، لا يَهُم هذا سيكُون مكانًا مثاليًا للهروب من الفتاة الثرثارة على أيةِ حال.

تسلَّقت السلالم للغُرفة، فتحتُ الخزانة ألتقطُ بنطالًا و سُترةً قطنية، إرتديتُهم و تركتُ شعري المُجعد مُنسدلًا عشوائيًا، و قرَّرت التجول بتلك البلدة المُمِّلة قليلًا.

أغلقتُ باب المنزل خلفي ليصدر صريره المُزعج، تجولتُ بنظري بالأنحاء لِأحدد وجهتي للذهاب حيث اليمين ( السوق و الكنيسة..الخ) أو حيث اليسار( المزارع ) ، و انتهى بي القرار مُتجهةً نحو اليسار، ذلك قبل أن أُلقِي نظرةً خاطِفة على المنزِل المقابل.

ساكِنٌ جدًا، لابد أنَّه بالخارج.
لا يهُم.





__





تجولت بالأنحاء واضعةً كلا كفايّ بجيبا سُترتي، نادرًا ما التقيتُ أشخاصًا بطريقي، لابد أن ليزا مُحقَّة بشأن أن الأهالي لا يسكنون بالجوار، هذا نوعًا ما.. مُمل.

هذه البلدَة يطغى عليها الكآبةِ و الملل، كأنّها شهدت حروبًا أطفأت الروح بها، أعني هي بلدة قديمة لم تشهد أي شكلاً من أشكال الحداثة و لطالما سمِعت عن الكثير ممن يأتُون حيثُ تلك المناطق البدائية للإسترخاء بعيدًا عن العالم الإفتراضِي، لكنّها تبقى مُملة ، هادِئة، مُخيفة، و كذلك لا تُساعد على الإسترخاء.

بينما أسير فجأة شعرتُ بأحدهم يحتضنني من الخلف بفضاضة لِأُفزع قبل أن ألتفِت و أجدها ليزا بإبتسامتها الحمقاء مُجددًا.
" ما اللعنَّة؟ " صرختُ بها بتهجُّم بينما أُعدِّل سُترتي التّي انزلقت من كتفاي بسببها.

" صباحٌ مُشرق ريڤو! " لوحَّت لي عن قرب، مهلًا..ريڤو؟.

" ريڤيري، إنَّه ريڤيري " صحَّحت لها لتقهقه بخفَّة حتى تعمَّقت غمازتيها بوجنتيها المُمتلِئتان.

" أعلم عزيزتي، لكنَّني سأدعوكِ ريڤو، أليس رائعًا؟ " ضربت كتفي بخفة لترتفع زاوية شفتاي بإستنكار تلقائياً.

" هو ليس كذلك، أدعى ريڤيري " تأففت بينما أكمل السير لتتبعني،
" نحنُ صديقتين الآن لابد من الحصول على ألقابنا الخاصة " تلك الفتاة مبالغٌ بها حقًا.

مُـحرَّم .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن