الصفحة الثالثة

97 19 17
                                    

" دكتور سيف إحنا مندوبين من النيابة ليك عشان ناخد أقوالك في قضية معينة تخصك " كان هذا أحد هؤلاء الرجلين ، ثم أكمل الآخر علي كلماته بعد أن جلسوا علي كراسيهم " سكان العمارة اللي كنت متواجد فيها في الأنفوشي ، أبلغوا عن وجود جثة في شقتك .. الباب كان مفتوح و حد دخل و اكتشف إن في جثة امرأة عشرينية في الريسيبشن "
" الجثة اتنقلت للطب الشرعي و أخدنا أقوال سكان العمارة ، و فاضل أقوالك .. و دي حاجة مبدأية .. "
فقدت أختي الوعي ، لأنها ظنت أنني من قتلها
قمنا باسعافها .. ثم عدت لاستكمال التحقيق
أخبرني أحدهم أن الفتاة المقتولة تدعى لبنى
و لاحت في ماغي تلك الذكرى .. إنها الشخص الذي كنت أتعقبه و أراقبه .. لكنني لم أكن من قتلها .. و هذا ما أخبرتهم به .. أخبرتهم أنني فاقد للذاكرة بشكل مؤقت بعد الحادث و غادروا و أخبروني أنه علي الذهاب لمركز الشرطة لاستكمال إجراءات التحقيق و غادرا

اتصلت بجاسر
" أهلاً يا سيف أخبارك إيه ، سمعت إنك عملت حادثة و "
قاطعته " أنا في مستشفي رأس التين العسكري .. و حالتي مستقرة و عايزك ضروري "

جاسر " خير يا سيف محتاج إيه أنا في الخدمة يا صاحبي "

" عايزك تجيبلي كيبتاجون "

جاسر " انت عارف إنت طالب إيه ، دا ممنوع ، الشرطة مانعاه "

" هتعرف تجيبلي يا جاسر ولا لأ أنا دماغي هتتفرتك ، أنا مينفعش أنام نهائي "

جاسر " هعرف .. بس مش هدخل بيهم المستشفى العسكري ، ممكن أوفرلك شريط النهارة "

" خلاص هطلع بنفسي أستلمه منك "

أغلقت الهاتف ولاحظت الباب يطرق .. ثم دخل أحدهم
كان يردي بدلة لكنها لا تليق به ، لا يبدو و كأنه ارتدى بدلة من قبل ، يبدو عليه الإرهاق لأن تحت عينيه كان أسود و عيناه حمراوتان و له لحية غير مهذبة قصيرة جداً
لقد رأيته من قبل
" ألف سلامة عليك يا دكتور آدم "
قليلون هم من ينادونني باسم آدم
ثم أكمل " أنا عارف إنك ذكرياتك مشوشة و ممكن تكون مش فاكرني ، أنا كنت بطمن عليك و أتأكد من الموضوع بس "

" موضوع إيه ؟! "

أخرج من جيبه ورقة مكرمشة و بدأ بفردها و من ثم تحويلها لمركب و هو يتحدث
" موضوع إنك مش فاكر شوية حاجات .. إنت لسة مفتكرتش إني بعرف أوصل لحاجات كتير بطرقي الخاصة ، عايزك بس تفتكر وصية فتحي بيه و تجهزلي تنازل عن نصيبك فيها من التركة بتاعته اللي المفروض إنه بعشرة مليون و إلا زي ما وصلتلك هنا هعرف أوصل لفيروزة و بابا و أعورهم "

أثار كلامه غضبي و تعصبت و صحت به بينما كنت أضغط جرس التمريض
" انت مجنون ولا إيه ، أنا هعرفك مين إنت يا متخلف "
لكنه غادر و هو يبتسم
جاءت أختي بعد مغادرته بقليل و فوجئت بي واقفاً مستنداً علي حامل المحلول و أحاول الخروج من الغرفة
أنا " الشخص اللي لسة طالع دلوقتي ده هو المجرم اللي قتل البنت " لم أكن متأكداً من هذا لكنني أردتها أن تفزع مثلي و تبحث بسرعة
و هلعت و تحركت بسرعة بينما قمت بتفقد ذلك المركب الورقي و فكه .. كنت أتذكر شكل تلك الورقة ..
لقد كتبت تلك الكلمات بيدي في أجندة مذكراتي
المبادئ لا تتجزأ
إنها ثاني ورقة في مذكراتي
الورقة الأولي كنت قد كتبت بها   الاسم : سيف سليم عبدالكريم. السن ٢٢ سنة ثم قمت بشطبه بعد ذلك و كتابة ٢٥ سنة
أنا ذلك الشاب الذي لا تستطيع تمييزه من بين الناس ، أنا الشخص الذي لا تروى قصته ، فالقصص لا تروى إلا عن الشخصيات التاريخية أو الخيالية

في الورقة الثانية.  المبادئ لا تتجزأ. في ورقة كاملة ، وفي آخر يوم كتبت فيها قطعت تلك الورقة و كرمشتها بيدي و رميتها في سلة الزبالة الصغيرة تحت المكتب في شقة فتحي في الأنفوشي
هذا الشخص تمكن من دخول تلك الشقة و تفتيشها ، بالتأكيد هو من قتل تلك الفتاة
عادت فيروز و أخبرتني أن هذا الشخص تمكن من الخروج
حتى بعد تفقدنا كاميرات المراقبة ، لم يظهر وجهه في أي كاميرا كأنه كان يعلم أماكنها

" فيروز أنا هطلع من المستشفى النهاردة "
" انت بتقول إيه يا سيف ، مش هينفع تطلع قبل أسبوعين ، في خطر عليك " فيروز

" أنا وقعت نفسي في مشاكل كتير يا فيروز و مش هحلها و أنا في المستشفى ، لازم أطلع .. مش هموت متخافيش "

رغم رفضها و رفض الأطباء خرجت بعد أن قمت  بالتوقيع علي إقرار بمسؤليتي عن حالتي الصحية ، أخذت سيارة فيروز ، كانت سيارة فيرنا بسيطة ، أرادت مرافقتي لكنني رفضت
اتصلت بجاسر ، الذي أخبرني بأنه أحضر الكيبتاجون ..
" أنا هستناك قدام جيلاتي عزة في عربية فيرنا زهري الساعة ستة "
أنهيت الاتصال و كانت الساعة في ذلك الوقت الخامسة كان علي إما الإنتظار مكاني في السيارة أو التحرك و العودة إلي مكان جيلاتي عزة لأقابل جاسر
وقتها تذكرت مكاناً فقدت إليه بسيارتي أو بمعنى أدق سيارة فيروز

مخلوقات غريزيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن