ترى البارت دا هو الأقرب لقلبي، عشان كدا إقرأوا ببُطء وتمعُّن. :'))
إستمتعوا.. ♡
إنّه مُنتصف الليل، وقتما كان كِلاهُما يشعُر بالأرق، أو رُبّما يشعُر أحدهُما بالندم والآخر بالإهانة إذا أردنا أن تعبير أكثر دقّة.
نَهَض 'نامجون' جالسًا وهو يتأوّه بصوتٍ مكتوم إثر جروحه التي لَمْ تلتئم بعد.
جلس مُطوّلًا على سريره يُفكّر، يُعيد المشهد في ذهنه ويُحاول إقناع نفسه أنّه لَمْ يُخطئ، ولكنّه يفشل.
نَهَض وخَرَج من غُرفته، ومضى بجوار باب غُرفتها الذي كان مفتوحًا جُزئيًّا. توقّف خلفه يُراقبها وهو يسأل نفسه: "هل تماديت؟ هل يجب أن أعتذر؟".
كاد يفتح الباب ويوقظها للحديث، ولكنّه تراجع، كما هو مُتوقَّع.
استدار ليجد الأكياس التي أتت بها في النهار على الأريكة دون أن تُفرَّغ.
اقترب وهو يتفحّص مُحتواياتها بنظرةٍ سريعة إلى أن وجد ما كان يبحث عنه: الكيس الذي إحتوى على الملابس.
أخرج إحدى القطع وهو يتفحّصُها طويلًا، ثُمّ بدأ في وضعها حول صدره العاري لتجربتها، وقد كانت تُناسبه تمامًا حتّى أنَّهُ لَمْ يستطع كبح إبتسامته اللطيفة تعبيرًا عن إعجابه وإمتنانه، ولَمْ يكُن يدري أنّها تقف خلف باب غُرفتها المفتوح تُراقب ما يفعل.
رَفَع عيناه ناظرًا إلى المطبخ، فقرّر إعداد وجبة لنفسه. ولكن هل يستطيع الطهو؟ لا يذكُر ولكنّه سيُجرّب.. فمُنذ الشجار الحاد الذي دار بينهُما في النهار، لازم كِلاهما غُرفته.
دَخل المطبخ وقام بتفحُّص الثلّاجة، ولكنّه شعر أنّه يبحثُ عن شئٍ مُعيّن ولا يجده.
أغلق الثلّاجة بخيبة وبدأ بفتح الدواليب المُستقرّة على الحوائط مُتفقّدًا مخزون المنزل."هل تشعُر بالجوع؟"
سَمِع صوتها دون أن يشعُر بوجودها، ممّا تسبّب في شعوره بالفزع، واستدار بسُرعة مواجهًا لها.
فُزِعَت إثَر شهقاته وحركته المُفاجئة، ولكنّها إنفجرت ضاحكة حالما رأت وجهه، وتبع صوت ضحكاتها إبتسامته، ثُمّ شرع بالضحك أيضًا حال تدارُكه للموقف.
إنتهى كِلاهما من الضحك، وبقيا يُحدّقان ببعضهما طويلًا في مكانهما، مُبتسمان.
"تفضّل بالجلوس. سأقوم بإعداد شيئًا لنأكُله" قالت بعد فترة وهي تُشير إلى الطاولة الموجودة بالمطبخ.
أومأ بصمت، وبدأ يتحرّك إلى الطاولة حيثُ أشارت، ولكنّه توقّف في مُنتصف طريقه، واستدار لها قائلًا: "انا أعتذر".
استدارت لتواجهه، وكانا قريبان من بعضهما البعض نوعًا ما، بينما أكمل: "لقد أخطأتُ بحقِّك بينما انا مدينٌ لكِ بحياتي. انا قد قُلتُ أشياءٌ لَمْ يجدُر بي قولها".
"لا بأس، سيّد كيم. لنعتبر أنَّ شيئًا لَمْ يكُن" أجابته بإبتسامة.
"وأيضًا يُمكنُكِ التوقُّف عن مُعاملتي برسميّة".
"سأُحاول" أجابت وقد إتّسعت إبتسامتها.
تحرّكت لتتفحّص الثلّاجة، وأخذ هو مقعدًا على الطاولة للجلوس.
"ماذا تودُّ أن تأكُل؟" سألت.
"أيّ شئ" أجاب برضا مُبتسمًا، وكأنّ ما كان يبحثُ عنهُ لَمْ يكُن وجبة مُعيّنة، بل شريك وجبة. أو رُبّما كان يبحث عنها فحسب..
أنتهت سريعًا من تحضير وجبة خفيفة تملأ الأجواف، وتكون مُناسبة للتوقيت كذلك، وشرعت تُحضّر الطاولة، بينما كان يُراقبها بصمت إلى أن جلست على المقعد المُقابل له.
"تُلائمك الملابس جيّدًا" قالت وهي تُشاركه الوجبة.
"أجل، تملكين ذوقًا جيّدًا" أجاب مُبتسمًا، بينما إبتسمت في المُقابل.
"إذن، هل أستطيع سؤالك عمَّ أخبرتك صديقتك بشأني؟" تحدّث.
"بالتأكيد. أخبرتني أنّها كانت تختبر ذاكرة اللاوعي الخاصّة بك واكتشفت أنّها قويّة، وهذا يعني أنّك ستكون قادرًا بنسبة كبيرة على استعادة ذاكرتك لأن ذاكرة اللاوعي هي الأساس الذي تُبنى عليه الذاكرة، ولكن فقط في الأماكن التي اعتدت التواجُد فيها أو مع الناس المُقرّبين لك" أجابت.
"هذا أمرٌ يستحقُّ العناء" أضاف، ثُمّ صَمَت كِلاهما حتّى انتهاء الوجبة يُركّزان على طعامهما، أو رُبّما على أحدهما الآخر خِلسة..
"دعيني أُساعدكِ" قال وهو ينهض عن الطاولة بعد نهوضها، ويحمل بعض الأطباق الفارغة بيديه.
"كلّا، لا بأس. لَنْ أقوم بغسلها الآن على أيّة حال" قالت لهُ مُبتسمةً وهي تأخُذ الأطباق من يديه وتقوم بالتنظيف، بينما بقى هو جالسًا يُراقبها بشرود.
"هلّا سمحت لي بالاطمئنان على جروحك؟" قالت بعدما انتهت من التنظيف لتُخرجه من شروده.
"أجل، بالتأكيد".
***
أنت تقرأ
About Timing
General FictionTiming controls the value of events and gifts. It's not about beginnings and or endings, it's always about timing. التوقيت يتحكّم في قيمة الأحداث والنِعَم. الأمر ليس حول البدايات أو النهايات، الأمر دائمًا يتمحور حول التوقيت.