الفصل الثالث:نوبَة حادة.

3.1K 320 133
                                    




ريڤيري:

شعرتُ بنفحات هواء إشارةً لوجُود شخصٍ ما بالغرفة، تقلَّبت بإنزعاج و من ثم فتحت جفناي تدريجيًا لتتضح الرؤية لديّ، غُرفة معيشة الجار چيرالد.
أريكةُ ذلك الرجُل مريحة بحق، نسبةً للسرير الخشبيّ الذي قضيت عليه ليلتي الأولى هُناك بمنزل الأموات ذاك.

إعتدلت من نومتي و تجوّل نظري بالأنحاء قبل أن ألتفت لِأجد ذلك الكيان الأسود يقفُ خلف الأريكة يُحدّق بالجدار أمامه، فُزعت و انتفضتُ للخلف حتى صدمت الطاولة التي تحاذي الأريكة، و بالطبع أصدرَت صوتًا.

إلتفتَ سريعًا بقلق واضح على ملامحِه، بينما أخذ يسيرُ مبتعدًا بعكازه عن غرفة المعيشة.
إختفى لِبرهة لكن لحظات حتَّى تعالت الطرقات على باب منزله، إلتفتتُ بفزع خشيةً أن أحدهم لذا اتجَّهت حيث ساقتني قدمايّ، تسلَّقت السلالم و دلفت حيثُ أول باب قابلني بالردهة العلويَة، كانت دورة المياه، جيّد إحتجتُ لهذا.

__

بقيتُ بدورة المياه لفترة حتّى سمعتُ صوت خطوات أقدام آتيةٌ بالخارج يصحبها صوتٌ رجولي مُخاطِب يقول: " ما من أحدٍ بالمنزل سيد چيرالد، لقد تفحصتُ المنزل بأكمله عدا دورة المياه تلك " حلَّ الصمت قليلًا قبل أن يعاود الرجل حديثه مُجددًا، " حسنًا، كما تريد، فـليحفظُك الرب سيد چيرالد " تبعها صوت خطواته المُبتعدة، لكنَّني لازلت ألمح ظّلاً خلف الباب لكنه بعيدًا، بقى لبرهة و سرعان ما إبتعدت خطواته و نقرات عكازه على الأرضية الخشبية حتى إختفى.

تُرى ماذا منع الرجُل عن تفتيش دورة المياه؟.
فتحتُ الباب بهدوء، خرجت و أغلقته بخفة و كدتُ أتجَّول بالطابق العلوي لكن سريعًا ما لغيتُ تلك الفكرة، رُبّما الرجل الآخر لايزال متواجدًا بالأسفل.

نزلتُ للأسفل بخطواتٍ خفيفة هادئة، كدت أعبر منه لباب المنزل قبل أن أمُّر بالمطبخ و أراهُ هناك، يُقطِّع الخضروات، يتحسَّس كل جزء قبل أن يهُّم بتقطيعه، لفتتني رائحة شهيّة، لأجدها تلك الشطائر المكشوفة الموضوعة على طاولة الطعام بالمطبخ، تسلَّلتُ بهدوء، إلتقطت إثنتين و أسرعت للخروج عن المنزل بينما أتفقَّد الأرجاء لئلا يراني أحدهم، أغلقت الباب بهدوء و كدت ألقي المِفتاح بالأصِّيص، لكِن..أخالُ أنني سأحتاجه مُجددًا.

" يا إلـٰهي! " زفرتُ بإرتياح لاجتيازي الأمر بينما أعبر لمنزلي المُقابل.

جلستُ على الرصيف أمام منزلي بينما أتناول شطائري، أنهيتها و دندنتُ بكلمات بعض الأغاني الرَّخيصَة بينما أصفق بيداي دون صوت، سأجلس بالهواء بعضًا من الوقت قبل أن أتسلَّق و أحاول فتح النافذة، المسافة بين النافذة و الرصيف ليست بطويلة.
قاطَع غنائي فتح باب منزل چيرالد يليه خروجه بهيئته المهيبة يستند على عكازه بخطواتٍ بطيئة بينما يسير نحو اليمين. بالتأكيد ذاهبٌ للكنيسة.

مُـحرَّم .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن