أنا لم أتغير ...
هي الرؤية من اتضحت عندي أكثر ...
أدركت احجام الناس من حولي ... وبدأت أعرفُ ما يتدارى من معاني خلف الكلمات التي تُنطق ...
وعرفت أن الخيبات كالدواء سأتجرع مرها لأنعُم بالشفاء ...انا لم أتغير ...
هي فروقٌ في الأشخاص كشفتها لي المواقف ، وفضحتها لي العقبات والنجاحات...
صدماتٌ تلتها صدمات جعلتني أعود معهم الى الوراء خطوات ... جعلتني أضع كلاً منهم في موقعه الصحيح و في منزلته التي يستحقها...... ومع الكثيرين عدّت الى خط البدايه من حيث دخلوا حياتي ... غرباء ...
انا لم أتغير ...
لكني عرفت قيمة نفسي و وضعتها في القمة ولم اعد ارهقها ... فابتعدت حتى لا أَتئذى أكثر... حتى لا أُصدم اكثر ... حتى لا ارى الشجعان جبناء ... والأصدقاء أعداء... والاقارب غرباء...انا لم اتغير ...
ولم أشىء العزلة يوماً... لكني رفضتُ العتب ... وترفعتُ عن الجدال... ووفرتُ طاقتي بهما لما يستحقُ أكثر ...مواقفي لم تتغير ... مبادئي ثابتة كأُسس الجبال و نواياي واضحة كقممها ...
لكني رأيت النفوس تتبدل ... والمعادن تتحول ... وأنهار الخير عند البعض تتعكر ...
فأدرتُ ظهري لكل هذا وإبتعدت ... لأبحث عن من يقدر وجودي ...
ليس لشيء سوى لأني لا أريد أن أتغير ...