البارت الأول

31 7 22
                                    

البارت الأوَّل

لم أتوقع أن تكون حكايتي شيئٌ يقال، فبعمري لم أتخيَّل أنِّي سأكون في محطَّةِ زواجٍ إجباري أخضعُ له و أيامي لا تكاد تنهي السابعة عشرة من العمر...!
أجبرُ شفتي المصبوغتان بالحمرة على الإتساع ببسمةٍ ترضي المحيطين بي، بينما مقلتي البنيتان تحارب مقاومة الجفون لتخرج ساقطة لولا تماسكي الذي لا اعرف إلى متى يدوم ..

كنت أستشعر نظرات المقت و الإستياء من الفتيات الذين لم يكتفوا من الهمس و الحديث بين بعضهن ، واضحٌ أنَّني سلبتهن حلمَ الإقتران بأحمد ، ذاكَ الذي أصبحتُ رهينة خدمته و ليتهم يعلمون...

و هذا ما يزيدني إرتباكاً، فعلامَ هذا الثوب الناصعُ الذي هو رمز العرائسِ قد طوَّق جسدي ؟!
لا زلتُ أذكر كيفَ استشاظ أبي غضباً و بات ينهالُ عليَّ ضرباً لأجلِ اتصالٌ مني إليه...!!!

••••••••••••••
••••••••••••••

قبل 20 يوم»»»»»

طقسٌ مشمسٌ كالعادة، لم يكن هناك َ إلاَّ حرارةٌ تلهب الأجواء حتى تكاد تصهر الجهود ...
و لازلتُ أقف على قدمي أنتظر أمامَ بوابةِ المدرسة ،الوضعُ غير محتمل بحق و لهذا بادرتُ بالإتصال على والدي الذي وعدني بالمجيئ لإيصالي منزل جدي ككلَّ يومِ أريعاء ...
أجل فهو اليوم المنتظر للتجمُّعِ العائلي المعتاد، و والدي قد تأخَّر جداً..
رفعها ليسمعني فوراً أنَّهُ على مقربة من مكاني، لكني لم اجعل هذا نهاية المحادثة هذه بعدما وقفتُ قرابة النصف ساعة.تهت هجير الشمس الحارقةِ هذه ،بل قلتُ بإعتراض

-و متى إذاً ؟؟...دقائقُ و سوفَ يغمى علي صدقاً، أسرع فقط أبي ...

صرخته علت بوجههي و كأنني من جعلته يقف كلَّ هذه المدة ينتظر ، و حتَّى لو تنزلت و كنت كذلك، فهو لن يشعر بهذا الإختناق و أنا ملفوفة بهذا القماش الأسود...

كان يطلق لحروفه عنان معاتبتي دون توقف و أنا أصغي على مضض حتى سمعتُ صرخةً دخيلة....
هوَ صوتُ والدي ، لكن صرخته لم تكن موجهةً لي ...
و ما جعلني أصرخ منادية هو صوت ُ مكابحَ السيارة !
بدأتُ بياءِ نداءٍ و رجاء لأبي ، و قلبي يدعوا أن يكونَ بخير ..

-أبي ..؟ يا أبي هل أنت بخير ..؟! ، أبي أجبني أرجوك ...

•••••••••••••
•••••••••••••

-مهى ، مهى...
أجفلتُ لحظات قبلَ أن أجيبَ عمتي والدة أحمد بالإيجاب مرتبكة : ماذا هناكَ عمَّتي ؟
إبتسمت بحزنٍ تلقيته و كأنها ترسم حزن حياتي الآتية و قالت : أحمد سيدخُلَ الآن ، لكن تعلمين...لوضعه الخاص سيدخله أخوه مؤيَّد.
حرََّكتُ وجهي إيجاباً و استقبلتُ ما وضعوهُ عليَّ من قماشٍ ملونة وضعت لغطاء شعري و جسدي ، بل حتى وجهي بالكامل !

لجمال حياة رسمتها الأقدار نسعى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن