تداعَبت حرارةُ الشَمسِ مَع رِياح الشتاء البارِدة بشَجنٍ،حلَقت أسرابٌ مِن الحماماتِ عبرَ الأُفق الرمادِي نحو الشَرقِ بحُريةٍ مطلقة،وتغَنى كروانًا قريبًا بمعزوفةٍ رقيقةٍ ضَخت بعض الوَنس بقلبِها المُختلِج بلهيبٍ مؤنَبٍ.
چلَست على مقعَدٍ چانبيٍ برُكن مكتَبه وكتابًا مفتوحًا نُصب عينيها،وإن لم يكُن تركيزَها مسددًا إلَيه كما تمنَّت. كانَت تشعُر بالذَنبِ الَذي لم يُفارِقها منذُ أن علَمت بحقيقةٍ مدثرةٍ بغطاءِ طهارةٍ مزيفةٍ،وأي آمرٍ تقوم بِه فَشل في إلهاءَها.
قضَمت شِفتيها بكَللٍ وأغلَقت الكِتاب مُتنهِدة عميقًا،بينما تنهَض مُعيدة إياه إلى موقِعه،محاوِلة تچاهُل أفكارِها المُعذِبة الدَميمة.
كانَت تعلَم بأنها قدّ أصبَحت چزءً مِن ذلِك السِر منذُ اللَحظة التي قرِرت فيها عَدم إخبارِ هارِي بالحَقيقة،وكان هَذا يؤرِقها؛فهِى لا تَطيق أن ترتكِب فعلًا كهذا في حقِ الرجُل الذي أكرَمها.
بُتِر شُرودها برَنينٍ رخيمٍ لچَرسِ الباب،لتتوچه نحوَه بخطواتٍ ثمِلَة بطيئة.
كانَت تمكُن وحيدة بذلِك اليوم في المَنزِل،فلَقد ذهَب لِوي لحُضور مُحاكمة لِاحدى قضايّاه،رَيثما خرَچت السيدة آيزيس لجلبِ بَعض الأغراضِ.
فتَحت البابَ بملامِح مُنقبِضة،سريعًا ما إنبَسطت بدهشةٍ وهِى تُقابِل جوهرتَين رمادِيتين تُطالِعنها بإرتباكٍ،رَغم محاولاتِها الواضِحة في التماسُك.
وقَفت آنـدي بثَوبها البُنِي بنقوشَه البَسيطة حول أذرُعها على عتبةِ البابِ،مُبتسِمة إلى سانِي بتردُدٍ. "يومٌ سعيدٌ،سانِي."
"مرحبًا."
نظَرت إلَيها سانِي بتساؤلٍ،بَينما تبتعِد عن الطريقِ لتدلُف آندي إلى البيتِ الفارغ بعَبقِ اللَيلكِ الَذي لحَق بِها بتشبُثٍ.أغلَقت سانِي باب المنزِل وإلتَفت إلى المرأةِ بإنزعاچٍ مدفونٍ. "لِوي لَيس هُنا."
اومأت آندي بعلمٍ،ولَمع قَمريّ عينيها بحماسٍ مُحيكٍ.
"أنا أعلَم. أنا آتِية لأصطَحبكِ في جولةٍ نسائيةٍ صغيرة. أنا وأنتِ وحَسب."رفَعت سانِي حاچِبها بإستغرابٍ،وهزَت رأسِها بحيرةٍ.
"جولة؟ إلَى أين؟""سَوف ترَيـن."
لم تتمكَن سانِي من تَعليلِ لهفَتِها الواضِحة،أو إسلوبَها الوِدي الَذي ظهر فچأةً بعد أن كانَت عدائية الطَبعِ،وإن كانت تستطيع أن تُحزِر بأن للآمر علاقةً بمّا رأته مسبقًا بطريقةٍ ما.
"..سَوف أترُك ملاحظةً لِلوي حَتى لا يَقلق."إستدرَچت آندي بالحَديثِ،وتوچهَت نحو مَكتب لِوي مُسرِعة. لم تملِك سانِي فُرصة للتساؤل أو الِاعتراض،فقَط إنصاعَت إلى الوضعِ وچرت خطواتِها نحو حُچرة إقامَتها،مُهيئة نفسِها ليومٍ حافلٍ مبهمٍ مع عَشيقة لِوي السِرية!
أنت تقرأ
لَيـالي آوبلَڤـلِت.
Fanficأن الفَرق بين السَـيدة النَبـيلة وبـائِعة الـوردِ لَيس بِكَـيف تتـصرَف، بل بِكَـيف تُـعامل. ▪ كُل الحِقوق محفوظَة®. ▪ لَيالي آوبلَڤلِت [ رِوايـَة - لِويس تـوملينسِون ]. ▪ مُستوحاة مِن قِصة سيّدتي الجَميلة لِلكاتب آلِـن چاي ليـرنِر.