دق قلبه بعنف وهو يستمع لإسمه يعلو من بين شفتي تلك الفتاة المسؤولة عن إدخال المرضى للطبيبة ، ها قد حان الوقت الذي سيرمي به همومه وأحزانه والكبت الذي طال لسنوات وسنوات بداخله !
لا يعلم أكان الصواب ما فعله بقدومه لعيادة تلك الطبيبة التي وصفها كل من رأها بأنها حورية قد سقطت من أنهار الجنة ، أم كانت لحظة جنون وتسرع بسبب عراكه مع تلك السيدة التي ترفض شفتيه ان تعترف بأنها ( زوجته ) .. !
تنهد بتعب وهو ينهض عن مقعده يجر قدميه رغما عنه يسير بخطوات شبه ميته ، وقلب تفحم من شدة السواد الذي أصبح يسوده ، وصل أمام ذلك الباب الأبيض الذي يفصله عن نفسه !!
هو يعلم جيدا بمجرد دخوله للداخل سينكشف أمام نفسه قبل إنكشافه على تلك الغريبة التي تنتظره ..طرق الباب طرقات متتالية وكأنه يصارع الزمن لتنتهي تلك المقابلة التي ستغير حياته كليا ...
للحظات أقسم بأنه يستمع لأنغام موسيقيه رقيقة دغدغت كيانه بأكمله ، تشنجت أوصاله ، والطبول بدأت تقرع داخل قلبه بجنون !!
أهذا كله بسبب سماعه لصوتها الرقيق يطالبه بالدخول ؟!أم خوفه من الضعف الذي سيشعر به من حديثه مع امرأة غريبة هو السبب ؟!
فتح مقبض الباب بيدين ترتعشان خوفا من القادم !
دار بعينيه العسليه هنا وهناك يبحث عن ضالته لتتوقف عيناه على كتلة الجمال التي تجلس خلف تلك الطاولة تطالعه بإبتسامة لم يرى بحياته أجمل منها ..نهضت بدورها تختال بمشيتها بتواضع ، تتهادى كغصن البان الرقيق ، وقفت على مقربة منه تطالعه بحنيه رأها تفيض من داخل عينيها الخضراء بوضوح ، دقق النظر أكثر يروي ظمأه من تلك الحورية التي مشاهدة العين لها فقط تشعره براحة نفسية كبيرة ...
قصيرة بعض الشيء تصل لمنتصفه
بيضاء كقطعة ثلج تكاد عروقها تظهر من خلف بشرتها !!
عينيها كأنها حشائش تتراقص في يوم مشمس بسعادة !!
جسد ممشوق جعله يستغفر ربه سريعا بتحديقه بها بتلك الوقاحة !!
للوهلة الأولى تمنى أن تكون تلك السيدة التي تركها بالبيت تقاتل نفسها من شدة الكأبة التي ولدت عليها
مكان هذه الحورية الجميلة !!
تمنى أن تكون زوجته بنفس صفاتها !!رفع أنظاره لها للمرة الثانية ليجدها تبتسم له ببراءة ، لا يعلم كيف إنشقت إبتسامة صغيرة على شفتيه تبادلها الضحكات الصامتة !
هو لا يعلم متى كانت المرة الأخيرة التي ضحك بها من قلبه ؟!
ربما كانت الأن في هذه اللحظات ....... !!تقدمت بدورها منه تهتف بصوتها الرقيق :
- أنا حنان ، طبيبتك لو أحببت ، عمري 22 عام ، حسنا لا تستغرب الأمر ، أنا صغيرة أجل ولكن خبراتي فاقت عمريسكتت قليلا لتتابع بثرثرة معهودة منها مع المرضى :
- لا تستغرب أنا أعرفك على نفسي حتى أكسر الحاجز الذي بيننا