اختيار صعب

15.9K 86 10
                                    

M.S.A الجزء الخامس

نَفَّذْتُ ما قالَتْه لي أميرة دون أن أَميل يمينًا أو يسارًا. انطلقْتُ إلى المبنى الذي كنا فيه، ثم اتجهْتُ إلى الغرفة التي كنا بها. بعد دخولي بخمس دقائق، وجدتُ الباب يُطرَق. فتحتُ الباب، فإذا بنرمين تقف أمامي، فقلتُ لها:

- أهلًا أستاذة نرمين، اتفضلي.

دخلتْ وجلستْ معي في الغرفة، ثم قالت لي:

- خُدي يا هند، ده موبايلك وموبايل نَسْمة اللي اتاخدوا منكو في المطار.

- متشكرة جدًا، مع إني كنت مستغربة جدًا لما الموبايلات اتاخدت مننا في المطار.

- الطبيعي إنك مش تستغربي، بس إنك تقلقي كمان.

- آه فعلًا، قلقت بس حبيت أبعد أي أفكار سلبية من دماغي. أنا جاية هنا وعندي آمال كبيرة، ومش عاوزة أحس بخيبة أمل أبدًا. ولحد دلوقتي مش عارفة ليه أخدوا التليفونات.

نظرت نرمين لي بعينين تشعان بفهم أعمق وقالت:

- هقولك ليه. التليفونات بتتاخد علشان بيتم عليها تعديل بسيط. بنشيل منها الكاميرات أو بنخليها بلا قيمة. من قوانين الدولة هنا ممنوع الكاميرات.

- طيب ليه؟

- حفاظًا على كل سليف موجودة هنا. لأن محدش يعرف إحنا بشر. تفاديًا لأي ماستر يطلع مهووس جنسيًا ويصور سليفته أو ينزل لها فيديو. زي ما بقولك، إحنا بشر ومفيش حاجة مضمونة.

- طيب تمام، والداتا اللي عليه زي ما هي؟

- أكيد، طبعًا. إحنا منفتحش تليفونك. كل اللي بنعمله إننا بنلغي الكاميرا وتقدري تستخدميه وانتي هنا براحتك. بس بعد كده لما تروحي للماستر بتاعك هو حر بقى، يسببلك التليفون أو يمنعك منه. بس طبعًا القانون بيديكي الحق تطمني على أهلك.

ابتسمت برضا، لكن في عيني كان هناك بريق من القلق:

- كويس جدًا. عاوزة أسألك سؤال. هو الحياة هنا بجد زي أحلامنا ولا هتتحول كوابيس؟

نظرت إلي نرمين بنظرة تجمع بين الحكمة والتجربة:

- ده راجع لاختيار الماستر بتاعك. حاولي يا هند تختاري صح.

في تلك اللحظة، شعرت هند بمزيج من الارتياح والقلق. كانت تأمل أن تجد في هذه المكان تحقيقًا لأحلامها، لكنها لم تستطع تجاهل الشكوك التي تعتريها. كانت تحاول أن توازن بين الأمل والخوف، وكأنها تسير على حبل مشدود بين السماء والأرض.

- الأهم بقى نَسمة فين؟
* هترجعلك تاني وتقدري تبقي تسأليها، وعموماً متقلقيش عليها. مضطرة استأذن بقى.
- تمام، مع السلامة.

انصرفت نرمين، وأول ما فعلته هو الاتصال بوالدي لأطمئنه. كان مشتاقًا لي كثيرًا، وتحدثنا لأكثر من نصف ساعة. لم يتركني حتى اطمئن. ثم راسلت مي، وتحدثنا كثيرًا، وطمأنتها عليّ. كذلك فعلت مع أحمد، صديق الفيس بوك. تناولت وجبتي التي أحضروها لي إلى الغرفة بينما كنت في مكتب أميرة. بعد ذلك، أخذت حمامًا منعشًا فالجو هنا حار، ثم جلست أمام جهاز اللابتوب ووضعت الفلاشة التي أخذتها من أميرة.

M.S.Aحيث تعيش القصص. اكتشف الآن