الفَصل السادِس عَشر.

2.1K 249 76
                                    

نَفـس اللَيـلة.

هو لَم ينَم.
كانَت تسمَع صوت الألحانِ الشَجِنة وهى تَنبعِث من غُرفةِ مكتَبه منذُ أن عادا مِن الخارِج قَبل ثلاثةِ ساعات. السماء تفَحمت بظُلمةِ مُنتصف اللَيل القريب والساعَة الصَغيرة بجوارِ فراشِها أشارَت إلى الحادِية عَشر والنِصف.

هِى لَم تنم بدورِها.
ظلَت ماكِثة على سريرِها دون حراكٍ تشعُر بتيبُسها. القَلق فتَك برأسِها الَذي تخدَر بأفكارِها الَتي لا تتوقف،وبشعورِها السَيء الذي تشَبث بِها بمتانةٍ.

كانَت حزينة ومُحبطة.
تتذَكر كم انفَعل حينما أخبَرته برفضِها لعرضِ القاضِي مسبقًا بتِلك اللَيلة،وكَم نهرَها لأنها لم تتَبع تعليماتَه ولم تُجارِ السَيد خورِيه كما آمرها،ولكِنها كانت مُصِرة.

هِى لَيست مُستعدة للبقاءِ مع ذلِك الرجُل بمُفردِها،كانت تخشى ما يُمكِن أن تصِل الَيه حدودَه وعدم مقدرتِها على إيقافِه،هذا ما لَم يفهَمه لِوي.

بُتِر شرودُها برنينِ جَرس المنزِل وهو يصفَع الهدوء بقسوةٍ؛لتعقِد حاجِبيها بدهشةٍ وتستقيم بخمولٍ متوجِهة خارِج الطابِق البارِد،مُستمِعة إلى صوتِ الألحانِ يتوقَف وعبرَ حافةِ السُلم ترى ظِلَه يخرج مِن مكتبِه بعجلةٍ نحو الباب.

لم تستطِع مُقاومة تفاجُئها حينما فُتِح الباب وانسَل جسدُ آندي المُلتف بمعطفٍ فرائيٍ نحو المنزِل بسُرعةٍ،ووجهَها حمَل قلقًا عاتيًا وهى تنظُر الى لِوي بتساؤلٍ.

"ماذا حدَث،لِوي؟ لم يبدُ صوتك طبيعيًا حينما حادثَتني."هسهَست آندي بصوتٍ هادئٍ صكَ مسامِع سانِي المُنزعِجة. "شكرًا للقديرِ بان هارِي خارج البَلدة اللَيلة. ماذا بِك؟"

راقَبته يغلِق الباب بتثاقُلٍ قبل أن يضُم جسدَ آندي بعمقٍ مقتحِمًا بشفتيه فمَها بحرارةٍ..أغضَبتها. بدَت آندى متفاجِئة بدورِها لحالِه الهَزيل،وإن ذابَت بين ذراعيّه بتسلُمٍ.

"عقلِي يؤلِمني،أُريد التوقُف عن التفكيرِ،لا أشعُر بأني بِخَير."آخذ يُتمتم بالقُربِ من شِفتيها؛لتلثِمه آندي باهتمامٍ قلقٍ بَينما ترتفِع زرقاوتيّه نحو رمادتيتيها باستياءٍ. "أنا أحتاجُكِ."

ضمّت سانِي آنفاسَها بصدرِها بتألُمٍ،ريثما تُعرِض عن مراقِبة ما تَلى جُملته وعادَت بخطواتٍ متسلِلة إلى حُجرتِها،حيثُ تتفرَد بحُزنِها،تتفرَد بكأبتِها،وتتفرَد بعنائِها.

إرتَمت على فِراشها بتهالُكٍ،شعَرت بنيرانٍ توقَد بداخِلها رَيثما الحُزنِ يَدور بِها بدوامةٍ مُرهِقة. شعَرت بعيونِها تتحَشرج بدموعٍ بائسةٍ متألمةٍ،وقلبُها يشهَق بنحيبٍ لم تستطِع قذفَه بعيدًا.

إنكَمشت على نفسِها،وبكَت في صمتٍ متوجعٍ شاعِرة بكُل إنشٍ بها ينبُض متأوهًا.

تُرى أهذا ما يُطلِقون علَيه..حُطام القلبِ؟
لأنها لم تعُد تشعُر إلا بشظايا حُبِها وهِى تطعَنها بغدرٍ.

لَيـالي آوبلَڤـلِت.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن