الفَصل التاسِع عَشر.

2.1K 232 107
                                    

إقتباسات » مِسرَحية كارمِن،إستِعراض "خُذِني".
**

"أنا حُر وحُبِي صَريح. وحُبكِ لي مِن السَماءِ إنحدَر.
لَنا كُل هَذا الكَون الفَسيح. وحُريتي في حُبكِ قَدر.
فحُبِي إلَيكِ..حُريتي. فإذا ملَكت الحُب..الحُب إنتَحر."

إنبَثق الغُروب عبر منافِذ السَماءِ المُغيمة،عبَرت لسعاتُ بردٍ خفيفةٍ طياتَ چسدِيهما مُرچِفة أوصالَهما المُسترخِية على العُشبِ الرطِب جوفَ الحديقةِ الخَلفِية للمنزلِ.

مالَت إليه براحةٍ مُعانِقة يدَه على حاوطَتها بمتانةٍ،ريثما تَنتشِي مُغلقة العَينينِ باستمتاعٍ بوقعِ صوتِه القارِئ بهدوءٍ تعزِفه ألحانُ الشِتاء المتأنِية بهَوىٍ.

أغلَق الكِتاب منتزِعًا نظاراتَه وتنفَس.
أنزَل بصرَه للِاشرافِ على وجهِها المُستلقِي على كتفِه باستكانةٍ،ليبتَسِم بلُطفٍ موليًا خُصلات رفيعَة إلى خلفِ أُذنِها؛مراقِبًا جفونُها تنشَق بهدوءٍ. "إذَن،كيف تشعُرين الآن؟"

"مَوهومة."كان كُل ما قالَت،لتتوسَع ابتسامتُه ريثما تعتدِل مُستلقِية على الأرضِ بارتياحٍ ورأسُها يرتفِع على ساقِه لتُهيم عيناها بالآفاقِ المُلغم بآلوانٍ متداخلةٍ أبهَرتها. "الِاستماع إليّك تقرأ أفضَل مِن القِراءة في بَعضِ الأحيانِ."

أشرَقت عيناه برحابةٍ،وأعادَ ذراعيّه للخلفِ مشاركًا تأمُلاتها للسَماءِ القاصِي متذوقًا هوسًا قديمًا بغَسقِ الشتاءِ وهُو يُغزل بجَوى أمام ناظِريّه المُغرميّنِ.

سوِّل صمتٌ رقيقٌ تطوِقُه تغاريدُ كراونٍ يُرفرِف بالقَريبِ معطيًا للحَي الساكِن بَهجة ناعِمة مسّت الأفئِدة الغارِقة بولَعٍ.

"لِوي؟"تمتَمت سانِي بخُفوتٍ بعد مُدةٍ،ليُهمهِم دون أن يُنزِل عينيه نَحوها. "أجَل،حُبِي؟"

تجاهلَت تأثيرَ كلمتِه المولِعة لكُل طيةٍ بها،وحرَكت رأسَها للنظرِ لَه بتردُدٍ. "ألَم تُفكِر يومًا في إعادَةِ صداقتكَ بزَين؟"

شعَرت بتيبُسِه بَعد سؤالِها،تعكَرت تأمَلاته بتجهُمٍ منزعجٍ رَيثما يأخُذه عنقُه للأسفلِ رامقًا التطلُع يُنير خضراوتيّها الساطِعتين.

لم يملِك رَغبة في خوضِ ذلك الحَديثِ،وإن إبتلَع لُعابه باقتضابٍ. "لَم أفعَل؛لأنّي لا أُريد."

"رُبما عليكَ أن تُعطِه فُرصة ليشرَح لكَ ما حدَث،قد تكون مُخطِئًا بحُكمكَ عليه!"

"أنا لا أُخطِئ أبدًا."شدَّ على حروفِه بعصبيةٍ؛مواجِهًا نظراتَها المُجادِلة بأُخرى مندفِعة باغِضة لموجةِ الحَديث الَتي آخذَت مجرى لَم يرُق له؛ليتأفأف متخلِصًا مِن غضبِه السَقيم. "أيُمكِننا عَدم الحديثِ عن الآمرِ؟"

رأى جِدالًا بجفنيّها معششًا،وإن لضَمت حروفَها بحنقٍ على لسانِها وإنعطَفت لوضعيتِها السابِقة،بوجهٍ تعكَر صفوُّه بتقطيبٍ عابسٍ.

لَيـالي آوبلَڤـلِت.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن