التاسع
كان قطب ثائرا و هو يسب و يلعن و هو يوبخ نادر على عدم حساسيته بينما فاطمة تتشهد أنها نجت الأن من قبضته قالت فخرية بقلق " بني نحن نعتذر منك ألتهينا بفاطمة و لم ننتبه لك . ماذا حدث لك و لم أنت تنزف مجدداً هل تضرر جرحك "
و كأن حديث فخرية نبهه لشعوره بالتعب و الألم في ذراعه و أن الإرهاق قد استبد به فجأة مع ذكرها لإصابته قال بيبرس بهدوء " أنا بخير "
خرجت صرخة فاطمة و شهقة من حلق فخرية و هما تريانه يسقط على الأرض كالحجر دون مقدمات . جثت فاطمة بجانبه و هى تصرخ فزع " أبي لتطلب طبيب بسرعة "
رمقته فخرية بقلق و جاء والدها و والدتها و أخواتها الذين تجمعوا حولهم و نادر الذي قال بنزق " هل مات في منزلنا "
لم يجيبه أحد و قطب يراه بقلق و هو مدد كالجلمود زفر بحرارة قائلاً " هذا ما ينقصني الأن سأذهب لأجلب الطبيب الذي أفتتح عيادته أول الطريق " خرج من المنزل مسرعا ..
سألت فخرية بقلق " ما الذي حدث له "
قالت فاطمة بحنق " مؤكد نزف كثيرا هذا الرجل أحمق للغاية لقد حطم الباب هناك بذراعه و هو مصاب و لم يقبل بالذهاب إلى للطبيب قبل أن نعود "
قالت فخرية بحنق " هل الوغد حطم باب منزلي "
رمقتها فاطمة بحدة قائلة " هل هذا يهم الأن أن بابك تحطم و ليس الرجل الذي ربما يموت الأن في منزلنا و يظنون أننا قتلناه "
قالت فخرية بلامبالاة " لا تخافي عليه أنه كالدب لن يموت من رصاصة في ذراعه يجب أن تأتي في قلبه مباشرةً "
قالت فاطمة بعنف" جدتي توقفي عن وضع مشاهد في رأسي أيتها المرأة القاسية "
قالت فضة بهيام " أنظرى كم يبدوا وسيما حتى و هو فاقد الوعي يبدوا أليفا كقط كبير بهذا الشعر على رأسه أنه اءمن من و هو مستيقظ "
قالت دهب باستنكار " أين هذه الوسامة أنظري إليه أنه كمن أحترق من كثرة أخذه لحمام شمس على الساحل . أن أفضل شيء به حقيقة هو عيناه أنها رائعة أقسم أنها تضئ في الظلام كعين القطط "
أجابهم نادر بنزق " أيتها الحمقاء أنتِ و هى إذا كان هذا وسيما ماذا أكون أنا عفريت "
كانت فاطمة تنظر لشقيقتيها و أخيها العديمي الإحساس فاغرة فاه و هم يتحدثون كأن لا هم لديهم و لا رجل ينزف دم على أرض ردهتهم التفتت لوالدتها قائلة بعنف " ألا شيء تقولينه لهم سيدة قطوف "
قالت والدتها ببرود " ماذا سأقول كل ما يحدث بسببك إذا لم أتحدث أمام والدك هذا لا يعني أني سأمرر لك ما فعلته ثانياً "
جاء والدها قائلاً " لقد أحضرت الطبيب معي "
دلف شاب طويل نحيف الجسد يرتدي بذلة زرقاء قاتمة ضيقة مظهره رشاقة جسده . ما أن رأى بيبرس قال بحزم " ليرفعه معي أحدكم لنضعه على الفراش أم سأعاينه و هو على الأرض ملقى "
قال قطب بضيق " حسنا لنحمله أنا ذهبت إليك من شدة قلقي و كما ترى المنزل ليس به غير النساء "
قال نادر بنزق مستنكرا " أبي ماذا تقول و ما أنا فرخ بط "
نظر إليه قطب بحنق مجيبا " أغرب عن وجهي أيها الأحمق ليتك كنت لكنت أكثر فائدة على الأقل مع كل ما تتناوله من طعام سنأكلك نحن في النهاية عندما تسمن "
قال الطبيب بنفاذ صبر " هل يساعدني أحد أم سأتركه و أرحل"
قالت فاطمة مسرعة " أنا سأساعدك تفضل معي "
جثت فاطمة بجانب بيبرس و أمسكت بذراعيه سألها الطبيب باهتمام " هل تستطيعين فالرجل ضخم و يبدوا يزن طنا "
أومأت برأسها موافقة فرمقها بعيون فضولية و حمل معها بيبرس و رغم أنه ظن أنها لن تستطيع إلا أنها رفعته معه و وضعته على الأريكة . فتح الطبيب حقيبته و فاطمة تضع وسادة تحت رأس بيبرس . سألها باهتمام و هو ينزع عنه قميصه " هل هو زوجك أم قريبكم "
ردت فاطمة باستنكار " لا بالطبع ليس زوجي أنه .... امممم صديق العائلة و قد أصيب و هو .... أا اه و هو يفتح لنا الباب الذي علق على أمي ... أقصد جدتي ..لم يكن أحد هنا لذلك .. هل تعاينه أرجوك لنطمئن دكتور ... ؟"
قال الطبيب بهدوء " مراد فاروق أحمد "
كانت تود أن تقول نحن لن نناسبك لتخبرنا باسمك كاملاً ليأتيها صوت جدتها الساخر يقول " سنك و عنوانك أيضاً لنسأل عنك مناسب أم لا "
أجاب مراد بخبث " لم لا سيدتي أرى سأكون مناسبا لإحداهن بالتأكيد "
رمقتها فاطمة بغضب و قطب يقول بجدية " أرجوك أخبرنا ما به السيد بيبرس "
نظر إليه مراد بتعجب سيد أليس قريبهم كما تقول . رن هاتف بيبرس لتمسك به فاطمة و مراد يقوم بتنظيف جرحه و تقطيبه مرة أخرى نظرت للمتصل لعله أحد أقاربه . ميار . من ميار . فتحت الهاتف تجيب بحدة " نعم سيدتي ماذا تريدين الأن من السيد بيبرس "
أتاها صوت نسائي ناعم يقول " من أنتِ و لم تجيبين على هاتف أخي هل حدث له شيء "
و كأن فاطمة أزيح من على كاهلها حمل ثقيل و هى تقول " السيد بيبرس فاقد الوعي لقد جرح ذراعه مرة أخرى عندما يفيق .. ... "
قاطعها صراخ المرأة و هى تقول بخوف " عز الدين أنه بيبرس مصاب مرة أخرى "
لم تعرف فاطمة هل تغلق الهاتف أم تنتظر و هى تستمع لحديث المرأة العصبي مع أحدهم .. بعد قليل قالت المرأة بأمر " أعطيني العنوان سريعًا لو سمحتِ "
أعطتها فاطمة العنوان و هى تقول في نفسها غليظة مثل أخيكِ .. أغلقت الهاتف لتقول لوالدها بتوتر " أنها شقيقته ستأتي لهنا "
قالت فخرية براحة " جيد حتى يعود معها فلا يصح أن يظل رجل غريب في المنزل المليء بالنساء "
قال نادر بحنق " هل أنا شبح أمامكم ألا تعرفان تحديد جنسي مثلاً"
قال قطب بغضب " أصمت يا أحمق أنها تتحدث عن شقيقاتك "
أنتهى مراد ليقف منتصبا و قد أصابه صداع من هذه العائلة المجنونة . " هل تأخذون أنتم روشتة الدواء أم أنتظر لأعطيها لشقيقته عندما تأتي "
سألت فخرية " هل هو بخير "
قال مراد بلامبالاة " كالثور سيدتي يبدوا أنه لم يكن ينال قسط وافر من الراحة مؤخراً و لم ينزف كثيرا لدرجة فقدانه الوعي يبدوا أنه متعب من قلة النوم أو لا يأكل جيداً "
قالت فاطمة براحة " حمدا لله لن يمت صحيح "
قال مراد بسخرية و هو يراقب الوجوه المرتقبة جوابه " لا تقلقي لن يمت الأن على الأقل "
قال قطب و هو يشير إليه ليجلس " تفضل بالجلوس قليلاً دكتور ماذا تريد أن تتناول "
قال مراد بسخرية " حبة مسكن للصداع فقد أصابني منذ جئت لهنا"
رفعت فخرية حاجبها بحنق أنه ثقيل الظل حقاً . " نعتذر منك فقد ارتعبنا فقط "
