" كنت اقود السيارة غاية العودة للبيت بعد انتهائي من هذا العمل المتعب لكاهلي وبعد انا شارفت الوصول الطريق الذي امر منه دائما كان تحت الصيانة لذا اضطررت لسلك الطريق الثاني الطويل وها انا الان ذا اسير بسيارتي فيه بظلامه وتهالكه ما يسندني ضوء القمر لان اضواء السيارة نفذت طاقتها ومن حسن حظي ان القمر واضح في هذا الطريق بالذات، حسنا بعدها لمحت شيئا غريبا ،مجموعة رجال مخيفون يلاحقون شابا صغيرا وهذا ما دفعني الى اللحاق بهم... "
" كنت اجري واجري " ولا زلت اشعر باقدامهم تحفر الارض خلفي " " لخشونتها مقارنتا بقدمي الضئيلة " " التي بدأت تؤلمني حقا " " كنت خائفا " " ارتجف " " ابكي " " اركض نحو المجهول ! " " منذ هربت من بيت عائلتي وانا تائه ! " " احسست انه لا فائدة ترجى مني... " " وانني مجرد عبأ اهلك هذا العالم الواسع " لا يغرك " وسع هذا العالم ..." يا ليته يملك " ذرة " من الرحمة " حسنا هنا انا وجدت نفسي " " محاصر بواسطة طريقا مسدود " " وكأنه كان يناديني ويقول ان ' نهايتك موجودة عندي ' " سمعت قهقهاتهم القذرة خلفي لذا استدرت .." " مستسلما مغلقا عيناي مسلما امري للقدر " " اما تخدث معجزة وانجو او انها نهايتي فعلا .." " فتحت عيناي لم اراهم .. لانني رفعت رأسي " " لمنقذي من الظلام " " القمر " " هذه الكرة المنيرة التي رأيتها في بدايتي .." " سأرها في نهايتي .." " ارأيت سخرية القدر ؟" " لم اكن مضطر للنظر اليهم لاعرف انهم يقتربون " " قهقهاتهم اللعوبة كافية بالغرض " " احسست بيده الخشنة تنحط على وجنتي المتهالكة" ".. بالدموع .. " " انا اكره هذا الشعور .." " اكره حين يلمسني احد .. " " كان هذا عندما شعرت بهالة مظلمة تحيطني " " واليد التي كانت مستقرة على وجنتي " " لم اعد اشعر بها " " فقط شعرت بشيء قاسي سقط على الارض " " وكأنما حدث زلزال " " فتحت عيني لأندهش من الذي رأيته " " الرجل الذي كان محاصرني ونظرة الاسد " " الذي حصل على فريسته للتو " " اراه امامي بنظة الغريسة خائف " " ينظر لشيء ما امامي ويرتجف " " وبقية الرجال فروا هاربين " " ما الذي يحصل هنا ؟ " " رفعت رأسي لأرى شخصا امامي .." " ظهر واسع " " اكتاف شبه عريضة " " طويل " " وكم كنت قصيرا بالنسبة له لدرجة اني.. " " لمحت فكه الحاد فقط .." " وعندما استدار لي لم اشعر الا وبقدمي تتزحزح " " وندائه علي بــ... " ' يا ايها الصبي '
