منديل و زهرة

1.2K 110 163
                                    

" و كلما ذُكِر اسمكِ أغمضتُ عيني، و تنفستُ بعمق، و تحسستُ قلبي حتى ينتظم النبض، أحبك، و ما زلت،
و سأظل أحبك للأبد"

قرأ تلك العبارات المكتوبة على ظرف أحمر مذهّب الأطراف بتروٍّ و فخر لصديقه، الذي علت الدهشة وجهه و صفق بسعادة ثم أردف :
" هذا رائع! أنت علّامة، كارلوس!
هذه الكلمات الجميلة كفيلة بجعل كاثرينا تحبني للأبد، إنها شاعريةُ من الطراز الأول تحب كلمات الحبّ و العشق"

إبتسم كارلوس و أومأ برأسه ثم أضاف:
"  إنه واجب الأصدقاء،
و هدية لك مني لتوديعك للعزوبية، طاولة جميلة على الشرفة مساء الخميس ، لشخصين".

" أنا مدين لك للأبد!
لا أدري كيف أعبر لك عن إمتناني! "
قالها بعد أن ضرب كارلوس  على كتفه و هزه بقوة جعلت كارلوس يفقد صبره و يعاتبه قائلًا :
" أفلتني، ماثيو هوكينز ! أنت تعلم أنني لا أطيق هذا و أنه يسبب لي الصداع و الدوار "
فأفلته و أردف معتذرًا:
" اعتذر، لكنني متحمس جدًا! "
" إذا إذهب الآن و دعني أكمل عملي، و إلا تم طردي و خسرت موعدك المميز هنا"
" و من سيتجرأ ليطردك؟ الجميع يحلمون لو تعمل معهم، حسناً سأذهب الآن "
و من ثم رفع يده ملوحًا و سرعان ما خرج.

تأمل كارلوس المكان الذي يعمل فيه بفخرٍ، إنه أكبر فندق و مطعم في البلاد، مع مساحة واسعة و ديكورات فخمة، علاوة على القائمة الواسعة الفاخرة من الطعام التي تقدم هناك على أيادي أمهر الطهاة،
و الحدائق الغنّاء التي تنتشر فيها النوافير و الأزهار المتناسقة.
خطا كارلوس بمهل و ذهب لغرفة العاملين، تأمل وجهه في المرآة، هذّب شعره الذهبي و عدل قفازاته و معطفه الأسود ثم خرج مجددًا ، توقف فجأة و هو يحاول تذكر شيء و من ثم ضرب جبهته بيده و أسرع نحو مكتب المدير، لقد استدعاه منذ ربع ساعة و قد نسي ذلك تمامًا بسبب صديقه الثرثار و طلباته لموعده الأول.

أخذ نفسًا عميقًا و من ثم طرق على الباب الخشبي المزخرف بتأنٍ و لطف، جاءه الصوت مجيبًا فدخل
و أحنى ظهره بخفة قائلاً :
"إعتذاراتي الخالصة يا سيدي، لم أقصد التأخر لكن كنت مع  أحد العملاء، إنه صديق مقرب فأردت له طلبًا مناسبًا "

أومأ المدير برأسه و أجاب :
"إرفع رأسك بني، لم أدعك لتأنيبك، أنا اقدِّر عملك كثيرًا ، بسبب أفكارك الخلاقة إزداد العملاء هنا، و بفضل الأزهار التي قمنا بزراعتها و قطفها ثم تقديمها مع بعض الكروت الجميلة،
صرنا وجهة لكل الثنائيات التي تريد أمسية لا تنسى، الفضل لك"
اخرج المدير ورقة من درج مكتبه و أضاف :
" خذ هذه، سيصلنا عملاء من خارج البلاد يوم غدٍ ،
إنهم مهمون جداً لذا أريدك أن تتأكد و تشرف بنفسك على كل شيء يخصهم، من مكان إقامة لإستقبال و اختيار أنواع طعام، إنتهاءًا بباقات الورد التي ستقدم،
أنا اعتمد عليك"

أومأ كارلوس برأسه و هو يتناول الورقة و يتفحص محتوياتها بإهتمام، و من ثم استأذن للمغادرة بإبتسامة زائفة سرعان ما تلاشت عندما أغلق باب المكتب و همس بأسى:
" سيكون يومي طويلًا حقًا "
كانت التجهيزات تجري على قدم و ساق، بعد أن مرّ على كل الطهاة و أكدّ على ما يريده لأطباق اليوم، و من ثم اختار الجناح المناسب، و أفضل ركن في الحديقة و
أرسل لطلبية زهور جديدة تصل صباحًا،
عرج على قسم العاملين حيث وجد الأغلبية هناك بعد يوم عمل طويل،
فأخرج ورقة من جيبه و قال :
"دانيال، روبرت، آلن، جيسيكا، سارا، آدم، توم، هنري، ليسا و ماري،
أريدكم لعمل مستعجل غدًا ، سيحل لدينا ضيوف مهمون و أريد مساعدتكم"
تأفف الجميع و قال روبرت :
بربك! لقد كان دوام اليوم متعبًا جدًا، و غدًا لدينا ما نفعله كذلك، و..
فقاطعته ليسا:
" كما أنني سأحصل على إجازة غدًا ".

لافندرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن