الثاني & هاربة & صابرين شعبان

6.5K 305 27
                                    

الثاني

ألبسها نجم الخاتم وسط فرح العائلتين و شقيقاتها ملتفون حولها بينما فخرية تنظر إليها بمكر . بعد حديثهم أمس لا تعرف كيف وافقت على جنونها و لكنها لم تستطع أن ترفض و قد اقنعتها . كانت استبرق تجلس بجانب والدتها شاحبة  بعد أن كانت تنظر إليه و هو ممسكا بيدها يدس في اصبعها الخاتم . بعد جلوس الجميع قالت فاطمة بخبث هامسة  " أريد الزواج بأسرع وقت إذا لم تمانع يا نجم السماء"
شحب وجهه قائلاً ببؤس " لم متعجلة للتو خطبنا "
قالت فاطمة بقسوة " لا أريد البقاء في الخطبة لوقت طويل . أنا جاهزة و أنهيت تعليمي و لا أريد وظيفة لم أنتظر . لقد قال والدك بعد شهرين . ليكن شهر واحد فقط "
قال نجم بنزق " أرجوكِ فاطمة لا ترفعي صوتك ليستمع أحد "
قالت فاطمة بصوت حاد ليسمعه الجميع " لم لا يا نجمي لنتزوج بعد شهر .. بابا نجم يقول أنه متعجل للزواج بعد شهر ما رأيك أنت و عمي  عبد الحافظ "
شحب وجه نجم بشدة و كاد يطبق على عنقها و لكنه امتنع عندما نهضت من جانبه و توجهت لمكان جلوس والدها و والده قائلة ببسمة مرحة " ما رأيكم سيكون زفاف كبير  في القاعة الملكية سيكون حفل مشرف للعائلتين "
قال والدها بتعجب أمس فقط كانت رافضة اليوم متحمسة لتقديم موعد الزواج . " و لكن كيف سنحجز في القاعة و الزفاف بعد شهر كما قلت . لا وقت و مكان قبل عدة أشهر"
قالت فاطمة بحماس " لا تقلق لدي صديقة هناك أخبرتني أن هناك حجز الغى يوم التاسع و العشرين الشهر ماذا قلتما "
قالت والدتها بضيق " لم متعجلين هكذا أصبري قليلاً فاطمة "
قالت فاطمة بحزن مصطنع "  لست أنا أنه نجم "
قال نجم بصوت مختنق " لا .. أنا لست "
قاطعته فاطمة " لا تتعب نفسك في قول شيء هما لن يوافقا . لننتظر الشهرين و نقيم الزفاف هنا في المنزل "
قال عبد الحافظ بجدية " لا .لا داعي لتنتظرا . لنقوم بذلك إذا كانت القاعة متوفرة  و أنت جاهزة "
و هكذا أجبرت فاطمة الجميع على العمل على قدم و ساق لينجزو التجهيز للزفاف .. و جاء يوم الزفاف و استعد الجميع للذهاب للقاعة و كانت العروس لدي مصفف الشعر .  جاء نجم ليأخذها لقاعة الزفاف . قال لها بحزن " لم ورطتنا هكذا ألم تستطيعي الصبر قليلاً لحين أجد حلا و أخبر أبي أني لا أستطيع الزواج بك  "
قالت فاطمة ببرود " لم يكن سيستمع لك  "
وصلت للقاعة و البؤس يكلل محياه كادت تضحك علي مظهره . قالت فاطمة بحزم " سأذهب لغرفة العروس لأتأكد من مظهري . أرسل لي أستبرق لتساعدني "
رمقها بغيظ و أنصرف و تركها .  وجد استبرق جالسة بجانب سندس و دهب فقال لها هامسا في أذنها " استبرقي . تريدك شقيقتك البغيضة في غرفتها لتساعديها "
رمقته بغضب " لا تقل هذا عنها " قالتها بقسوة و هى تنهض و تسير لتذهب إليها في غرفتها ..
أجابها نجم بسخرية  " أنها هكذا و هى من ورطني في هذه الزيجة"
قالت استبرق " بل أنت الجبان لم تستطع أن تخبر والدك عنا "
رد نجم بغضب " الغبية لم تعطيني فرصة "
وقفت قائلة بغضب " أنها أفضل منك على الأقل فعلت ما تراه مناسبا و هو الزواج بمن تحب "
نظر إليها بدهشة " تحب من . هل تظنينها تحبني "
أجابت استبرق ببرود " و لم عجلت بالزواج هكذا إذا لم تكن تحبك"
لم يستطع جوابها و هى تفتح الباب لتجد الغرفة خالية . و ورقة مطوية تزين طاولة الزينة بجانبها على الأرض ثوب الزفاف ..

كان والدها يقرأ الخطاب للمرة العاشرة بغضب غير مصدق ما فعلته لقد تركت المكان هاربة و تاركة ثوب زفافها أيضاً .  رفع رأسه ينظر لفتياته المتوترات و زوجته الباكية و والدي نجم الغاضبين و فخرية الممسكة بعصاها هادئة . قال قطب بغضب " كيف لا تحبك و لا تستطيع الزواج بك . ألم تتفقا أنت و هى على الزواج الأن "
قالت فخرية ببرود " لقد أعدت هذا الحديث مرارا قطب . الأن دعنا في الأمر الجاد . ماذا سنفعل في فضيحتنا اليوم و العروس هاربة "
قال قطب بغضب " أنتِ تسأليني أمي "
قالت بسخرية " أسأل من إذن "
قال نادر الأخ الأصغر لفاطمة ذلك النزق تتذكرونه " أنا جائع . الن نأكل " نادر فتي في السابعة عشر  شعر بني و عيون سوداء و قوي البنية من يره يعطيه عشرون عاماً . قال والده زاجرا " أيها الأحمق لقد هربت أختك من الزفاف طعام ماذا الذي تبحث عنه "
قال نادر بخيبة " ذلك في الأسفل في القاعة الن نتناوله "
قالت فخرية بغضب " لقد تسبب هروبها بفضيحة  لنا و لوالدي نجم ماذا سنفعل كيف سننقذ الموقف قبل أن يعرف أحد ما حدث "
قال والد نجم متدخلا " ليتزوج سندس شقيقتها فهى مناسبة له كفاطمة فهى ..... "
قاطعه نجم بخشونة " لا إذا لم تكن فاطمة ستكون استبرق . أنا سأتزوج من استبرق و لا أحد أخر "
نظر إليه والده بغضب و لكنه لم يعلق . حسنا  لقد وضعتهم تلك الغبية في موقف حرج . ماذا سنفعل غير القبول بأي شيء "
قالت فخرية بحزم " حسنا هيا جهزوا العروس فالوقت يمر "
قالت استبرق بحدة " و من قال أني سأوافق على الزواج بخطيب شقيقتي .ستعود بالتأكيد و تطالب بعودتهم ربما هى خائفة قليلاً و ستعود ",
قالت فخرية بحنق " لو كانت خائفة لهربت بثوب الزفاف و لكنها على ما يبدوا اتخذت قرارها بأنها لا تريد الزواج الأن "
قالت استبرق بحدة " حسنا لن أتزوجه أيضاً . فهذه تعد خيانة .."
قال نجم بنزق " و إن عادت لن أتزوجها بعد هروبها . هل تريدين التسبب في فضيحة للعائلتين برفضك عندها سيعلم الجميع بهروب فاطمة "
صمتت استبرق و لكن ضميرها لا يطاوعها على فعل ذلك بشقيقتها . قالت فخرية بحنق " هيا تحركن لتساعدنها الزفاف أوشك وقته على الانتهاء "

قالت هامسة بحنق " أخبرتك أن لا تذهبي لدى براءة . لديها شابين وسيمين أيتها الحمقاء "
قال الطرف الآخر " أنهم يعدوني كشقيقتهم لا تخافي . كيف الحال"
ردت بنزق " زواج سريع و طلب رقم التحري الفز لبدء البحث عنك "
ضحك الطرف الآخر بمرح " فليبحثوا ستعود الهاربة  برغبتها و ليس ذلك التحري الخارق سيجدها أراهنك بعشرة جنيهات فضية إصدار العام أني سأعود وحدي دون أن يستطيع الوصول إلي "
قالت فخرية بحنق " انتبهي لنفسك و سأري  ماذا فعل والدك مع الظاهر بيبرس "
قالت فاطمة ضاحكة " ماذا .. ما اسمه "
قالت فخرية بسخرية " بيبرس على اسم القائد المملوكي الأشقر ذلك "
سألتها بلهفة " هل هو أشقر "
ردت فخرية بسخرية " بل حالك السمرة و مخيف و لكني أعترف بأن دقاتي تسارعت عند رؤيته "
هتفت بها بدهشة " جدتي "
قالت فخرية بمرح " ماذا أنا أظل امرأة و لو كنت عجوزا تخطيت الثمانون "
قالت فاطمة برقة "بل أنتِ ستظلين شابة القلب جدتي . وداعاً الأن"
أغلقت الهاتف و خرجت لترى ماذا سيفعل ذلك البيبرس ليصل للهاربة ...

**★**★**★**★**★**★**★**★**★**

هاربةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن