part ((1))

34 4 2
                                    

هذا  اليوم هو اليوم الأول مما تبقى من حياتك.
جملة نقشها أحدهم على أحد مقاعد سانترال بارك .

إنه صباح من صباحات كانون الثاني/يناير بخليج نيويورك، ساعة زحف النهار على الليل...
نحلق عالياً وسط السحاب الراكضة نحو الشمال فوق جزيرة إليس وتمثال الحرية. الجو بارد،والعاصفة تشل المدينة بكاملها.
وفجأة يخترق السحب طائر فضي الريش، ويهب نازلاً بشكل عمودي باتجاه صف ناطحات السحاب المرتسم في الافق،تاركاً نفسه ينقاد بقوه غامضة تسحبه نحو شمال مانهاتن ، متجاهلاً ندائف الثلج. يحلق فوق غرينيتش فيلاج وتايمز سكوير وآبر ويست سايد بسرعة مذهلة مصدراً صرخات أثارة خافتة، لينتهي به المطاف إلى النزول عند باب مدخل حديقة عموميه.
نحن نوجد عند طرف حديقة    مورنينغ سايد، على مقربة من جامعة كولومبيا.
في أقل من دقيقة سيُضاء الطابق الاخير من عمارة صغيرة بالحي
في هذه الأثناء تستمتع شابة فرنسية تدعى جولييت بومان بالثواني الثلاث الاخيره من النوم .
6:59:57
         58
         59
7:00:00

                *******************
لما رنّ الجرس ، أرسلت جولييت ذراعها بشكل عشوائي نحو منضدة السرير فطوحت بالراديو_المنبه على الارض موقفة بذلك فوراً ((صفارته)) المزعجة
خرجت من فراشها وهي تفرك عينيها ،ووضعت رجليها فوق الأرضية الخشبية اللامعة،وسارت بضع خطوات على غير هدى قبل أن تتعثر قدماها بالسجاد الذي ولك فوق الشرائح الخشبية المصقولة.
قامت مسرعة والتقطت نظارتها  التي كانت تبغضها،ولكن قصر نظرها يضطرها اليها، ذلك انها لم تطق قط العدسات اللاصقة.
عكست لها مجموعة المرايا غير المتجانسة، المُقتناة من متاجر الأثاث القديم ، صورة امرأة في الثامنة والعشرين من عمرها،بشعر متوسط الطول ونضرة لعوب.قامت بتكشيرة عابسة في المرآة ،ثم حاولت على عجل إعادة تصفيف شعرها وترتيب بعض خصلاته الذهبية التي كانت مفتولة حول رأسها.كان قميصها المفتوح وسروالها القصير المخرم يجعلانها تبدو مثيرة وجامحة . غير أن هذا المشهد اللطيف لم يكن ليدوم:إذ سرعان ما التفت في غطاء صوفي سميك ، وضغطت إلى بطنها السخانة التى كانت لا تزال تحتفظ ببعض الدفء؛
ذلك أن نظام التدفئة لم يكن يوماً ميزة من مزايا هذه الشقه التي تكتريها مع كولين منذ ثلاث سنوات.
تنهدت وهي تقول بحسرة : (( هذا ونحن ندفع ألفي دولار في الكراء! )).
نزلت درجات السلم بقدمين مضمومتين وهي مدثرة، ثم دفعت بخاصرتها باب المطبخ دفعه خفيفة. قفز القط الرمادي المخطط السمين ألذي كان يراقبها منذ دقائق إلى ذراعيها ثم فوق كتفها معرضاً بذلك عنقها للخدش .
صاحت وهي تمسكه بأحكام وتعيده إلى الأرض:
_توقف يا جان كامي !
ماي الهر تعبيراً عن سخطه ثم قصد سلته وتكوم.
وضعت جولييت في هذه الأثناء وعاء ماء على النار وإدارت زر المذياع
((....واصلت العاصفه الثلجية التي شلت واشنطن وفيلاديلفيا منذ 48ساعة زحفها باتجاه الشمال الشرقي من البلاد، لتصيب نيويورك وبوسطن.
هكذا استيقظت مانهاتن هذا الصباح تحت طبقة سميكة من الثلج شلت حركة السير وبطأت من إيقاع الحياة في المدينة.
هذآ وسيؤثر سوء الأحوال الجوية على حركة النقل الجوي :فقد ألغيت كل الرحلات المنطلقة من مطاري JFK ولاغوارديا ، أو أجلت كما أن حالة الطرق سيئة للغاية،وتنصح السلطات بتفادي التنقل بالسيارات قدر الأمكان.
وإذا كان المترو سيشتغل بشكل طبيعي فإن حركة الأتوبيسات ستعرف الكثير من الاضطراب . وتعلن شركة امتراك (Amtrack)  للقطارات انها ستقلص خدماتها. كما أن متاحف المدينة ستغلق أبوابها لأول مرة منذ سبع سنوات، وكذلك الشأن بالنسبة إلى حديقة الحيوانات و المعالم السياحية الرئيسة.
وستواصل هذه العاصفة الناتجة من التقاء كتله هوائية رطبة
قادمة من خليج المكسيك وأخرى باردة اتية من كندا، تقدمها خلال اليوم باتجاه إنجلترا _الجديدة (New England) .
لهذا ننصحكم بتوخي اقصى درجات الحذر.
انتم تنصتون لأذاعتكم مانهاتن على الموجة 101.4
اذا اعطيتمونا عشر دقائق على مانهاتن 101.4 ،سنضع العالم بين أيديكم...))

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 16, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أنقدني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن