عمر يتّصل ..
محمد : ألو ، أهلاً عمر
عمر : اهلاً محمد ، كيف حالك ؟
محمد : الحمدلله انا بخير و أنت ؟
عمر : في الحقيقة لست بخير
محمد : ماذا حصل ؟
عمر : لقد قابلت امرأة و أشعر أنني معجب بها و لكنها اختفت
محمد : ماذا تقصد بأنها اختفت ؟
عمر : قابلتها في مقهى القرّاء مرتان و لكنني لم اراها مجدداً
محمد : حسناً انا أعرف شخص ما يرتاد مقهى القرّاء كثيراً في الليل ، هل تريد أن أسأله عنها ؟
عمر : نعم من فضلك
محمد : ما اسمها ؟ و كيف هو مظهرها ؟
عمر : اسمها اودري ، هي امرأة ذات جسد يشبه كثيراً جسد راقصات الباليه ، لأنها راقصة باليه .. و هي بيضاء و شعرها قصير و دائماً ما تضع أحمر الشفاه ، و هي جميلة جداً لم أرَ شخصاً أجمل منها .
محمد : حسناً سأسأله و أظن ان غرابة اسمها ستساعدني كثيراً في البحث عنها .
عمر : حسناً اشكرك .. الى اللقاء
محمد : وداعاً .(بعد ساعتان)
هاتف يرن ..
عمر : أهلاً محمد ماذا وجدت ؟
محمد : صديقي يقول بأنه لم يرَ أحداً بنفس الوصف الذي وصفته و لم يسمع عن امرأة اسمها اودري ترتاد هذا المقهى .
عمر (اصابته خيبة امل) : حسناً وداعاً .
محمد : وداعاًأصابت عمر خيبة امل شديدة ، كيف لشخص ما أن يختفي ؟ هل كانت هنا سائحة و عادت إلى بلادها ؟ و لكنها ذكرت انها من بلاده و لكن جدتها بريطانية ، هل من الممكن أن تكون قد ذهبت لزيارة جدتها البريطانية ؟ أو رُبما قد سافرت لدولة ما بقصد السياحة ؟ في الحقيقة لم يعلم عمر سبب الغياب هذا و لكنه بدأ ان يعي بأنه مشتاق ، لقد ظهرت الكثير من المشاعر الغير مألوفة لعمر في أسبوع واحد فقط ! بدأ يشعر بأنه ناقص .. يشعر بأنه ينقصه شيء ما ، هل اودري هي من تنقصه ؟
نعم هو يؤمن بأن أودري هي من تنقصه .(مرّ يومان)
استيقظ عمر كعادته للذهاب إلى الجامعة ، و بدأ في محاولة بنسيان أودري و رأى أن نجاحه بدأ في التقدّم سريعاً ، أدرك أن نسيان أودري سيأخذ أقل من أسبوع .
تجهّز للعمل و ذهب لمقهى القرّاء ، وفي هذه المرّة قرأ ٣ فصول من رواية "كل الأشياء" ، أصبحت الساعة 7:55 و هو دائماً ما يذهب للجامعة في الساعة الثامنة صباحاً ، ذهب ليرمي قهوته في سلة المهملات و بعدها سيجمع أغراضه للذهاب إلى الجامعة ، رمى القهوة و عندما عاد انصدم ، رآها جالسة على طاولته !
عمر : أودريي !؟؟
(رأته أودري باستغراب)
عمر : أين كنتِ طوال هذا الوقت ؟
أودري (بابتسامة) : أهلاً عمر
أودري : سأذهب لإستلام قهوتي و أعود إليك
(تعجب عمر من ردّة فعل أودري ، فهي لم تبدِ أي اهتمام له بعد غياب طويل )قامت أودري من مكانها فانبهر عُمر ، كانت ترتدي فستاناً أسوداً و كان اللؤلو يعانق عنقها ، لم يرَ عُمر أودري بهذا الجمال من قبل ، هل بسبب زيادة اعجابه لها أم حقاً اليوم هي بغاية الجمال ؟
أنت تقرأ
يا خيال واقعي و واقع خيالي
Roman d'amour"سمعنا كثيراً أن الحب يولّد الجنون ، و لكن هل سيستطيع الجنون أن يولّد الحب ؟"