نايا بصدمة :
- آسر!!
أدركت نايا زلة لسانها فحاولت تصويب الأمر :
- قصدي بشمهندس آسر، صح؟
التفتت ليلي نحو آسر الذي تبدو عليه الصدمة.
من هي؟! من أين تعرفه؟! وكيف تناديه بهذه العفوية؟!
تأمل آسر وجهها وكان يحاول دراسة جميع ملامحها في عقله، يحاول استجماع افكاره لعله يعرفها من مكان ما.
نايا كانت تفرك ايديها بتوتر تحت نظراته الحادة واحمرت وجنتاها خجلاً.
لاحظ علي توتر نايا وعدم راحتها فنكز صديقه بظهره :
- ميصحش كدا، غض بصرك عنها يا آسر!
نظر آسر لأرضية الغرفة وحمحم بعد أن خرج من أفكاره :
- احم احم ... أيوا يا مدام أنا آسر حسن وأنا جداً متأسف على الحادثة والحمدلله على صحتك.
نظر آسر لنايا وأكمل :
- وأنا حضرتك زبطت كل الأوراق والمراجعات وان شاء الله ساعتين بالكتير وتكوني فبيتك.
نايا بخجل :
- يا بشمهندس انا متشكرة ليكم بس انت مش مجبور تعمل كل دا وانا اصلاً مقبلش حد يدفعلي.
آسر بالحاح :
- لا يا مدام أنا السبب فوجودك هنا فلو سمحتي سبيني أعمل اللي يريحني وأنا مبقبلش ال"لاء" فطلباتي.
ابتسم آسر لنايا فأحست ليلي بشعور غريب يراودها فحاولت تجاهله.
ليلي لنفسها :
- يخربيت حلوتك ياخي، والاسنان اللولو دي. يبختك يا بنت الايه يا نايا!
عاد آسر بنظره لنايا يحاول تذكر اي شيئ قد يوصله اليها.
بعد لحظات من الشرود أحسوها ساعات، حمحم علي وقال بجمود :
- طب نستأذن احنا علشان ورانا شغل كتير، وألف سلامة عليكِ يا مدام.
نظر علي لآسر :
- حستناك في العربية بس متتأخرش.
أومأ آسر برأسه وغادر علي الغرفة.
اقترب آسر من سرير نايا وهي في موقف لا تحسد عليه فآسر رجل جذاب تنهال عليه الفتيات من كل جانب يرتدي قميصاً كحلي يرسم عضلات معدته بمنتهى الدقة وتفوح منه رائحة عود وبخور. هو عكس علي الذي يحب كل ما هو جديد وعصري فآسر ينجذب لكل ما هو تقليدي وقديم.
حدق بها بعينيه الخضراوات ثم مد يده الى جيب بنطاله ساحباً ورقة، كتب عليها رقمه واسمه ومدها لنايا. مدت الاخيرة يدها ببطئ وتناولتها ونظرت لها تفاجأت برقم هاتف.
فقال لها بلطف :
- دا رقمي لو عوزتي اي حاجة. وياريت يا مدام ماتترديديش انك ترني عليا في أي وقت.
نايا بخجل :
- انا مش عارفة ازاي ممكن ارد جميلك يا بشمهندس حقيقي.
آسر بلطف :
- اي الكلام دا! دا أقل واجب أصلا.
تنهد آسر وهم بالرحيل لكنه تذكر شيئًا.
آسر بتساؤل :
- هو حضرتك تعرفيني منين لا مؤخذة؟ لو احنا نعرف بعض وانا ناسي أنا بجد آسف بس الشغل آخد مني كل تركيزي وبنسى حاجات ياما.
نايا بابتسامة :
- لا عادي ولا يهمك يا بشمهندس. أنا أبقى نايا صاحبة سيلين خطيبتك في الكلية.
آسر بصدمة :
-صاحبة خطيبتي؟! سيلين...
ما أن حاول آسر الكلام حتى رن هاتفه.
علي في التلفون :
- هو انت لسا عندك بتعمل ايه؟! قولتلك ما تتأخرش! انزل بسرعة يلا!
تنفس آسر بعمق ورد على علي :
- حاضر ثواني تلاقيني عندك.
أغلق آسر التلفون ناظراً لنايا :
- انا آسف بس لازم امشي ضروري ولو سمحتي ما تتردديش تكلميني لو عوزتي حاجة. وانا طلبتلكو تاكسي مضمون يوصلكو بتكو والف سلامة عليك يا مدام.
ابتسم آسر لليلي التي تقف جنب الباب وخرج من الغرفة.
