البارت 8

18 1 0
                                    

البارت 8
ارتباك

انا وانت ، ملاك وشيطان ، مهما اقتربنا لن نجتمع قط ! ، انت ظلام دامس وانا قمرآ منيرا ، القمر يظهر فى الظلام وينيره ، هل ساستطيع ان اغيرك واجعل ظلمتك تنير فى يوما ما ، ام ستنتهى رحلتنا قبل الاقلاع !
________________________________
فلاش باك
استيقظت ، لا اعلم كم نمت ، آخر ما اتذكره صورة مقتل والداى دمعت عيناى بشدة ، تمنيت ان كل ذلك كابوس ليس الواقع ، لكن اين انا ، هذه ليست غرفتى ، وهذا السرير كبير وناعم ليس سريرى ظننت اننى اهلوس لاننى لم افتح عيونى جيدا ، رمشت عدة مرات حتى استيقظ وانتبه ، ظللت انظر للغرفة كانت كبيرة و واسعة جدرانها مطلية باللون الكشميرى لونى المفضل ، بها كل ما اشتهيه واحبه ،اعتدلت فى نومى ثم وقفت اننى ارتدى ملابس منزلية خفيفة ظللت اتجول فى الغرفة صورى كثيرة مزخرفة بطريقة جميلة والخزانة بها كثيرا من الملابس لى بكافة الانواع ، اشعر ان كل شئ فى هذه الغرفة كما اردت من قبل بل واكثر ، نظرت للمرآة بصدمة شعرى تم قصه قليلا و شفاهي منتفخة ، تحسست الوشم الذى فى خصرى لقد كبر عن ذي قبل ، كدت ان اجن كيف يحدث كل ذلك ، فتح باب الغرفة ورأيته يبستم لى ابتسامة عذبة ملابس منزلية ولكن ايضا باللون الاسود ، اقترب منى حتى حاوط خصرى من الخلف ، وينظر لى فى المرأة

تحدث بخبث:شكلنا حلو مع بعض يا مراتى!

نظرت له بصدمة وقامت بدفعه بقوة
اردفت بحيرة: مراتك ازاى ، انا فين ، عايزة ارجع لاهلى

جلس على المقعد وهو يفكر انها معه الان فى بيته تحت سقف واحد ، هى ملكه شائت ام ابت !

قال بهدوء: انا اقصد مراتى المستقبلية و للأسف اهلك ماتوا ولو مكنتش لحقتك فى آخر لحظة البيت كان هيولع بيكى ، الجثث بقيت متفحمه ، الحريقة ماس كهربى ، القاتل قرر يقتلهم و يحرقهم ، بس هجيب اللى عمل كدا فى اهلك ، التحقيقات شغالة وانا ليا معارفى بردوا

ثم اكمل بإبتسامة انتصار : انتى فى بيتنا ، المكان هنا هادى بعيد عن العالم ، هسيبك فين يعنى اهلك ماتوا وبيتك اتحرق ، مكنش ينفع اسيبك فى الايام دى ، وانتى دخلتى غيبوبة نتيجة صدمة وانهيار عصبى وبقالك أسبوع

ظلت تبكى وتصرخ و قامت بكسر اشياء كثيرة
تحدثت بهسترية و بكاء: لا انت كداب كداب ، اهلى عايشين مااامااا بااابااا ، انتوا فين خدونى معاكم
، سبتونى ليه لوحدى انا عايزكم ، مبقاش ليا حد خلاص ، يارب خدنى ليهم يارب

اقترب منها سريعا و حضنها بقوة واحكم قبضته عليها حتى تهدأ قليلا ظلت تضربه كثيرا ، حتى سكنت بين احضانه غافية ، حملها ووضعها على السرير وحضنها بقوة كأنها ستهرب منه وظل يتأملها حتى غفاا وهى فى احضانه ولاول مرة منذ خمسة وعشرين عاما ينام مطمئن ليالى بدون كوابيس !

فى الصباح استيقظ لم يجدها فى احضانه هب على الفور وظل يصرخ كثيرا بإسمها ويبحث فى الشقة بأكملها حتى سمع صوت انين وجدها جالسة على ارضية المطبخ تبكى بحرقة ، حملها و اجلسها على فخديه وظل يهدهدها كأنها طفلة صغيرة ويقبل دموعها ، حتى هدأت قليلا

قال بحب: عارفة يا وتين واحنا صغيرين كنتي لما تعيطى اعمل معاكى كدا لحد ما تهدى خالص !

تحدثت بهدوء غافلة عن كونها فى احضانه؛ يعني انت تعرفنى من وانا صغيرة طب ازاى ، لو سمحت انا عايزة امشى هأجر شقة ميصحش وجودى هنا اصلا وعندما انتبهت انها فى احضانه ارادت ان تقف لكنه احكم قيده عليها

تحدث بتملك وهو يقبل خديها : مراتى مش هتعيش بعيد عنى لحظة ، ده مكانك فى حضنى ، اللى متعرفيهوش قبل وفاة اهلك ، انا اتجوزتك رسمى ، والدك فهمنى انك فى خطر واستغربت انه جوزك ليا علطول  ، انا كلمته اتقدملك بس لقيته موافق فورا وقالى كتب كتاب علطول ومتسألش لو عايز بنتى وانا اسمع عنك كل خير و هو خلاكى تمضى على وثيقة الجواز من غير ما تاخدى بالك ، والدك كان بيحميكى من خطر ! ، هتفهمى كل حاجة مع الوقت دلوقتى لازم ترتاحى وتهدى اعصابك خالص

مر اكثر من ثلاثة شهور على وفاة والدى ، ذهبت الى قبرهما ودعيت لهم بالرحمة ، ما اصعب العيش واحبائك تحت التراب ، الحياة قاسية أخذت منا احبابنا فى غمضة عين ،دخلت فى مرحلة اكتئاب كنت متعلقة بوالدى بشدة  ذهبت الى طبيب نفسى لكى ابوح له بما فى صدري ويساعدنى على اجتياز هذه المحنة ، استجبت له و ها قد استطعت ان اكمل حياتى من جديد ، وقف قاسم بجوارى ودعمنى ، علمتنى الحياة ان الحب بالمواقف ان يراك فى أسوأ حالاتك ويتمسك بك ويساندك
اقام لى حفل زفاف عظيم فى فندق كبير لم اتخيل ان زفافي سيكون بهذه الطريقة الاسطورية تمنيت ان يكون اهلى معى ، لكننى علمت القضية حكمت ضد مجهول ولكننى سأنتقم لاهلى وسأعلم من فعل ذلك بهم اقتربت لاصل الى الحقيقة ، كان قاسم يساندنى دائما لم يمل من بكائى قط ولا تذمرى كان صبورآ معى
...، علمت منه اننا كنا اصدقاء مقربين فى الطفولة كانت والدتى تعمل فى قصرهم وكنت اذهب معها و هو كان يكبرني بخمسة أعوام ، كان يحبنى منذ الطفولة وانا احببته تحملنى كثيرا ، ورعانى واهتم بى ، لم استطع ان ارفض عرضه على بإقامة حفل زفاف الشهر السابق ، كنت حزينة لفقدان اهلى لكنه صبر على كثيرا ، لذلك وافقت ، ذهبنا الى رحلة شهر العسل فى باريس

وعزلنى عن الجميع ، كان لدينا شاليه خاص بنا والمكان خالى من البشر ، كنت حزينة عندما يتقرب منى لا اريد الان مازلت حزينة على وفاة والدى ، لكن فى ليلة نفذ صبره وعاملنى بوحشية ثم بعدها اعتذر وقال لى انه يعشقنى لذلك لم يتمالك نفسه سامحته لانه زوجى و حقه ذلك لكننى مشوشة قليلا ، ذهبت لكى اخلد الى النوم اريح نفسى من كل ذلك التفكير وانا ذاهبة الى حجرة النوم ، رايت نور المكتب منير قلت ان امر عليه اراه اذا كان
يريد شيئا ام لا قبل ان انام ، قبل ان اطرق على الباب استمعت له وهو يتحدث على الهاتف جعلنى انصدم كثيرا وابكى!

نوڤيلا 24حيث تعيش القصص. اكتشف الآن