الحلقة السابعة عشر
ﻻ يزال نظر يوسف ونور معلقاً بعضهما البعض، فكل منهم غير قادر على إستيعاب فكرة طارق بعد .. أيعقل حدوث ارتباط رسمي دون وجود الطرف الآخر ؟! .
حاول هاشم إستيعاب حديث محمود وطارق في ذات الوقت، وفهم الموقف للوقت الراهن الذي يتحتم عليه قبول إقتراحه بالفعل .. فتجهم وجهه بدهشة وغرابة لبضعة دقائق فعم الصمت، قطعه طارق مستردا لحديثه :
- ها إيه رأيك يا عمي ؟
رد هاشم وهو يحاول تجميع شتات أمره ليقول بحيرة :
- عايز ترتبط بيها وهي فاقدة الوعي بالشكل ده ؟!
رد طارق ببرود وﻻمبالاه :
- وفيها إيه أنا مقولتش أتجوزها دلوقتي، طالما أنا وسلمى متفقين على كل حاجة وكنت فعلياً جاي أتقدملها، نظرا للظروف إللي حصلت متمش .. ثم أي تأخير مش في صالحنا خالص، وإلا سلمى هيتنفذ عليها الشرط وده لا يمكن يحصل .. فنستغل الوقت إللي هي فيه ونجهز كل الترتيبات لحد ما تفوق، وساعتها نتجوز في أسرع وقت
رد هاشم بعد تفكير وقال :
- والله من الناحية العملية أنت معاك حق فعلاً مفيش وقت .. بس غريبة الطريقة إللي بتطلب أيد سلمى منها
أردف طارق بجدية :
- المضطر يركب الصعب .. ثم ده لينا كلنا، لما الشركة تلاقينا مرتبطين وبنبدأ في التجهيزات هنبعد نظرها علينا شوية .. فأنا شايف إننا منضيعيش وقت أكتر من كده، طالما كان الموضوع أصلاً جبر من ناحيتكم لينا
نظرت له نور ببلاهة وردت بعدما أنهى حديثه بغرابة :
- ياخربيت جنانك يا اخي، البنت تفوق تلاقي نفسها مخطوبة .. يا خوفي على كده تصبح تلاقي نفسها مفيش على كتب الكتاب أيام
إبتسم طارق وهو يقول بجدية وبرود :
- ما هو ده إللي هيحصل فعلاً
تداخل هاشم وهو يقول سريعاً :
- طيب نقرا الفاتحة يا جماعةقراوا الفاتحة جميعاً وكل منهم بداخله تساؤلات وسيناريوهات عديدة لما يحدث وما يحدث مستقبلاً فيما بعد .
****************
مر يومان وطارق بين عمله في الشركة ودراسته بالكلية، يدرس بجد .. ونور تتابع الشركة مع يوسف بجانب دراستها.
كان محمود فرحاً بالخطوة التي أقدم عليها بعمل ولده وجده بدراسته بهذا الشكل، أدرك جيداً عندما يقع في مأزق أو ضغط كبير يأتي بأفضل ما عنده من طاقة وحماس، كي يخفف من توتره عما يدير حوله، أو كما يعتبر نوع من الهروب بواسطة العمل .
يتم كل شيء على ما يرام، لم يتبقى سوى إنتظار إستعادة سلمى لوعيها من جديد .. فكانت فيلا طارق على وشك التجهيز، ولكن يدرك تماماً إنه لن يستطيع إتمامها بهذه السرعة، فقد مر يومان على فقدان وعيها .. والإستعدادات شبه مكتملة ..
تمت قراءة الفاتحة كخطبة صغيرة في المشفى .****************
حاولت سارة التواصل مع طارق فلم تستطع، سد منافذها تماماً، فلم يعد يرد على مكالماتها ويذهب مباشرة فور إنتهاء محاضراته كي ﻻ تراه، فلم يصبح متفرغ لها بعد الآن ليستمع إلى وصلة من العتاب والمشاحنات هو في غنى عنها؛ على رغم من حبه لها كما يرى ولكن غيرتها تقتله ..
فقررت أن تواجهه وتقتحم عليه محل عمله، ﻻ هروب من هناك ﻻ محال .