كان الظَلام قد نَسج خُيوطه،انسَحبت الشَمس إلى قلبِ السَماء ليتعرَش القَمر نِصف مُكتملًا بالآفاقِ لترقُص حولَه حورياتُ اللَيل متلألِئة بدفئٍ.
أغلَقت عينيها بكلَلٍ شاعِرة بانتفاضِ كُل خليةٍ بها.
أنفاسُها تدَك دكًا بهمجيةٍ وقُشعريرة لا تنقطِع تركُض بمرورِ أصابِعُه بنُعومةٍ على ظهرِها العارِي.شعرَت بالخَلاءِ. لم تعُد تستطيع أن تَزِن عقلَها مِن جَديد،ولكِنها علَمت بأن كُل تِلك الساعاتِ الماضِية لم تكُن إلا خطأً وقَع في حالةِ ضعفٍ منها،هِى فقَدت صمودِها وسبَحت مع التيارِ لمَرةٍ.
نهَضت مِن بين أحضانِه فجأةً مُثيرَة دهشتَه ومُسترعِية إنتباهَه المُشتت. ولَته ظهرَها ريثما تستَكين على حافةِ الفراشِ رامِقة على قَريرِ القَمر المُنكسِر عبرَ الخِصاص الملابِس المَنثورة على الأرضِ كدليلٍ قاسٍ على خُضوعِها لأحكامِ الهَوى رَغم مُقاوماتِها.
أقصَت خُصلاتَها المُرفرِفة للوراءِ بانفعالٍ،وملامِحُها تنقبِض بغضبٍ على نفسِها،رَغم كُل ما حدَث..هِى لم تتمكَن مِن التحمُل أكثَر مِن هَذا.
إقشَعرت بقُوةٍ فَور أن إلتَحمت حرارتُه بِها من جَديد،يدُه مسَدت على ذراعِها بلُطفٍ بينما قُبلاتِه تتوزَع بهيامٍ على عُنقِها المُنتفِس باضطرابٍ. "ماذا تَفعلين،سانِي؟"
صوتُه كان هامِسًا،أجِشًا،مربكًا لحواسِها.
"لا يجِب أن أكونَ هنا."همَست بالمُقابلِ،وكأنما تنُص على نفسِها قبل أن تنُص عليه هُو،هذا لم يكُن مكانِها."ولَكنكِ تَنتمين إلى هُنا،حُبِي."
كلماتُه المُغازِلة،نبرتُه الدافِئة الَتي أوقَدت نيرانًا شغوفةً بقلبِها،ولمساتُه التي أسكَرت كُل نسيجٍ بها..كُل هذا كان يُفقِدها صوابَها.هزَت رأسَها مِرارًا،رافِضة أن تستدِر لمُواجهةِ زَرقاوتيه اللَتين تجعلانَها تغرَق بعُمقٍ مُبتلِعة أي حديثٍ تقولَه،كان ذا تأثيرٍ علَيها..وما كرَهت ذلِك التأثير مِثلما تفعَل الآن.
"أنا لستُ مِثلهن،أنا لا أُريد ما يريدونَّه."أقَرت،صوتُها إرتجَف بالأخيرِ،شاعِرة برأسِه يرتفِع عن عُنقِها..وبنظراتِه تخترِقها بالظَلامِ. "أنا لا أُريد أن أكون واحِدة منهُن."
هِى لم تُرِد أن تَكون كآندِي،أو ماتيلدا..أو أي إمرأةٍ أُخرى. ففِي النهاية لقد كانَت كُل واحِدة منهُن تعود لأحضانِ رجلٍ تَنتمي لقلبِه على الدَوامِ،ولكِن هِى..لقد كانَت عبئًا ثقيلًا على القَلبِ الَذي سحرَها.
"إنظُر إليّ."طلَب بعد مُدةٍ،ولكِنها لَم تستجِب،لم تجرؤ.
"صَغيرتي..إنظُرِ إليّ،رجاءً."تحرَكت أصابِعه لازاحةِ شعرِها وإدارة عُنقها كَي تواجِهه،مُتزلزِلَة بعينيه اللَتين لمَعتا بالعَتمةِ."أنتِ لستِ بحاجةٍ لتكونِ مثلهُن،يكفي أن تكونِ أنـتِ وحَسب."صرَح بخُفوتٍ؛ليُعيد إلى وجدانِها وقع تِلك الكلماتِ مِن قَبلٍ؛تلك الكلِمات الَتي أوقَعتها بسحرِ غرامِه الَذي قادَّها لذلِك الوَضع الآن.
أنت تقرأ
لَيـالي آوبلَڤـلِت.
Fanfictionأن الفَرق بين السَـيدة النَبـيلة وبـائِعة الـوردِ لَيس بِكَـيف تتـصرَف، بل بِكَـيف تُـعامل. ▪ كُل الحِقوق محفوظَة®. ▪ لَيالي آوبلَڤلِت [ رِوايـَة - لِويس تـوملينسِون ]. ▪ مُستوحاة مِن قِصة سيّدتي الجَميلة لِلكاتب آلِـن چاي ليـرنِر.