إلى الآن ما يزال أهل مشهد يذكرون رَجُلاً مُسناً عالماً تقياً نقياً، اسمه الشيخ حبيب الله الكلبايكاني .. كان ـ قبل عشرين سنة - يؤم صلاة الجماعة في مسجد ( كوهر شاد )
حيث يأتم به في الصلاة أغلب متديّني السوق . وفي
مرات عديدة رأيت علماء ومجتهدين يقتدون به في الصلاة ، وكان طلبة العلوم الدينية غالباً ما يُصلّون أيضاً خلف هذا الرجل الكبير .
إن من يجلس إليه ساعةً تتبدل حالته .. ويغدو إنساناً آخر. كان يحيى حياة زهد عجيبة . وكان يلقي درسا في تفسير القرآن بين الطلوعين في مدرسة
( خبرات خان ) صباح كل يوم ، ويحضر درسه عدد من كبار السن الزاهدين .
كنت في السابعة عشر من العمر ، حين استأذنت لحضور درسه ، فما سمح لي تلاميذه . بيد أنه هو نفسه أذن لي بالحضور .. فتلقيت خلال دروسه فوائد معنوية كبيرة .
قال في أحد الأيام : رأيت البارحة كأني دخلت الحرم الشريف ..فشاهدت، الجسد المقدس للإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السلام) مُمدداً باتجاه القبلة في وسط الحرم ، وكان الجسد الشريف مغطى بقطعة قماش بيضاء . وفي تلك الأثناء هبت ريح رفعت القماش عن جسد الإمام ( عليه السلام)، فرأيت جسده المقدّس مثقياً ثقوباً كثيرة جداً فقلت للإمام (عليه السلام ) :
الذي أعرفه يا مولاي أنك قد استشهدت بالسم. ولكني أرى الآن على بدنك المقدّس آثار إطلاقات الرصاص !
فقال ( عليه السلام ) : صحيح أني قُتلت بالسم ، ولكن هذه الثقوب من أثر الذنب الكذائي الذي يرتكبه بعض الزوار ، وعملهم هذا يخترق بدني
كالرّصاص .
( وذكر الإمام (عليه السلام) اسم ذلك الذنب)، وزاد
الإمام (ع) إيضاحاً ، فقال : إذا كان هذا الذنب ـ وهو من الذنوب الصغيرة -يفعل هذا الفعل .. فكيف إذن بالذنوب الكبيرة؟!
ثم قال الشيخ حبيب الله : إذا كان ( يزيد ) قد جعل الرأس المقدس للإمام سيد الشهداء ( عليه السلام) في الوسط ، وراح يرتكب المعاصي من
حوله، فنحن - سكنة مشهد - حالنا كذلك ، إذ جعلنا الجسد المقدس للإمام الرضا ( عليه السلام) في الوسط .. ونجترح المعاصي من حوله
وصل في درس التفسير يوماً إلى الأية (147) من سورة البقرة : (وزاده بسطة في العلم والجسم) ، فقال : كان السابقون أقوى منا أجساماً ، ثم قال :
في وقت ما رأيت الإمام بقية الله ( أرواحنا فداه) واقفا أمام حرم الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السلام) وقد ألصق كتفيه المقدسين بالضريح .. وهو يزور . رحمة الله عليه
YOU ARE READING
معراج الروح مع رحلات لتهذيب النفس
Spiritualماذا تثير في نفسك عبارة (معراج الروح) حينما تسمعها اول مرة عنوانا لكتاب أو حينما تقرؤها على غلاف هذا الكتاب؟ المعنوية الروحانية، التحليق إلى عالم الحق والحقيقة قطع العلائق والعروج إلى عالم الحقائق ...هكذا سيكون جوابك بالتأكيد. أما إذا كنت انسانا منف...