قال مراد باسما " لا بأس سيدتي يمكنني أن أنتظر شقيقته عندما تأتي و تناول كوب عصير "
أشار قطب إليه ليتجه معه لغرفة الجلوس تاركا زوجته تتحرك لتعد العصير بينما عادت الفتاتين لغرفهم و فاطمة و فخرية يبقين مع بيبرس . سأل نادر بنزق " هل أظل معكم لحين يأتي أقاربه أم أذهب "
قالت فخرية بسخرية " أذهب يا حارس المغارة ليس هناك ذهبا ليسرق "
جلست فاطمة على طرف الأريكة عند قدمي بيبرس فقال نادر بحدة
" أنهضي لا تجلسي بجانبه المقاعد كثيرة "
نهضت فاطمة لتمسك به من ياقة قميصه من الخلف قائلة بتهديد
" ألا تلاحظ أنك تتحدث مع شقيقتك الكبيرة . هل تظن نفسك رجلاً لتتحكم بي "
خلص نادر قميصه من يدها و قال بعنف " أنا رجلاً أختي ما هذا الذي ترينه زينه "
نظرت فاطمة لشاربه الخفيف الذي بدأ ينبت قائلة بسخرية " عليك أن ترويه جيداً حتى يكبر "
قالت فخرية بملل " أذهب يا ولد لترى ماذا ستفعل و لا تصدع رأسنا معك "
خرج نادر بغضب قائلاً " لا أعرف لم لا يحترمني أحد في هذا المنزل"
دق الجرس فذهبت فاطمة لتفتح قائلة " مؤكد هذه شقيقته قد أتت"
فتحت الباب لتجد أمامها امرأة شابة تكبرها ربما بعدة سنوات و دموعها تغرق وجهها و خلفها يقف رجل يعلوها بعدة انشات متوتر الملامح . قالت ميار بخوف " أين بيبرس أين أخي "
قالت فخرية من خلف فاطمة " تعالي يا فتاة أنه هنا لا تخافي هو بخير الأن فقط لم يكن ينام و يأكل جيد الفترة الماضية هكذا قال الطبيب "
دلفت ميار لتتجه لبيبرس بلهفة و هى تجلس بجانبه قائلة بلهفة
" أخي حبيبي أنهض طمئنني عليك "
قال عز الدين مهدئا " هو بخير ميار لا تقلقي يبدوا أنه كان يعمل كثيرا الفترة الماضية فلم يكن يهتم بنفسه "
نظرت لفاطمة قائلة بتساؤل " هل أنتِ ... "
نظرت فاطمة إليها بحيرة " أنا ماذا "
قال عز الدين بجدية " فقط تسأل من أين جئت به "
قالت فخرية بهدوء " لقد كان في مهمة لنا و لم نكن نعلم أنه سيصاب مرة أخرى "
سألت ميار باكية " لم ما هى هذه المهمة التي فتحت جرحه مرة أخرى "
مطت فاطمة شفتيها بضيق ما هذه الدراما مؤكد معتادة على أصابته في عمله لم الجلبة من أمر بسيط كهذا " لا شيء لقد ضرب ذراعه بالباب و لم ينتبه "
قالت فخرية بحنق " أجل لقد حطم باب منزلي و عليه أن يصلحه عندما يفيق "
خرج قطب و مراد الذي كان يبتسم بهدوء و الأول يقول " سعدت بالحديث معك دكتور مراد فلتأتي لزيارتنا "
رد مراد قائلاً " و أنا أيضاً .. بالتأكيد سأعود مرة أخرى يشرفني ذلك سيد قطب "
قالت ميار بلهفة " هل أخي بخير دكتور "
قال مراد بهدوء " أجل سيدتي هو بخير و يمكنه العودة معك لمنزله فور أن يفيق "
التفت لفاطمة قائلاً باهتمام " يسعدني التعرف عليك آنسة فاطمة "
رمقته فخرية بسخرية " حسنا يسعدنا نحن أيضاً التعرف عليك دكتور يبدوا أنك تريد أن تعطينا عنوانك و سنك بالفعل "
كانت فاطمة تود لو تضع راحتها على فم جدتها ما هذا هل تدلل عليها الآن تبا لذلك لم تكد تتخلص من أحدهم . قال مراد باسما " ربما سيدتي أراكِ فيما بعد إلى اللقاء "
رحل مراد فالتفتت فخرية لميار قائلة " لم لا تجلسان في غرفة الجلوس لحين يفيق "