(جورجيا : احدى الولايات التحدة الاميركية)
*ولاية جورجيا ، حقل قطن كبير ، و مسرح مترام للصيد و الرياضة . الحياة الاجتماعية الراقية فيها لا تعدو أن تكون اتقان الرقص و التودد للسيدات . وابناء هذا الاقليم لم تيسر لهم الظروف ثقافة رفيعة و تربية علمية يعتد بها . فمقياس الفتى ان يركب الخيل و يحسن الاشراف على المزرعة .
**سكارلت اوهارا فتاة جذابة من اب ايرلندي و أم فرنسية.
**برانت و ستيوارت تارلتون شابان وسيمان و توأمان متشابهان .
**جلست سكارلت في ظل سقيفة { تارا } مزرعة ابيها الواسعة ، تستقبل التوأمين في ذلك الأصيل من شهر ابريل ، بعد ان طردتهما جامعة جورجيا و هي رابع جامعة تنبذهما ، و تضامنا معهما غادر الجامعة شقياهما الكبيران توم و بويد تارلتون ، احتجاجا من جانبهما في الظاهر وشوقا لحياة المزارع في حقيقة الأمر .
لا عجب ان التوأمين في ذلك الأصيل من شهر ابريل بعد ان طردتهما جامعة جورجيا وهي رابع جامعة تنبذهما و تضامنا معهما غادر الجامعة شقيقهما الكبيران توم و بويد تارلتون احتجاجا من جانبهما في الظاهر و شوقا لحياة المزارع في حقيقة الأمر !
لا عجب ان يعتبر التوأمين هذا الطرد المتكرر نكتة ، ولا عجب ان تجاريهما سكارلت فهي تكره الدراسة و القرأة ولكنها نظرت بطريقة مختلفة الى مغادرة شقيقهما بويد للجامعة لأنه خلاف المعهود في أبناء اسرته ، كان مهتما بدراسة العلوم الثانوية ، بيد ان التوأمين هونا عليه الامر قال برنت :
- إن كتاب القانون متوفر في مكتبة القاضي لماذا يوفرها يا ترى !! ألأنه راغب في الدراسة ، ان الحالة السياسية تنذر بنشوب الحرب بين يوم و اخر بيننا وبين ولايات الشمال .
تكدرت سكار (اسم مختصر لسكارلت) لذكر الحرب و أردفت :
- ان حديث الحرب إشاعة ، فقد علم ابي ان وفدنا في واشنطن على وشك الوصول الى اتفاق ودي مع لنكولن اضف الى هذا أن اهل الشمال أضعف من ان يجازفوا بقتالنا فنحن اهل الجنوب الأشداء ..
قاطعها ستيوارت:
- لكن الامر ليس متروكا لإرادتهم فاذ تولى الجنرال اطلاق مدافعنا على قلعة *** منذ يومين ، فإن تقاعسوا بعد هذا عن قتالنا ....
قاطعته هي هذه المرة و قد ظهر وميض الغضب في عينيها الخضراووين ، قائلة :
- لقد سئمت الحديث عن الحرب ، إنه حديث الجميع ، فإن لم تكفا عن هذا الحديث سأدخل البيت و أغلق الباب على نفسي .
فتعهد لها التوأمان بألا يزعجا مزاجها الرقيق بحديث الحرب مرة اخرى .
فكان على سكارلت ان تختار موضوعا اخر ، يليق بهذه الجلسة الخلية في تلك الساعة الرخاء من ساعات الأصيل ، فسألت التوأمين بخبث :
- خبراني ماذا كان موقف والدتكما عند سمعت بنبإ طردكما من الجامعة ؟؟
ظهر القلق على وجه التوأمين وقال ستيوارت :
- لا ندري بعد ما رأيها بالموضوع .
ردت عليه سكارلت متفاجئة :
- ولكن ! ألم تقل لكما شيئا عند وصولكما بالأمس ؟
رد عليها ستيوارت:
- لقد حالفنا الحظ ليلة امس لأننا وصلنا الى البيت بعد وصول حصان امي الجديد بقليل ، فكانت مشغولة به . وما ان اشرقت الشمس حتى تسللنا من البيت قبل ان تستيقظ ، وتركنا بويد بمفرده كي يوضح لها الموقف و انصرف اخونا توم معنا ، فتوجه الى بيت عائلة {فونتين}وأتينا نحن الى هنا .
تنهدت سكار قائلة :
- مسكين بويد ،.هل تعتقدان أنها ستضربه ؟
قال ستيوارت ردا على سؤال سكار :
- لا اعتقد انها ستضرب بويد ، فهي لا تقسوا عليه كونه اكبرنا سنا ، ومن جهة اخرى اقربنا شبها اليها .
بعد صمت دام لدقائق معدودة أردفت سكارلت :
- وهل هذا الحصان الجديد الشرس هل ستمتطيه والدتكما عندما تذهب الى الحفلة التي يقيمها آل [ويلكز] ؟
رد على سؤالها :
- هذه رغبتها فعلا ولكن ابي يعتقد بأن الحصان لم يتم ترويضه بعد .
سكارلت :
- اتمنى ألا يسقط المطر غدا حتى لا تفسد حفلة آل ويلكز .
ستيوارت :
- ليس من المعقول ان يسقط المطر غدا . ألا ترين هذا الأصلي الذهبي . وأخذ الثلاثة ينظرون الى الشمس وهي تتوارى خلف التلال .
انتهز برنت الفرصة للتودد الى سكارلت فقال :
- نتمنى ألا تكون الرقصات جميعهن معك قد حجزت في حفلة آل ويلكز .
سكارلت :
- طبعا .
ألح برنت على سكارلت أن تسمح له بأول رقصة على أنغام الفالس ، وان تخصص الرقصة الاخيرة لستيوارت ، وفي مقابل ذلك يفضيان لها بسر لم يعرفه احد بعد .
وقع خبر خطبة ميلاني على زين ويلكز ، على سكارلت وقوع الصاعقة ، بيد انها احتفظت بسيطرتها على كامل ملامح وجهها ، فلم يستطع احد التوأمين ان يدرك ما يدور في اعماق نفسها من الاضطراب الشديدة لهذه المفاجأة .
تحير التوأمان ما الذي غير فاتنتهما فلم يجدا بدا من النهوض ، واستأذنا بالانصراف .
نادى ستيوارت عبدهما جيمس فأتاهما بجواديهما ..
*يكمل*
