الفَصل الخامِس والعِشرون-الأخير-.

3.7K 286 164
                                    

فَرنسـا، ديسَمبِر ١٩٤٩.

أطلَت مباهِجُ العامِ الجَديد متحِدَة مَع وداعيّاتِ عيدِ الميلادِ المولِي بسَكينةٍ تارِكَة في طياتِ ذلِك الحَي العَريق روحًا بشوشةً حلَقت بسماءٍ منيرٍ بقَمرٍ مكتملٍ تراقَص حولَه النُجوم بمنوالٍ معزوفٍ برقةٍ بنغماتٍ خرَجت مِن ذلِك الكَمانِ الرَفيع.

تلَمست خُصلاتَها المُنسدِلَة بحُريةٍ على ظهرِها المَكشوف بحذَرٍ،وعيناها المُتزينَتان سافَرتا بدِقةٍ على ثوبِها الأحمَر الَذي سقَط بنُعومةٍ على ثناياها مسحوبًا حولَ قوامِها الَذي حُوِط بذراعيّها المَكشوفَين بحمالَتين رَقيقتين إنشَقتا حولَ نُهديّها المُطوِقَين بقلادةٍ تدلَت بلونٍ فيروزيٍ لائَم خاتَمها الَذي إنتقَل ليدِها اليُسرى ليُكمِل إطلالَتها البَديعة الخاطِفة للنَظرِ.

إبتَسمت لنفسِها بالمرآةٍ،ورفرَف قلبُها بسعادةٍ مُستنشِقة رَحيق الخُزامِي يَنبعِث مِن المِزهَرية القَريبةِ،مُتمايِلَة بسَكينةٍ على ألحانٍ هامسةٍ واتَت مسامِعها من الطابِق السُفلِي.

"سانِي؟"
إستدارَت بتلبيةٍ للنداءِ المُنبعِث الَذي جَر بأعقابِه كيانًا ولَج الغُرفة دفَع للِابتسامَة تتوسَع بسُرورٍ. كانَت حُلته تلائِم جسدَه النَحيل وقَد تخلَى عن ربطةِ عُنقِه الضيقة،ترَك خصلاتَه تَهوى باهمالٍ على جبينِه لافِتة نظرَها إلى عينيه الوامِضَتين بدفئٍ.

"..إنهُما هُنا."إستدرَج لِوي بحماسٍ؛لتومَأ سانِي بفَهمٍ وتلتقِط يدَه المَمدودة بشدةٍ شاعِرة بِه يُدرِجها بقُبلتِه العَميقة الَتي تَيمتها بوداعةٍ. "تَبدين فاتِنة،صَغيرتِي."

تخضَبت وجنتيّها بحُمرةٍ لَطيفةٍ،بينما ترَكته يقودَها إلى الأسفَلِ حيثُ تجمَع الضُيوف بأركانِ المَنزِل الواسِع يتَمتعون بالموسِيقَى المُنبثِقة بطَربٍ لَاق بليلةٍ أخيرةٍ بالعامِ وبدايةٍ مثاليةٍ لعامٍ جديدٍ مفتوحَ الأذرُعِ.

لمَحت هارِي وآندِي يقِفان مَع زَين وثلاثتهُم يستمتِعون بمُحادثةٍ مرحةٍ سريعًة ما قوطِعت بوصولِهما ناحِيتهم بابتساماتٍ سَعيدةٍ تنقلَت فيمّا بينهُم.

"لَم أتخَيل يومًا أن يُقيم لِوي حفلًا بمنزِله. ماذا فَعلتِ به،سَيدتِي اللَطيفة؟"شاكَس هارِي مبادرًا،بينما يلتقِط يدَها مقبلًا إياها بحرارةٍ إعتادَتها،وابتَسمت بنقاءٍ مُبتهجٍ.

شعَرت بِلوي يُدير عينيه بلُطفٍ،ريثما تنتقِل هى بتركيزِها نَحو آندِي الَتي شبَكت ذراعِها بهارِي،ورمَقتها بهدوءٍ. كانَت الأوضاعُ قد عادَت لمجراها الطَبيعي تقريبًا،ولكِن يظَل ذلِك الِارتباك بينهُما قائمًا،لايزال الموقِف بينهُما حادًا.

بطَريقةٍ ما ألقَت آندِي بذَنبِ ما حدَث على عاتقِ سانِي،إتَهمتها بأنها سَبب تِلك الفَوضى الَتي چرَت ورفَضت أن تُغير رأيَها،وجَدتها قالبًا ممتازًا لتَضع بِه نتائِج أخطاءِها،وإن لم يؤثِر هذا بالشقراءِ كثيرًا.

لَيـالي آوبلَڤـلِت.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن