Pt. "A"

92 8 4
                                    

"سيّدي؟ سيّد كيم؟ هل تسمعني؟ سيّدي، عليك إبقاء عينيك مفتوحتين! ضع يديك حول كتفاي. سيّدي، عليك الصمود!"

***

"سيّد نامجون! هل إستقيظت؟" تحدّثت باللُغة الإنجليزيّة ذات اللكنة الفرنسيّة.

"كيف تشعُر؟" أكملت عندما لَمْ تتلقّى ردّ.

حاول الجلوس، ولكنّها أوقفته بقولها: "جروحك خطيرة، سيّدي، عليك البقاء مُستلقيًا".

نَظَر لها مُتفحّصًا، ثُمّ بدأ تفحُّص الغُرفة التي يمكُث فيها مع جروحه، وبعدها نَظَر إلى جسده النصف عارِ، والممُتلئ بالجروح وآثار الدماء وبعض الضمادات.

"ماذا حـ.. حدث؟" سألها بصوتٍ مهزوز بلُغته الإنجليزيّة البارعة.

"لا بُدّ أنّه قد تمّ إختطافك وتعرّضت للإعتداء. انا قد وجدتُك بقُرب أحد المخازن المُغلقة في حيٍّ مهجورٍ تركُض بثمالة وكانت ملابسك ومُلطّخة بالدماء والغُبار، ثُمّ سقطت فاقدًا وعيك" أجاباته، سعيدةً أنّه لَمْ يفقد القُدرة على النُطق.

ولكنّه صَمَت مُجدّدًا، مُحدّقًا في اللا شئ.

"لقد قُمتُ بتفتيش ملابسك، وانا أعتذر لقيامي بذلك لكنّك بحالة خطيرة وتحتاج الذهاب للمشفى، ولكن لَمْ أجد أي شئ من مُمتلكاتك الشخصيّة، وفي الواقع انا لَمْ أتمكّن من تحمُّل مسئوليّة الأمر بسبب الصحافة وما إلى ذلك، لذا وددتُ سؤالك إن كُنت تذكُر أرقام هواتف أو محلّات إقامة أي شخص موثوق للتواصُل معُه لتولّي مسئوليّة حالتك" أخبَرَتُه.

"عُذرًا، انا لا أعلم عمّن تتحدّثين" أجابها بإرتباك.

أسكتتها الصدمة لبضع ثوانٍ، قبل أن تُعاود الحديث بسؤال: "سيّدي، إسمح لي بسؤالك، كَمْ عُمرك؟".

صَمتَ مُفسّرًا سؤالها، وباحثًا عن الإجابة بذاكرته، ولكن الأمر لم يقتصر على كونه لَمْ يجد إجابة، ولكنّه لَمْ يجد ذاكرة الوعي خاصّته بأكملها.

"لا أذكُر".

***

About Timingحيث تعيش القصص. اكتشف الآن