رحله الى عالم جديد

12.3K 72 23
                                    

M.S.A الجزء الرابع

على متن الطائرة، كانت الرحلة مريحة بوجود نسمة. شعرت أن وجودها كان كأنه بلسم لقلبي، ووجودي كان كذلك لها. وجودنا معًا خفف من توترنا، وكأننا نبحر في بحر من الطمأنينة بدلاً من الأمواج العاتية. عندما تشعر أنك تقترب من تحقيق أحلامك، يزداد الخوف لأنك تخشى أن يختلف الواقع عما رسمته في خيالك. تخشى أن يكون حلمك مجرد سراب. لكن مع نسمة، كنت أشعر بالأمان.

    •    "بصراحة، أنا حبيتك جدًا يا نسمة."
    •    "وأنا كمان يا هند، من القلب للقلب رسول."

شعرت أن كلماتها كانت تنبع من قلبها، مثل شعاع دافئ يضيء روحي. في لحظاتنا هذه، كان الخوف يتلاشى ببطء، ويحل محله الأمل في مستقبل مشترك.

    •    "تفتكري هنقدر نشوف بعض تاني ولا هيكون صعب؟"
    •    "مش عارفة، أنا وأنتي هنكون مملوكين. فهل سيدي وسيدك هيسمحوا لنا بده ولا لا؟ ده غير إني مش عارفة شكل العلاقات الاجتماعية عاملة ازاي."

كانت كلماتها تثير في داخلي تساؤلات كثيرة، لكنني كنت أحاول أن أتمسك بالأمل.

    •    "عندك حق، بس التعداد هناك مش كبير يعني 10 آلاف مواطن. عدد قليل، والمساحات مش كبيرة، فأكيد كلهم يعرفوا بعض كويس."
    •    "يا ريت يا هند يكون المجتمع هناك زي ما إحنا متوقعين. ويكون الماستر هناك على قدر المسئولية. مجتمع زي ده لو مفيهوش ضوابط ممكن يتحول لمجتمع شهواني، وده هيكون صعب التعايش معاه."
    •    "انتي ليه عاوزه تخوفيني؟ إحنا قبل ما نسافر شفنا قوانين الدولة، واختارنا نكون في الدولة العربية عشان مبادئنا وديننا وضميرنا."
    •    "فعلاً، المهم يكون لينا حق الاختيار ونختار صح."

في هذه اللحظة، كان قلبي يتراقص بين الأمل والخوف. كنت أتمنى أن تكون الرحلة إلى M.S.A بداية جديدة مليئة بالفرص، وليست فخًا يقودني إلى الظلام.

    •    "طيب، أنا عندي فكرة."
    •    "إيه هي؟"
    •    "نشغل الشاشة اللي في الكرسي دي. أكيد زي أي طيارة هيكون فيها تعريف عن الدولة اللي إحنا رايحينها."
    •    "آه، أكيد صح. بس بيظهروا دايماً الجوانب المميزة. بس حتى لو كده هنكون عرفنا كتير."

وبالفعل، قمنا بتشغيل الشاشة، وظهر فيديو يعرض جمال الدولة التي كنا متجهين إليها. كانت الجزيرة تبدو كأنها قطعة من الجنة، محاطة بالمحيط من كل جانب، والمباني كلها فلل محاطة بالأشجار المثمرة. كان ضوء الشمس يلمع على الجزيرة كأنه الذهب، يعكس سحرًا خلابًا لا يمكن وصفه.

الفيديو عرض شوارع الدولة والأسواق، حيث يظهر الرجال والنساء يتجولون بحرية، مما يعني أن النساء لسن حبيسات المنازل. تحدث الفيديو عن الثقافة المتميزة هناك، وعن كثرة الكتاب والإبداع الفني الراقي، ووجود المهندسين المتميزين والإنشاءات المعمارية التي تهتم بالجمال. كما أظهر الفيديو العديد من المحلات لبيع السلع وتوافرها، والكثير من المحلات المخصصة لبيع أدوات السادية.

M.S.Aحيث تعيش القصص. اكتشف الآن