رحلة نحو المجهول

715 20 0
                                    

نهضت مسرعة باتجاه النسر الذي كان فاقداً للوعي وينزف دماً

“حبيبي جلجامش أرجوك تماسك لاتمت” ودموع عيناها سالت فوق خديها
وضعت رأسها على صدر النسر تتحسس نبض قلبه وكان هنالك نبضٌ لكن ضعيف
” يا إلهي ماذا يحدث لي”
شقت خرقةً من ثوبها ولفت بها رقبته لإيقاف النزيف وهي تبكي وتفكر مالعمل إذ إن ظل الحال على ماهو سيموت لامحالة لأن الجرح عميق جداً
أخذت تفكر بسرعة لدرجة أنها لم تعد قادرة على كبح جماح عقلها
هل آخذه للمستشفى.. ماذا علي أن افعل..

تذكرت..

لقد قرأت في إحدى كتب الجن أن الجني إذا أصيب بجرحٍ في عالم الإنس لايلتأم جرحه إلا إذا عاد لهيئته الطبيعيه وحتى يعود لهيئته الطبيعية لابد له أن يعود لأرض الجن

إن صدق ماقرأت كيف يعود وهو فاقد الوعي وإن ظل هكذا سيموت لامحالة

حملته ووقفت تهم أن تدخل به المنزل تارةً وتارةً أخرى تهم أن تخرج به وهي تحضنه باكيةً : تماسك ياحبيبي أرجوك يا إلهي مالعمل

توقفت في منتصف الحديقة وكأن فكرةً قد لمعت في عقلها

تذكرت رسالته الأخيرة حين فارقها حين كتب

“كنتِ دائما تمشطين شعرك وتتمرجحين عند شجرة التفاح في حديقتكم وكنت انا مشغوفا بالتفاح كثيرا اذ كنت اتسلل من ارضنا عبر هذه الشجرة”

أنزلته على أرض الحديقة واتجهت باتجاه الشجرة كيف كان يتسلل ياترى
هل من الممكن أن يوجد طريق من هذه الشجرة يؤدي لأرض الجن
أخذت تدور حول الشجرة وتبحث في أرجاء المكان إلى أن انتبهت لجحر صغير اسفل الشجرة

ركضت إلى الجهة الأخرى من الحديقة وجاءت بمعول وأخذت تحفر وتحفر وكانت المفاجأة أن نضح ممر سري تحت الأرض لاتعلم إلى أين يؤدي

“ماذا أفعل إنه من الجنون أن ادخل هذا الممر المخيف ومايخيف أكثر أنه يؤدي لأرض الجن ولكن هل أترك زوجي يموت وهو الذي ضحا بنفسه لإنقاذي
هل أترك حبيبي عشيقي نور عيني أبو ابنتاي لابد أن اضحي مهما كانت النتائج كما ضحا هو”
بسرعة حملته واتجهت للنفق ولكنه عادت مرة أخرى لسبب ما حملت كيساً كان ملقاً على أرض الحديقة لجمع أوراق الشجر المتساقطة وانقضت على خلية النحل التي كان معلقة فوق الشجرة لاتدري لماذا ولكنها قد تكون وسيلة دفاع لوتعرضت لهجوم ما

مشت داخل النفق وهي تدعوا وتتمنى أن يكون في عينيها سحر ما .. كما قال ذلك الوحش
لأنه قد يكون الشيء الوحيد الذي سيخرجها على قيد الحياة

مع أن النفق كان تحت الأرض ولاتوجد إضاءة أونار إلا أن الممر كان مضيئا بنور أحمر خافت لاتعلم أين مصدره

مشت مايقارب النصف ساعة حتى تشققت قدميها وأعياها التعب إذ كان النسر ثقيلا

إلا أن وصلت لنهاية النفق

وجدت باباً خشبياً كبيراً تنام تحته أفعى عملاقة

تجمدت مكانها مخافة إيقاظها

” يا إلهي ماذا أفعل وأنا محصورةٌ في هذا القبر”

أيقنت انه لابد من استخدام خلية النحل ولو ان استخدامها عد مبكراً جداً

بسرعه أدخلت يدها في الكيس ورمت الخلية بقوة على الأفعى واختبأت خلف صخرةٍ كبيرة حاضنتاً زوجها وهي تبكي بصمت

جام للحلقات
بلا ما نقوللكم

عشتار و ملك الجنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن