07

143 58 5
                                    


فتح عينيه بالتدريج ليحدق إلى الجهة الأخرى من السرير فيجدها فارغة، من المؤكد أنها غادرت الغرفة ما إن استيقظت.

ابتسم بخفة فهو قد نام بعمق وغمرت الراحة أوصاله كونها كانت بين أحضانه ليلة البارحة، فبعد أن رفضت الابتعاد عنه وتشبتت بعناقه لها اضطر إلى أن يعانقها إلى أن نامت بين ذراعيه ليحملها آخذا بخطواته نحو سريرها.

آنت بانزعاج ما إن كاد يبتعد عنها و لكن هو لم يمانع بالطبع بل ابتسم باتساع وضمها إلى أحضانه أكثر.

نام ما إن غمر الدفء قلبه، فأوديت تبقى الفتاة التي تربعت على عرش قلبه و تغلغلت صورتها داخل تفكيره لتترسب في وعيه و لاوعيه أيضا.

استقام من على السرير بسرعة، هي غير موجودة وهذه فرصة ليفتش غرفتها جيدا ففي المرة السابقة لم يعثر على إجابات شافية لأسئلته.

توجه نحو حمامها الخاص أولا إلا أنه كان حماما عاديا كغيره من الحمامات، زفر بحنق واقفا وسط الغرفة؛ فنفس ما وجده في المرة الفائتة هو ما يوجد حاليا أي أنه لن يستفيد شيئا.

قرر المغادرة بعد أن  مل من البحث دون جدوى، لكن لم مازال حدسه يخبره أنه قد يجد شيئا يقوده إلى اكتشاف سر تغير أوديت بهذا المنزل خاصة؟

رفع رأسه للسقف متنهدا بانزعاج إذ به يلمح بابا صغيرا مغلقا بقفل على شكل قلب غطى الصدى بعض أطرافه، هو يعلم لمن هذا القفل، إنه يخص أوديت، نعم فهو من قام بإهدائها إياه عندما كانا صغيرين وذلك حتى تستطيع إقفال مكانهما السري.

'العلية'
صرخ عقله داخليا ليتجه سريعا نحو سلم في الخزانة الخاصة بالبستاني، ثم وضعه بشكل أفقي بمحاذاة باب العلية، صعد درجات السلم بسرعة رهيبة وفتح القفل بواسطة مشرط أسود يخص أوديت.

دفع الباب بخفة ليصدر هذا الأخير صوت صرير مزعج و تنتشر ذرات الغبار في المكان بسبب ارتطامه مع تلك الأرضية الخشبية المهترئة و المليئة بالأتربة.

خطا للداخل وصوت الخشب المتآكل يسمع مع كل خطوة دليلا على الإهمال الشديد الذي تعرض له هذا المكان.

استغل هاتفه كي ينير المكان ويرى بوضوح فقد كان المكان حالك الظلام حقا، أول ما وقعت عليه عيناه تلك الدائرة المحيطة لنجمة خماسية بلون أحمر قان؛ يبدو أن الرسمة خطت من الدماء.

لاحظ أيضا تلك الشموع الموضوعة على أطراف النجمة والتي قد ذاب نصفها تقريبا، كما لمح الجمجمة ذات التعابير المخيفة الموضوعة في مركز الدائرة.

هو يعلم جيدا أن هذه أحد طقوس السحرة لاستحضار روح شريرة أو أي كيان مظلم يتغذى بحزن الآخرين وخوفهم ويعتبر الدماء مشروبه المفضل.

تراجع للخلف ببطء ونظره لازال معلقا على تلك الدائرة التي تتوسطها النجمة الخماسية المحاطة بدائرة قانية اللون، يبدو أنه بدأ يحصل على إجابات تطفئ القليل من فضوله.

لعنة داجيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن