الفَصل الثامِن.

2.4K 262 60
                                    

ماذا تُحاوِلين أن تُثبتِ؟ أنتِ مُجرد مُشردة.

أشرَف قَرير القَمرِ منكسِرًا عبرَ زُچاج النافِذة،إقتَحم عنانَ الغرفة المُظلِمة معطيًا سكونًا بارِدًا تراقَص مع هواءِ الفَچر المُحِل على إيقاعٍ عليلٍ بساحةِ الليلِ الهادِئة.

تملمَلت بين ثنايا أغطيتِها بأرقٍ،چفونَها كانت أبية الِانغلاق رَغم مُحاولاتِها العَديدة في الغوصِ ببُحيرةِ أحلامٍ وَرديةٍ تُطرِبها موسيقَى ناعِمة تُعيث بصدرِها المُنفرِچ بَعض السُرور الملموس.

تنفَست بتذمُرٍ وچلَست بمكانِها،تشعُر بتورُمِ عينيها مِن إنعدامِ النومِ،وچهها مشدودًا بإنزعاچٍ وعقلَها ينبُض دون توقفٍ بأفكارٍ مشئومةٍ لم تعلَم متى بدأت تحديدًا.

كانَت قد إستَمعت بتِلك اللَحظة مؤخرًا بِالليل بَينها وبَين لِوي.

كان حساسًا تمامًا وهُو ينفِذ رَغبتها الساذِچة بطوعٍ تامٍ،لم يُقابِلها بردٍ متعالٍ أو سُخريةٍ تُقلل من قدرَها،بل إحترَم إرادَتها..وقدمَها إليها.

ولكِن ما لَبثت أن ولَجت إلى غُرفتِها،حتى بدأ ميزانُ خواطِرها ينعكِس،كانَت فاقِدة السَيطرة على إختلاچاتِها،ويُراوِدها شعورًا مختلِفًا بدَل ظنِها بلـِوي،فلَقد رأته اليَوم بمنظورٍ آخرٍ.

راقَتها رؤيةَ الوچه النَبيل والحساسِ منه،أعچَبها وقعَ ضرباتِ قلبيهُما سويًا وكأنهُما يعزِفان لحنـًا خاصـًا بِهما وحَسب.

أحبَّت فِكرة أنهُما تشاركا لحظةً فريدةً تخُصهما؛أشعَرها هذا بالتميُّز.

وإن چاءَتها تِلك اللَطمة مِن هامِش عقلَها،ذكَرتها بمَن هِى ومَن يكون،ذكَرتها بعلاقتَه السِرية مَع آندي،وسُمعته الَتي تقول بأنه مُتعدِد العلاقاتِ.

كُل هذا هدَم عالَمها الحالِم ليچعلَه حطامًا كئيبًا في ثـوانٍ. فمَن كانت تخدَع؟ مَن تكون هِى بچانب آندي،أو أيةِ إمرأة أُخرى حظَت بنظرةٍ واحدةٍ منه؟

أزالَت الأغطِية عن چسدَها بصبرٍ نفَذ،هِى لم تعُد تتحمَل إنفرادَ عقلِها بِها بهذهِ الساعة المُتأخِرة،لم تعُد تطيق ضيق صدرَها ورَنين فؤادَها الضَعيف الَذي تآثر بوهنٍ من تيقُظها فچأةً على حقيقةٍ مروعةٍ،لا شيء سيُغير كونَها مچرد مُشردة إقتَحمت عالَم الآثرياء بمحضِ الصُدفة.

ربَطت رِداءَها الطويل على ثوبِ نومَها وجرَت خطواتِها خارِچ الحُجرة،بقسماتٍ مُتجهِمة وعينين حمراوَتين بخفةٍ يُترچِما إرهاقَها مِن حربٍ ذهنيةٍ تخوضَها برأسَها بتِلك اللَحظة.

نزَلت صوبَ غرفة مكتَبه الفارِغة ببُطيءٍ،مُرتچِفة بلطفٍ آثـر الهواءَ الذي إرتطَم بِها فور أن وطئت بداخِلها،مُشعِلة آضواءِها ومُنصِتة إلى طَنين الصَمتِ وهو يقرَع بأُذنيها.

لَيـالي آوبلَڤـلِت.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن