الفَصل الخامِس عَشر.

2.2K 243 84
                                    

"خورِيه رجلٌ معقد. إنه مِن ذلك النَوع الذي يجِب أن يسمَع ما يُريد أن يسمَع،بمَعنى أنه لا يُحِب أن يُعارِضه أحدٌ في آمرٍ."

"لا يهُم ما يطلُبه منكِ،لا تُفكرِ حَتى،نفذِ كُل ما يقولَه مهما كان ذلِك الآمر غير منطِقي أو سَخيف. وبِهذا،سوف يُصبِح خورِيه كالدُمِية الَتي تستطيعين تحريكَها كيفما تشائين."

ذبلَت خضراوتيّها باستياءٍ،وهى تُعيد تعليماتَ لِوي لَها بالصباحِ داخل رأسِها،مُبتلِعة إمتعاضَها مِن كُل هَذا.

نظَرت إلى إنعكاسِها بالمرأةِ،وأصابِعُها تَسير بنعومةٍ على قوامِها المُلتف كحريرٍ أسفَل تِلك البَذلة الأِنثوية الَتي أضافَت لَها لمسَة جادَة تشابَكت مع تجهُمِها الحاد.

اللَون الأحمَر الداكِن كان يُسيطِر على اطلالتِها،وذلِك السِروال الضَيق يرتفِع نَحو خِصرها النَحيل مقيدًا القَميص الأسودا المَنقوش حول نُهديها ومِن فوقِه السُترة الحَمراء القَصيرة والَتي تزينّت بعُقدةٍ لَطيفة حول العُنقِ تدلَت إلى الأسفَلِ برقاءٍ.

تنفَست بثقلٍ بينَما تدفَع بقدميّها داخِل الحِذاء الأسود المَفتوح مقاوِمة كَعبه العالِي الَذي دقَ الأرضَ بقسوةٍ،وتُمرِر أنامِلَها عبر خُصلاتِها المُرفرِفة بعَبثٍ لدَفنِ إرتباكِها.

كانَت قد تكلَفت بمظهرِها وراعَت تفاصيلَ إطلالتَها،لتَكون وكما أخبَرها لِوي..غير قابِلة للمُقاومة.

كانَت مُتحسِرة.
تشعُر وكأن لِوي يَقوم باستغلالِها للحُصولِ على منالِه من القاضِي،وهِى لم تكُن تملِك رأيًا مسموعًا في هَذا،لم تستطِع أن تَرفض مساعدته.

لَم تستطِع أن تُنكِر أنها قد أحبَّت أن تُكون آخر آملٍ في نظرِه،أنها قد وقَعت أسيرَة إهتمامِه المُتملِق بِها وأحسَّت بأنها قد تملَكت مِن خُلدِه لفترةٍ مؤقتة.

كانَت مُتيمة بالوَضعِ مهما كانت حَقيقة الآمر المُحزِنة.

آخذَت طريقَها إلى الطابِق السُفلِي شاعِرة بتقلُصِ معدتِها من الَقلقِ،وان تجاهلَته وهِى تَخطو بإتزانٍ إلى غُرفةِ مَكتبه حيثُ كان يُطالِع إحدَى قضاياهِ رَيثما تتجَهز هِى لعشاءِهما المُميز.

"أنا جاهِزة."نبَثت،لتَسترعِي إنتباهَه المُبعثر بعنقٍ مرفوعٍ مراقِبَة عينيه تتلَمس كُل إنشٍ بها وإبتسامَة رفيعَة تُحلِق بزاوِية شفتيه؛دافِعًا بالخَجلِ ليَغزوها بربكةٍ.

"حسنًا،انظُرِ إليكِ،سانِي. تَبدين خلابَة؛سوف تُخدرين عقلَه تمامًا في ثوانٍ."آثنَى بسُرورٍ،بَينما يَستقيم عن مِقعده دون أن يُطالِع وَمضة الحُزنِ الَذي لوّنت خضراوتيّها بَعد جملتِه.

هو لَم يرَ فيها إلا إمرأة تُسيطِر على عقلِ رجلٍ عجوزٍ من أجلِه،ولَيس إمرأة خضَعت لأحكامِ قلبِها الَذي تلَوى بآلمٍ ويأسٍ.

لَيـالي آوبلَڤـلِت.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن