- للجدران أذان !
- دَعك من الجدران، إن للملائكة أقلام.
———————-سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد ان لا إله إلا انت ،استغفرك وأتوب إليك
مساحة لذكر الله
——————————-
- تعلمين ؟ من المزعج رؤيتك تكلمين رجالاً لا أستطيع رؤيتهم !
تصلب جسدي في مكانه ، شعور جديد يِخلق في داخلي يجعل تصرفاتي غير متزنة ؛ نفضت رأسي وبللت شفاهي قبل ان أردف بإرتباك " لحظة ، أنت لا تشعر بالغيرة مني ! لأني أرى أشياء لا يستطيع جلالتك رؤيتها "
تجمد نظره نحوي لثواني قبل أن ينفجر ضحكاً ، رؤيته يضحك تجعلك تبتسم لا إرادياً وأنت تتأملها ، لا سيما صوتها قد تتعمد ببعض الأحيان إضحاكه حتى تسمعها ، لم أكن أراها كثيراً سابقاً ولكن اليوم يبدو جيداً بما أنه ضحك كثيراً .. أتمنى ان تدوم رؤيتي لها
- غبائك لا يُعقل !
حسناً أنا أسحب كل تلك النظريات التي قلتها برأسي منذ قليل ، رمقته بطرف عيني وأزلت ذراعه عن كتفي أسبق خطواته ، أتاني صوته يُحذر :
- إيليا ابقي قريبة، لا تبتعدي..
التفت له وأنا ما زلت أسير هذه المرة خطوات للخلف ، قلدته بإستفزاز ثم صحت به " لا تكن جباباً "
كدت ان التفت لأكمل السير كالبشر الطبيعين بضمير مرتاح أنني أستطعت إزعاجه ولو قيد شعرة ، لكن قبضته قد أحكمت على يدي قبل أن يجذبني إليه بقوة لدرجة الإصطدام بجسده ، بالكاد كنت أصل لمستوى كتفيه
- أنتِ تجعلين أقوى الرجال جبناء بسبب حماقتكِ.
كان بهمس جانب رأسي ، بالرغم من ان أنفاسه القريبة تشتتني ولا أستطيع النظر إلى عينيه أكثر من خمس ثوانٍ إلا اني ابتسمت بإستفزاز أكمل " هل تعترف بأنك بدأت تصبح جباناً سيد تيم هايستون ؟"
- للأسف أنتِ تدمرين مبادئي ، لا تعلمين كم كان إختفاءك المفاجئ مخيفاً !
اهتزت يده التي تقبض ذراعي ، كما اهتز قلبي للتو ! هدئي من روعكِ إيليا إنه يتلاعب بالكلام لا أكثر هذا ما ظننته لكن الحقيقة هي أن الأبواب التي حافظت على إبقاءها مغلقة ستُفتح في وجهي اليوم ..
- كم من فكرة سوداء داهمت عقلي ، وأنا لا أعلم ماذا جرى لكِ حتى ..
سحبت خطواتي للخلف أخلق مسافة بيننا لأنني بدأت أفقد التركيز بالمكان المحيط بنا ، ولن أكذب ! لقد داهمني شعور الذنب بقوة ، لكن لحظة هذا ليس ذنبي أنا فقط غير معتادة على أن يفتقدني أحد أو يصل به الأمر لدرجة القلق علي ! لم أشعر بشيء كهذا من قبل وكأني أتعرف على شعور جديد ونظرة جديدة في عينيه - التأنيب -
- أحترت أي الطرق إنتقاماً قد تجعلني راضياً ، لكني إلى الأن لم أجد خياراً يرضيني.
ألهذا تظاهرت في البداية بعدم معرفتي ؟! إنتقام يا تيم .. وهل كنت مهتماً ؟ أخذت نفساً مهتزاً قبل أن أرمي قنبلتي " أخبرتني سابقاً أن كل ما تفعله ليس سوى محاولة إغاظة فيرسوس ، فلما علي أن أهتم بما تفكر. "
قضم شفته بغيظ ، هل بسبب تذكيره بما قال أم لذكر فيرسوس ؟! حرك رأسه نافياً يغمض عينيه يرتب الكلام قبل أن يقول :- كان أحمقاً ما تفوهت به ذاك اليوم؛ اتمنى لو استطيع مسح هذا المقطع.
ارتسمت ملامح السخرية على وجهي لأشير إلى رأسي قائلة " عقلي لا يملك جهاز تحكم ، سيد تيم "
- إذاً لنعطله !
يا لحماسك الإجرامي، رمقته بنظرة حاولت قدر الإمكان جعلها جامدة وياليتني لم أفعل ، لأن هناك مئات الذرات من الغبار قد اقتحمت عيناي إثر هبوب رياح مفاجِئة ، كأنها تُنذرنا لمكان وقوفنا ، وهذا ما شعرنا به بالفعل! جرني تيم معه بينما يقول :- سنكمل نقاشنا خارج هذا المكان.
ألا يمكنه الإقلاع عن عادة جر الناس خلفه كالدواب! نظرت إلى كفه الذي يقبض على معصمي ، ربما شُلت لأني لا أشعر بها " يدك قوية لو كنت تعلم "
أبطأ من حركته ناظراً إلى يده قبل أن يتنهد ، أخذ يدي ثم ثنى ذراعه اليمنى ليجعل يدي تستند عليها كمن يشبكان ذراعيهما قبل الذهاب لساحة الرقص ، هه ! " هذا لطيف بشكل مبالغ " زفر بسخط وكاد أن يتكلم لكني سبقته برفع اصبعي السبابة أمام وجهه ليمهلني ثانية ، أمسكت كفه أشبك أصابعنا ببعضها ثم رفعتها بإبتسامة شقية " هكذا أقفلت على يدك ، لن يهرب أي منا "
قلب يده المتشابكة مع يدي لثانية كما لو أنه يرى طريقة جديدة ! لم تغب عني ملاحظة شبح ابتسامة قد ظهرت على شفتيه ، سأل ببلاهة :
- لما لا نحضر أصفاداً في المرة القادمة ونريح رأسنا !
" ذكرني إذاً ألا أخرج معك في مرتك القادمة "
بعد القليل من المجادلات وصلنا إلى السيارة وصعدت بجانبه في المقعد المجاور للسائق كما جئت ، بصمت أترقب ما يفعله حيث أخرج القطعة السوداء التي اخذها من جوف الكاميرا سابقاً وأدخلها في فراغٍ ما قرب شاشة صغيرة الحجم تتوسط الجزء الأمامي من السيارة ، دقائق من الضغط هنا وهناك على الشاشة التي اكتشفت تواً أنها تعمل باللمس ! ظهر مقطع الفيديو عليها ، ذاته الذي كان في الرؤية " كيف فعلت ذلك !"
- تكنولوجيا هذه الأيام.
تمتم بينما رفع كتفيه ببساطة وأنا بقيت منذهلة بمكاني ، كان تيم مركزاً تماماً على الأحداث التي رأيتها من قبل ظاهرة في الكاميرا ولكن مالم أعلمه هو هذا الجزء الذي وصلنا إليه حينما سقط كل من سام وطوني أرضاً بينما الكاميرا بقيت ثابتة مكانها ..
لم يتبقى أي جسد حي في المكان سوى روبيرت وبعض الرجال الملثمين اللذين دخلوا ، بعضهم أحاط روبيرت أرضاً يثبتوه والبقية حطموا جميع الأجهزة الموجودة وأحرقوا الملفات المخزنة ، فتشوا في كل مكان ولم يلحظوا الكاميرا المخبأة عن أعينهم والتي الأن تحمل شريطاً يثبت براءة المتهم وأنه لم يكن له أي يد بما حدث ، وحينها فقط سندمر المجرم الحقيقي.
كان الإنتظار يمر على الجميع ، على الأرواح الثلاثة لقضية صديقهم ، إنتظار الشبح الملثم للإطمئنان على أحوال عائلته ، إنتظار روبيرت للفرج ! وإنتظارنا نحن له في هذه الغرفة الصغيرة التي لا تحتوي سوى على طاولة وكرسيان على أطرافها ، حقيقةً لم أكن أعلم بأن لتيم معارف هنا حتى يجعلونا نقابل السجين في غرفة التحقيق بدلاً من غرف الزيارات! لسنا من الأقارب ولا من لجنة الحماة والقضاة !
فُتح الباب ليحلق نظرنا نحوه ، أطل شرطيان يقودان هذا الرجل إلى هنا حيث يجلس مقابلاً لي واضعاً كلتا يديه على الطاولة ، تحتويهما الأصفاد بقسوة ، للوهلة الأولى لم أتعرف عليه .. ليس الأمر وكأني أعرفه لقد رأيته مرتين في الأخبار وفي مشاهد الموت ! لكنه الأن شاحب جداً هل بسبب لباس السجناء هذا ؟ لا حتى وجهه مكفهر ، شعره قد أصبح أكثف وأطول ولحيته الخفيفة أصبحت أشد.. بدا أكبر من عمره بكثير
أنتظر حتى غادر الشرطيان ليسأل بتجهم :- أجئتِ تتأملين حالتي ؟ لتكتبين شيئاً عني !
ما مقدار اليأس الذي تآاكلك خلال الثلاث أشهر الماضية ؟ حركت رأسي نفياً ما يخطر بباله ، فتحت فمي لأتكلم ولكن هناك من سبقني بقوله بسخرية " أنت، لا تكن مثيراً للشفقة . " نظرت لتيم أحاول استيعاب ما يحاول فعله وهو يتلفظ الكلام من عنده مستنداً على الجدار يكتف ذراعيه عند صدره ، هز روبيرت قدمه بحركة عصبية سريعة محاولاً إمساك أعصابه لكن كما قلت .. لا طاقة له لتحمل أي شيء آخر وحينما قابل نظرات تيم المستفزة كان قد انتفض نحوه مسبباً ضجة بسقوط كرسيه خلفه ، هذا ما كنت أتوقعه ففي الثانية الأولى كنت أمام وجهه أوقفه " أسمعني من فضلك "
نزع يدي عنه بسخط ، عيناه كانتا مظلمتان بالكامل هَمس يرص على أسنانه بتهديد :- أغربوا عن وجهي قبل أن أتحول لمجرم حقيقي.
أن تتهم باغتيال أصدقاءك ليس أمراً هيناً ، إنه قادر على جعلك مظلماً بالكامل ، هتفت سريعاً " أعلم أنك لست الفاعل ! "
- علمكِ هذا لن يكفي لتبرئتي وتنظيف سمعتي.
" إذاً أجلس حتى أعطيك ما تحتاج إليه "
بدل نظره بيني وبين تيم الذي لم يتحرك شعرة من مكانه والابتسامة الساخرة على محياه ، زفر قبل أن يبتعد فسارعت لأرفع له كرسيه الذي سقط سابقاً مما أثار تعجبه ، ظننت أنه لن يستطيع بسبب الأصفاد ، راقبته يجلس بصمت ثم رمقت تيم بحدة - لا تتكلم هذه المرة - فهم معنى حركتي ليرفع كتفيه ويدير وجهه يتأمل الجدران " أحضرت لك شيئاً من أجلك، سيخرجك من هنا"
وقبل أن يسأل كنت قد وضعت الشريحة السوداء في راحة يده ، عقد حاجبيه بتشوش وهو يقلبها لا تبدو بأهمية ما بداخلها ، سأل بهدوء " وما هذه ؟ "
" التسجيل الخاص بكاميرا سام، ذاك المقلب هل تذكره ؟ "
" يوم الحادثة ! " اتسعت عينيه دهشةً مع نهاية جملته ولا بد أن الذكريات قد اندفعت لرأسه لما حدث ذلك اليوم ، بينما تيم صفق له لوصوله إلى هذه المعلومة .. إنه لن يَكف عن هذا ! لكن روبيرت كان مشغولاً بصدمته التي احتلت ملامحه وهو ينظر إلى الشريحة قبل أن يرفع نظره لي " كيف عرفتما بشأنها ؟ مَن تكونان بالضبط ! "
أن تسبب الدهشة للناس يجعلك تتلقى كثيراً من الأسئلة التي يُصعب الإجابة عليها أو أنا من لا أفقه في تفسير الأشياء ، تدخل تيم مجدداً وهو يتحرك من مكانه
- حافظ على الشريحة وتأكد من تسليمها لمحاميك الخاص بك، لا تتوقع مني مساعدتك أكثر من هذا.
أنت تقرأ
أعمى البصيرة
Fantasíaحينما يهرب القلب ضعفاً وخوفاً من المصائب والاستغلال ؛ يصطدم بالحب ! الذي فتح ذراعيه ملجأً له يحميه من أي كائن قد يؤذيه. هكذا كان السحر الذي جمع بين إيليا الفتاة المسكينة الملقبة بين الناس بـ " المجنونة" و القاتل المأجور تيم الملقب بـ " رجل القواني...