Part title

846 5 0
                                    

لكي تعرف احداث اي قصه يجب ان تعرف ما حدث..لتتنبأ بما سيحدث او تستنتج الاسباب التي ادت لحدوث كل شيء...لكن هنا لن تحتاج لهذا...ليس مهما ما حدث لن تحتاج الماضي للفهم
كان الوقت ليلا...ها هو ذاك القمر بسكينته وهدوءه عكس جرأه وشراره الشمس..بنوره الفضي يعكس اشعتها ليشعر بارتياح لتأديه عمله..ليسكن وينام هو الاخر..
المكان كان احد الفنادق العملاقه من النوع الذي لن تقيم فيه الا اذا كنت مؤمنا جدا بأنك تعيش حياه واحده ....
الفندق مشتق من احدى قصص المدن الفاضله...حتما الحب في الهواء...ربما تكون صحيحه هذه العباره في هكذا اماكن مملؤه بالحميميه والرغبات الرومانسيه...لم يكن الحب ماهو موجود فقط في الهواء..كان الجو اشبه بسباق ..بين الحب المتمرد والرغبه الكاسره وايضا الامان...في غرف الفندق مثلا كانت الرغبه الكاسره متقدمه في السباق بكل تاكيد وينافسها الامان...اما بالنسبه للمطعم فكان الكل متساوٍ في هذا السباق ..المطعم هائل بطاولات لخمسه كراسي او كرسيان..لكن لو كنت تجرب شعور العزله يمكنك طلب الطعام لغرفه الفندق او الجلوس عل البار المفتوح وهو عده مقاعد متقاربه من الستيل مبطنه بالقطن الخشن وبفصل ببنك وبين النادل في البار حاجز من الرخام المفتوح يقوم هو بخلطاته وهزهزته للكؤوس وانت تنتظر او ربما تتبادل النظرات مع احدى الاناث في المقاعد المجاوره..ربما يمكنك الاكتفاء بالقراءه لو اردت ان تجذب الانتباه..
اضاءة المطعم الصفراء كانت تنعكس على وجهها...
فرقه اوركسترا تعزف باللات الزرقاء فقط لهذا سمي الفندق..blue French horn hotel
كانو ثلاثه ببدل سهره يعزفون رجل يبدو فرنسي بشارب طويل وسيده شعرها ملفوف ببكله ممتلئه الجسم والاخير شبه اصلع بنظارات كانوا مقابل البار يعزفون في الخلفيه لحن هادئ وفي فترات الطعام كانوا يتوقفون وتشغل الجاز بدلا منهم وهذا كان افضل شيء
لا توقف الموسيقى...
لما هي سارحه الفكر هكذا؟
قال لنفسه بعد ان نقل بصره يسارا ليراها والتفت بسرعه بنظره الى النادل
جميله مثلها لا يجب ان تفكر طويلا او تسرح هكذا..هل تنتظر احدا؟هل تتمنى احدا ؟

نظره سريعه كانت كافيه لحفظ ملامحها البيضاء بشعرها الاشقر الناري وفستان اسود مفتوح الظهر بسحاب من الخلف من الممكن ان يدفع احدهم عمره لسحبه للاسفل او حتى لمسه... الجو كان جميلا نسمات دافئه بخيط من الحراره اللطيفه..امرأه مليئه بالاعاصير التي تنتظر هبوبها لن تعرف ما يجري داخلها الا اذا تراخيت والقيت نفسك بهذا العاصف العاتي
عندما رأها لم يدوي في عقله الا ثلاثه اصوات..
موسيقى الجاز في الخلفيه وتوقيتها الممتاز..
صوت كعبها الاسود وهي تقترب
صوت من رأسه يقول كلمه واحده الا وهي (ماهذا الجمال)
انحسر المكان..لم يعد اي شيء غيرها مهما...كل مافي المدينه اصبح اقل من عادي
كان يفصل بينهم مقعد واحد فقط..عندما نظر ناحيتها ظن بأنه يحلم لكن سرعان ما فرض الواقع نفسه زاهيه..نابضه بالحياه
ان هذه المركبات الكيمائيه المدعوه بالفيرمونات لو كانت قابله للاشتعال لاحترقت المدينه باكملها على وقع انجذابها لرائحته
ماذا تحب ان تشرب قال النادل
-فاجئني قال هذا فقط ليتخلص منه ويعود ليسترق النظرات..

حلقة النعيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن