M.S.A الجزء الرابع عشر
بعد مغادرة أحمد للبلاد، أصبح منزله ملكي، ويمكنني الآن العيش فيه حتى أجد ماستر آخر يتناسب معي. لكن بعد ما مررت به في هذا المنزل، كان من الصعب جداً التفكير في علاقة جديدة في الوقت الحالي. قمت بتجهيز أغراضي وتوديع هند وماستر محمد الراوي. كانت هند حزينه بمغادرتي، لكنني ودعتهم على أي حال وعدت إلى المنزل الذي تذوقت فيه أشد أنواع العذاب النفسي قبل الجسدي.
عندما دخلت المنزل، شعرت بقبضة في صدري. كانت ذكرياتي هنا مؤلمة، وكأن كل زاوية تحمل شبح الألم. شعرت بأنني سألتفت لأجده يقف خلفي، ثم يجرني إلى ذلك القفص اللعين. لكن مع هدوء المنزل، بدأت أشعر ببعض الراحة النفسية. لأول مرة، شعرت بالحرية وسعادة غريبة بهذا الإحساس، رغم أنني قضيت حياتي أبحث عن القيود. يبدو أن من يقع في القيود الخطأ يتمنى الحرية بشغف.
صعدت السلم ودخلت إلى غرفة النوم. استلقيت على السرير، ولأول مرة منذ أن دخلت هذا المنزل، استطعت النوم دون أن يتملكني الرعب. غفوت على الفور، وكأنني لم أنم لسنوات. نمت طويلاً لدرجة أنني استيقظت ولا أعلم كم من الوقت مضى، لكن عندما فتحت عينيّ كان ظلام الليل قد خيم على كل شيء، لا يقطع هذا الظلام سوى صوت أمواج المحيط والهواء البارد الذي يبعث على الراحة النفسية.
نهضت من السرير وذهبت إلى الحمام لأخذ حمام دافئ لاستعادة طاقتي. دخلت إلى الحمام وخلعت ملابسي حتى أصبحت عارية تماماً. وقفت أمام المرآة أنظر إلى جسدي العاري. كان شعور المقارنة مع هند يملكني؛ لا أعرف لماذا بعد كل ما مررت به، شعرت بالسخط عليها. لا أكن لها مشاعر كراهية، فهي لم تقدم لي سوى الحب وكانت دائماً منقذي في أحلك أوقاتي.
لكنني لا أستطيع إنكار الحسد الذي يتملكني. هي حصلت على ما تريد ووجدت الماستر المثالي لها، بينما أنا لم أحصل سوى على المتاعب. لماذا الحياة غير عادلة؟ أعطت لها كل شيء وأعطتني لا شيء. انطلقنا في نفس المخاطرة، وكنت في ذات الطائرة، وها هي فازت بكل شيء بينما خسرت أنا كل شيء. لا أفهم ما الذي يميزها عني، أو ما الذي ينقصني.
بينما كنت أستعرض جسدي في المرآة، شعرت بالغيرة تشتعل بداخلي. جسدي، الذي نضج بمرور الزمن، يبدو مختلفاً. بشرتي ناصعة البياض، وشفاهي مكتنزتان وكأنهما تستعدان للتقبيل. نهداي يشبهان ثمرتين ناضجتين، مهيأتين للحصاد. بطني مستوية بلا تعاريج، ومؤخرتي المدهشة لفتت الأنظار أينما ذهبت. كان هناك شعور مفاجئ بالقوة والجمال الذي يميزني عن هند.
أغمضت عينيّ وذكرت معاقبة ماستر محمد الراوي لهند. شعرت بإثارة تتدفق في جسدي، ثم بدأت بمداعبته بيدي، مؤدية إلى قذف الحمم البركانية بين فخذيّ. فتحت الماء الساخن ووقفت تحته، غارقة في حالة من الاسترخاء، وكأن كل قطعة من جسدي تُدرك أخيراً معنى الحرية والراحة التي لطالما حلمت بها.