اقتربت ليلي من نايا وجلست بجوارها وقالت وهي تقلد صوت نايا ساخرةً :
- قصدي بشمهندس آسر!!
وأكملت بخبث :
- طب والحلاوة الي وراه ما شفتهوش ليه؟!
ولا عيون البشمهندس آسر الخضرة أسرتك؟
ضحكت نايا من شدة خجلها وقالت :
- والله الراجل الي ورا كان اجمل بألف مرة بس يخربيته دا جامد وبارد فأنا قابلته ببرود كمان.
بس حلاوة أوي.
وأكملت نايا بخبث :
- وانا شفت عنيك مفارقتش البشمهندس آسر فقلت خليك تغيري شوية.
غمزتها نايا واشتعلت وجنتا ليلي خجلاً فهي غير مصدقة، هل حقاً يبدو عليها الاعجاب بآسر؟ لا مستحيل فهي لم تره سوا مرة ولا تكّن له شيئ غير الاحترام لما فعله مع صديقتها.
هزت ليلي رأسها وقالت بسرعة :
- اغير على مين يا زفتة؟ هو انا اصلا اعرفه البشمهندس دا؟!
نايا ضاحكة :
- طب متعيطيش خلاص أنا كنت بهزر ياستي. بس دلوقتي أنا حقتل قتيل علشان اكل مكرونة بشاميل فخرجيني من هنا بسرعة.
ضحكت الفتاتان وبدأتا الاستعداد للخروج من المشفى.
...............................................................
كان علي يجلس في السيارة يعبث بهاتفه بيد ويقلب بين اوراق ملفاته بيد اخرى.
فتح آسر الباب وجلس الى جانبه بالمقعد الخلفي.
آسر مبتسماً:
- انا جيت يباشا.
علي ببرود :
- خلصت صباحيتك؟ هو انتوا كنتوا بتشربوا قهوة فوق ولا ايه؟!
آسر ممازحاً :
- هي وشها مبينشبعش منه صراحة بس يعني خفت انت تاكلني لو تأخرت عليك زيادة.
علي :
- طب يلا نمشي علشان حضرتك أخرتنا عن اجتماع مهم جداً.
آسر بخبث :
- بس بذمتك نايا تستاهلش التأخير دا؟
علي وهو يكاد يفقد أعصابه :
- هي ايه عنيها الزرقا الحلوة سحرتك ولا ايه؟!
آسر بخبث مجدداً :
- عيونها لونها ازرق؟! والله مخدتش بالي فالظاهر السحر جرى عليك انت.
علي وهو يحاول تهدئة نفسه :
- طب ما تسكت بقا وتبطل كلامك الفارغ دا!
حصل ايه في الصفقة مع شركة حبيب؟
آسر :
- لسا عند قرارهم، البنت مقابل العقد.
علي بعصبية :
- انا مش فاهم ازاي ببيعوا بنتهم علشان حتة عقد؟!
آسر محاولاً تهدئة علي :
- خلاص انسى الموضوع انا اصلاً مش مطمن للصفقة دي ومش شايفها حتفرق معانا كتير.
انت مقولتليش يا علي.
التفت علي لآسر الذي تصنع البرود واكمل :
-عجبتك نايا اوي يا صاحبي؟
علي بجمود:
- مش عايز اسمع صوتك الا باذن يا آسر.
حاول آسر كتم ضحكاته لكنه فشل حتى ضحك علي أيضاً عليه في سره.
.....................................................
كانت ليلي متكئة على الحائط تنظر لامامها بشرود.
ليلي :
- بس تصدقي! أنا أول مرة اشوف عيون خضرة كدا!
نايا وفمها مليئ بالطعام:
-الراجل خاطب يابت.
سحبت ليلي كرسي وجلست بجانب نايا التي أضحى وجهها مغطى بالصلصة بأكمله.
ليلي بحزن :
- طب سيلين احسن مني في ايه يا ربي؟ بس علشان معاها شوية فلوس زيادة يعني ولا علشان هي داخلة صيدلة واحنا تجارة.
نايا وهي ماتزال تركز بصحنها :
- طب هلبس ايه بكرا؟
ليلي بسخرية :
- أنا بكلمك على حظي وحزني وانت بتقوليلي البس ايه على حتة مقابلة؟!
نظرت نايا لليلي رافعةً الشوكة بوجهها :
- المقابلة دي يا اما حتوصلني او حتقتلني يا ليلي.
مسحت فمها بالمنديل وهمت واقفة، اتجهت للداخل ولحقتها ليلي. فتحت خزانتها واخرجت منها بنطال أسود قماش عالي الوسط وقميص سكري يصل الي مرفقيها وجاكيت سوداء.
نايا: ها ايه رأيك؟
ليلي : حلو اوي بس متنسيش عقد مامتك كمان.
نايا : دا الحاجة الوحيدة اللي مبنسهاش.
واحنا هنروح لأهلي بكره قبل المقابلة.
ليلي : بس لو انهرتي هناك مش هنروح تاني ها!
أومأت نايا برأسها ودلفت الى الحمام تفكر بما ستفعل غداً بعدما رحلت ليلي.
................................................................
في المكتب
- يعني ايه معلش ها؟!
مستنياك من اسبوع علشان اشوفك تقولي معلش يا جيسي مش حقدر اجي النهاردة!
علي جالساً خلف مكتبه يحاول مجاراتها :
-خلاص يا جيسي انا آسف وحقك عليا. كدا تمام؟
اقتربت جيسي من المكتب مسندتاً يداها عليه تحاول اظهار مفاتنها بلبسها الفاضح وقالت بدلع :
-يعني مش اوي بس ممكن ارضى بدعوة عشا لوحدنا مثلاً.
ازاح علي نظره عنها وقال بنبرة غاضبة :
-قومي يا جيسي عن مكتبي احسن ما اطردك برا.
نهضت جيسي بعد ان احست بالخزي من كلامه. وقفت ترجع خصلة من شعرها وراء اذنها تحاول ان تخفي خجلها :
-اا..انا..انا مكنش قصدي والله بس بس يعني انا...يعني.
قاطعها علي مشيراً للباب وعيناه لا تبارح الارض:
-روحي الفيلا يا جيسي دلوقتي.
هزت جيسي رأسها وسارت نحو الباب تهم بالخروج ولكن أوقفها صوت علي من الخلف :
-وتاني مرة الجبيه متكونش اقصر من الركبة ومن فوق لبس مستور.
خرجت جيسي من الغرفة فعاد علي بكرسي للوراء فاذا به يفكر بتلك الجميلة في المستشفى.
نهض علي من كرسيه يهز رأسه :
-في ايه يا علي بنت لا تعرفها ولا تعرفك تفكر فيها ليه؟!
قاطع أفكاره اتصال السكرتيرة من الخارج :
-المستر رضا وصل يا مستر، تحب ادخله دلوقتي مكتبك او غرفة الاجتماعات.
حمحم علي وقال :
-دخليه عندي هنا دلوقتي.
وجلسا الرجلان يتحدثان بمواضيع العمل والصفقات.
..........................................................
في صباح اليوم التالي.
دلفت نايا الي الحمام لتستحم. نشفت شعرها وسرحته للخلف حتى انسدل على ظهرها كالحرير الذهبي.
لبست ثيابها ورشت من عطرها ولم تنس قلادة امها.
تناولت هاتفها المحمول عن الطاولة وراسلت ليلي :
-أنا خلصت وهمشي كمان شوية. عايزة اعدي عليك او انت تحصليني؟
ليلي برسالة :
-لا هحصلك علشان بابا صحي وهعمله فطار وقهوة وكده.
دخلت نايا لمطبخها وأعدت شطيرة جبنة وزيتون، اكلتها بسرعة وخرجت من المنزل.
ركبت نايا سيارة الاجرة التي كانت قد طلبتها مسبقاً وأخذت تبعث بهاتفها وتحدق بصورة رجل يبدو عليه الترف والغنى.
نايا لنفسها :
-اما نشوف هتهرب مني ازاي يا حلو انت.
وجلست تفكر وترسم الخطط برأسها.
......................................................................
- بصي يا سيلين هو انا كنت مصر انك انت تسوقي وتتعلمي وكدا بس يعني خلاص مش ضروري وانا...
كانت سيلين تتربع على سريرها بين كتبها، ترتدي نظارتها وتحدق بامتعان بالحاسوب أمامها. لا تكترث بالذي يتكلم أمامها حتى تفاجأت بآسر يغلق الحاسوب ويقول بعصبية :
-بقالي ساعة بكلمك يا بت انت! لما اكلمك بصيلي! سيبي اللاب واسمعي كلامي بقا.
سيلين بتأفف :
-طب خلاص ماشي يا سيدي مش هيحصل تاني.
آسر بصدمة :
-هو ايه اللي مش هيحصل يا هبلة انت؟!
سيلين بعدم اكتراث :
-معرفش، انت بتقول ايه أصلاً؟
آسر بعصبية :
-بقولك انا هبقى اوصلك الكلية كل يوم وخلاص.
