بين نور القمر ولهيب الشمس ولدت فتاة قد هُزت اوراق الشجر لصرختها الاولى وعانقت حبات المطر الارض بشدة وبغزارة فأما عن العصافير، فغنت أسمى مافي الوجود.
ولدت ستيلا لتأخذ جمال والدتها الساطع وعزة والدها فقد كانت ستيلا من احدى الحالات النادرة التي تتميز بصفة نادرة جداً لا يتمتع بها الا القليل حول العالم وهي عيون مختلفة اللون، كانت عين ستيلا اليسرى زرقاء اللون صافياً كبحر غريب اما عينها اليمنى فكانت عسلية اللون أشبه بخلية النحل.
السيد ناجي البرجي قد استقبل مولدته الاولى في أواخر شهر نيسان، لتكن أختاً لحلا، الطفلة الصغيرة التي فقدت والديها في حادث سير وهي فقط بالثالثة من العمر لِيُحدد القدر مصيرها بالعيش مع صديق والدها السيد ناجي البرجي و زوجته فيروز هادي البرجي فقد اعتبراها كأبنتهما منذ وافاة والديها.
فيروز، الامرأة القوية التي ما زالت محافظة على تحقيق أحلامها في مجال الرسم وتصميم الأزياء بعد ان رُزقت بفتاة بالثالثة من العمر لترعاها وتتحمل نفسيتها التي باتت اشبه بأمرأة فلسطينية ترعى اولادها الستة لتخسرهم واحد تلو الأخر برصاص العدو الصهيوني.
ستيلا، الابنة الثانية لعائلة البرجي الشهيرة فهي الاولى بيوليجياً وما أهمية النسب ان كانت القلوب رؤفة بمن داس عليهم الزمن وافقدهم غاليين. بعد ٣ أيام من ولادة ستيلا تم تصريح بخروج فيروز هادي البرجي وابنتها حديثة الولادة من المستشفى . وكانت طفلتها المدللة حلا قد قضت الايام الماضية مع والدها ناجي البرجي ليرعاها ويهيء نفسيتها بقدوم اخت صغيرة لها.
فرحت حلا جداً قائلة: بابا متى حتيجي أختي عالبيت؟ اليوم؟ هلأ؟ فينا نروح نجيبن من المستشفى؟ أصلاً أنا شتقت لمامي كتير.
ناجي: حاضر، رح نطالعن من المستشفى اليوم.وهاذا ما حدث..
خرجت فيروز من المستشفى حاملتاً ستيلا بين ضلعها اليمين فأما عن يدها اليسرى فكانت تلتف على أصابع حلا الصغيرة.كانت تعيش عائلة الناجي في أمريكا لعدم استقرار وضع البلاد العربية و اللبنان تحديداً في ذلك الوقت فعدم استقرار البلاد يضر وضع انتاج شركات السيد ناجي وشركائه.
بعد مرور ثلاثة عشر عام من ولادة طفل عائلة البرجي الاخير الذي يصغر ستيلا بسنة واحدة فقط، قررت العائلة المكونة من السيد ناجي و زوجته السيدة فيروز وابنتهم الاولى البالغة من العمر ستة عشر عاماً فأما عن ستيلا فبلغت الرابعة عشر من العمر وأخيها الياس الذي يصغرها بسنة واحدة فقط العودة إلى لبنان لبداية حياة جديدة وليتعرف أبناء البرجي على بلدهم بلغته وعادته وتقاليده.
خلال فترة عيش عائلة البرجي في أمريكا تعرف السيد ناجي على امرأة مجتهدة في عملها لتكون أشبه بشريكة مشاريعه الانتاجية في مجال الفن أما عن ستيلا فكانت تخوض اول تجاربها الفنية من خلال الغناء والتمثيل في احدى برامج الاطفال وعندما قررت عائلة البرجي العودة الى وطنهم، لبنان، عُرِضَ على ستيلا تسجيل اغنية منفردة لاحدى افلام دزني الشهيرة. لم يستطع السيد ناجي الوقوف في مستقبل ابنته الذي اسماها ستيلا والتي تعني نجمة باللغة الاسبانية، فهو اراد تخصيص عرش لها في المجال الفني.
رفضت السيدة فيروز ترك ابنتها خلفها في بلاد الغرب لتسجيل أغاني وما الا ذلك فأقنعها السيد ناجي بأنها ستكون بخير مع سوزي فهي تعتبر صديقة العائلة المقربة ولديها خبرة واسعة جداً في مجال الفن الأمريكي بالاضافة الى ان ستيلا سوف تكون بجانبهم بعد الانتهاء من تسجيل الاغاني المطلوبة في فترة قصيرة.
السيدة فيروز : الموضوع غير قابل للنقاش كيف بدك أترك بنتي وراي؟
السيد ناجي : وكيف بدك ياني ضيع عليها فرصة من العمر؟
السيدة فيروز : البنت بعدها صغيرة ما فكرت بهالشي؟
السيد ناجي : ستيلا صارت ١٤ سنة اتركي سوزي تشوف شغلا معا وبعدين ئلتلك أقل من شهر وستيلا رح تكون حدنا باللبنان.
السيدة فيروز : لكن بننطرا هالشهر لنرجع سوا
السيد ناجي: والتزاماتنا و مواعيدنا يلي ما بتلتغى باللبنان؟
تنهدت السيدة فيروز بحرقة قلب وكأنها على علم بما كان المستقبل يخفي في طياته.