نص كامل

966 27 1
                                    


بقلم مروى شيحة

خاطرة القصة إهداء من الرقيقة / Ibtissam Soma

لا شيء في الحياة يستحق يأسك فحاذري الوقوف جامدة أمام صفعات القدر وقسوة البشر ..

لاتكوني ظلا للهموم بل ثوري وانفضي عنك أنقاض الهوان والاستسلام ..

لا تنظري للماضي، لاتفكري في أحلام خذلتك لكن ثابري واصنعي من حالات الانكسار بدايات لأحلام جديدة ..

فأحيانا يغرقنا الحزن ونعتاد عليه متناسين ومضات الفرح ..

فإذا كان الأمس ضاع من يديك ويومك يرتب أوراقه راحلا عنك لا تنسي غدا مشرقا يحمل في طياته عبقا لأمل ..

كوني الجلاد والبلسم وأعيدي نثر البسمة فلا عودة لظلام القمقم ..

دخلت لغرفتها مسرعة تهرب من عمتها , لا تريد أن تجلس معهم ليس اليوم تحديدا , على الأقل لتبقى مع نفسها قليلا علها تفكر بصواب أكثر..

رفعت قدميها على السرير لتطالعها في المرآة المقابلة صورتها, تنظر إليها بعيون فارغة...هذه ليست هي, متى كانت بهذا الشكل , الهالات السوداء تحيط بعينيها , ووجهها متعب يبدوعليها الإرهاق , وكأنها بعمرالخمسين ..

وهي التي لم تتعد السابعة والعشرين من عمرها, قامتها قصيرة نوعا ما تقارب المائة والخمسين سنتيمترا , حافظت على جسدها نحيلا , وربما نحيلا أكثر مما يجب لكي لا تعاني من قصرالقامة والسمنة في نفس الوقت!

لطالما تمنت القليل من الطول فقط لكنه حلم لم يتحقق حتى مع الكعب العالي فقد كانت تشعرأن الكل ينظرلكعبها حتى تخلت عنه نهائيا لاحقا, وجهها مستدير كالقمر في بدره , وعينيها وحدهما لوحة فنان أتقن ما أبدع فرمشيها كثيفان طويلان يغنيان عن استخدام المسكارا والكحل , وعندما تستخدمه تبدو وكـأنها إحدى لعب الفتيات لا ينقصها سوى أن تغلف لتوضع في علبة وتحفظ للزينة وشفتيها منفرجتان بشقاوة لا يطبقان إلا لماما يبدوان كمن تستعد لإعطاء قبلة في أي لحظة ...

ووجنتيها منتفختان حمراوان على الدوام خاصة مع بشرتها المرمرية البيضاء , وأنفها صغير معقوف لأعلى بحركة تزيدها رقيا , وشعرها حالك كالليل بطول يصل حتى كفيها تقصه باستمرار ليبرز وجهها ..

نزلت مقتربة من المرآة بهدوء وقد ظهر خصرها واضحا نحيلا بشدة من كثرة التمرينات الرياضية التي لم تتوقف عنها يوما منذ أن عرفت الصبا والجمال .. ترتدي بنطالا قصيرا جدا إلى ما فوق ركبتيها وكنزة بلا أكمام تغطي خصرها وتلف قامتها بحرص ...بدت كلعبة من الشمع لم يشوه منظرها سوى الهالات السوداء تحت عينيها ...

والآن ماذا ستفعل؟

لم يعد الأمر بيدها ..تحب ابن عمها هادي ولكن لسوء حظها فقد دخل والدها مع عمها في شجارعلى الإرث منذ عامين لتتوقف خطبتها وتنقطع علاقة العائلتين ببعض ولا يتقابلوا إلا في المحاكم , والآن تقدم أحدهم لخطبتها وحظها العاثر مجددا وقف في طريقها حيث أن والدها معجب به وأمها بكل بساطة ألقت في وجهها بضعة كلمات عن عمرها الذي قارب مشارف الثلاثين مبررة أنها لا تريدها أن تصبح عانسا .

يقولون لي خياركWhere stories live. Discover now