سيلين وهي لم تستوعب قوله :
-ايه دا ليه؟!
آسر بهدوء :
-يعني انت تعرفي الحاجات اللي ممكن البنت تتعرضلها في المواصلات وبالذات لو واحدة جميلة زيك كدا. فخلاص نبعد عن الشر من اساسه. ها ايه رأيك؟
سيلين :
لو انت..
ما انهت جملتها حتى ادار آسر ظهره خارجاً من الغرفة وهو يقول :
-تمام الساعة ٧ وتمان دقايق تكوني جاهزة.
سيلين تكلم نفسها غير مستوعبة لما جرى منذ قليل :
-ماله دا اتهبل ولا ايه؟!
.................................................................
- لو ارجع بس ساعة في الزمن اقولك فيها بحبك اد ايه يا قلبي. أنا أسفة يا روحي على كل حاجة وحاسة اني بتخنق كل ما اخش البيت ومتكونوش موجودين معايا بس أعمل ايه؟! وبعدين زين سبني لوحدي كمان.
كانت نايا تجلس على مقعد خشبي وتلتمس بايديها قبر والديها.
عيونها حمراء من شدة البكاء وخدودها متوردة.
- وحشتوني اوي وانا لسه صغيرة ومحتاجكلم بس حكم الله ولا اعتراض عليه.
ليلي وهي تجلس بحانب صديقتها وتلف ذراعيها حولها :
-يلا يا حبيبتي علشان ما تتأخريش.
نايا ببكاء :
-بس أنا لسه ماشبعتش منهم.
ليلي وهي تحاول تهدأتها :
-طب هنيجي هنا بكرا كمان بس علشان تلحقي المقابلة دلوقتي.
نايا بغصة :
-بحبكم اوي يا ماما وبابا وزين.
مسحت نايا دموعها ورسمت البرود على وجهها وقامت من مجلسها.
............................................................
- لا مش عايزة اروح معاك لاااا!!
سبني انا بكرهك، بكره كل حاجة فيك!
الحقونييييي حريييييقة!!!
يا مامااااااااا!!!
افاقت نايا من شرودها على صوت ليلي وهي تغني وتنتظرها لكي تؤدي دورها من الاغنية.
أخفضت نايا رأسها بعد ان كانت عيونها تتلألأ بالدموع وهمهمت بصوت يكاد ان لا يسمع:
-عبدالحليم حافظ، مطرب ماما المفضل.
حاولت الغناء بصوت مخنوق :
-في قلبك يا ولدي امرأة عيناها سبحان المعبود.
فمها مرسوم كالعنقود.
لم تستطع أكمال الاغنية فغصت بدموعها.
انتبهت لها ليلي فأخفضت صوت الراديو ونظرت اليها بقلق:
- في ايه يا نايا؟ افتكرتي ايه دلوقتي؟
نايا وهي تشهق بالبكاء :
-زي...ز... زين!
وراحت تبكي اكثر، تحاول التكلم لكن لسانها لا يقوى. أوقفت ليلي السيارة جانباً وأخدت رأس صديقتها بحجرها تطبطب وتمسح على كتفها، تحاول تهدأتها.
ليلي بقلب مكسور على صديقتها :
-انا كنت ضد فكرة الانتقام كلها يا نايا وانت عارفة دا كويس.
مسكتها ليلي بكتفيها تبعدها عنها وتقول بعصبية :
-لكن بعد انهاردة لا! اذا كان هيبرد قلبك على اخوك فانا معاك للموت يا نونا.
عانقت نايا صديقتها بقوة، تقول بصوت متقطع باكي :
-ربنا.. ربنا يخليك...ليا.
ربتت ليلي على كتف صديقتها محاولةً تهدأتها.
......................................................
- انت عارف يا قاسم زيارتك عزيزة اد ايه، ومعلش انا مقصر في حقك بس انت عارف اني ما بلحقش اهرش دماغي من الشغل.
ابتسم قاسم لوجه علي قائلاً :
- يابني انا صاحب عمرك والسكرتيرة بتاعتك مرضتش تديني ميعاد نص ساعة اقابلك فيها.
قال ايه مشغول.
ايام لما كنت تترجاني عشان نروح شرم سوا. بس لا البيه كبر وانشهر ونسي العشرة.
ضحك علي على صديقه قائلاً :
- طب خلاص خلاص. انا اصلاً آخد اجازة بكرة فنروح انا وانت الڤيلا عندي نقضيه فيها.
قاسم مبتسماً :
- ڤيلا العيلة او الڤيلا بتاعتك؟
علي ببرود :
- ڤيلا العيلة.
ثم تابع رافعاً حاجبه باستنكار :
-بس مالها الڤيلا بتاعتي؟!
قاسم بخبث مبتسماً :
- اختك مش فيها.
علي ببرود :
- قاسم انا متفهم انها خطيبتك بس دي تفضل اختي يا رخم.
قاسم مصححاً :
- مراتي.
علي بجمود :
- مش فاهم الي عجبها فيك والله.
ضحك الرجلان وتابع كل منهما عمله بالشركة.
...........................................
-انت متأكدة من اللي بتعمليه؟ لو مش عايزة بلاش نرجع البيت عادي.
حركت نايا رأسها يميناً يساراً وفتحت المرآة الصغيرة التي وضعتها في حقيبتها، تصلح زينتها وتضع المزيد من أحمر الشفاه وتعدل المسكارا وقالت بثقة:
- متأكدة الف في المية. ادعيلي انت بس يا ليلي.
ليلي بتنهد :
-ربنا يوفقك ويبرد قلبك يا حبيبتي.
حضنت نايا صديقتها وخرجت من السيارة. تقف امام مبنى كبير من الزجاج. ابتلعت ريقها ودخلت بابها وهي تقول لنفسها:
-توكلت على الله.
طلبت المصعد وصعدت للطابق العاشر.
فُتح الباب فرأت مجموعة نساء جالسات في ردهة يبدو انهن المتقدمات للوظيفة.
نايا لنفسها :
-يا ربي كل دول؟! انا هوصله ازاي دولقتي؟!!
أخذت نفساً عميقاً واتجهت لتجلس على أقرب كرسي.
.....................................................
طرقت الباب بينما هو منشغل بالاوراق أمامه. اذن لها بالدخول دون النظر لوجهها.
-ادخلي يا مها.
دخلت فتاة في اول الثلاثين ترتدي قميص أزرق طويل يصل للركبة وبنطال واسع وحجاب أبيض.
وقفت أمام مكتبه قائلةً باحترام :
- المرشحات للوظيفة حضروا يا فندم، تحب تبدا المقابلات؟
رفع حسين عيناه لتقابل عيون مها العسلية قائلاً:
-دخلي أول وحدة لو سمحتي.
مها :
- حاضر يا فندم.
ثم خرجت من الغرفة مغلقةً الباب وراءها. بدأ حسين يلملم الاوراق المبعثرة على المكتب ويصفها على جنبه. وقف أمام المرآة يعدل الكرافات ويسرح شعره للخلف. التفت للباب عندما طرقته مها ودلفت، تتبعها امرأة في الاربعين من عمرها.
مرت عشر دقائق ثم خرجت دخلت الاخرى وبعد نفس التوقيت دخلت فتاة اخرى... بقي الوضع على حاله ومرت الدقائق كأنها ساعات عليها.
اقتربت مها من تلك الجالسة بقلق :
-أنسة نايا أحمد صح؟
وقفت نايا تهز رأسها كعلامة موافقة :
-نعم يا فندم، هو دوري جاه؟
ابتسمت مها لها وتقول بعملية :
-أيوا يا أنسة نايا ولو سمحتى اتفضلي معايا لجوا مكتب المستر حسين.
تسمرت نايا عند سماعها اسمه فهي لم تعلم أن المدير نفسه سيجري المقابلة معها.
نايا بصدمة :
-هقابل المدير نفسه؟! هو مش لازم يكون في مسؤول لشؤون الموظفين؟!
مها بهدوء :
-في يا فندم بس الوظيفة دي بالذات المستر حسين هو اللي بيقابل فيها المتقدمين. يلا بينا علشان المستر مستنينا.
مشت مها ولحقتها نايا، تحاول التباطئ بقدر المستطاع فهي لم تتوقع مقابلته اليوم وبهذه السرعة.
طرقت مها الباب والمفتوح واذن لها هو بالدخول.
مها بابتسامة تشير للتي تسير خلفها متوطئة الرأس، مخفضةً نظراتها للأرض :
-الانسة نايا أحمد يا فندم.
حسين بصدمة :
-أنت؟!
🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹
ان شاء الله يكون البارت عجبكم.💙
اكتبولي ارآكم بالكومنت.💙
أنت تقرأ
شرف الانتقام
Romanceأكرهك جداً وأعلم أنك السبب في تعاستي. لكنني سأنتقم منك وأسترد كل حقوقي.....