فتح عينيه ببطء ليجد نفسه فى غرفة بيضاء تماما خالية من الحياة باردة كالموت يحاول الحراك لكنه مكبل بالاصفاد ، يقتربون منه اصحاب المعاطف البيضاء بحذر و فى ايديهم ادوات كهربية اقترب احد الرجال و هو يسأله بهدوء : سيد شوقا هل تتذكر الحادث الذي حدث معك فى ذلك اليوم ؟!
شوقا : يغمض عينيه محاولا تذكر اى شيئ لا يري شيئا سوى ليل مظلم حالك يضويه نيران الحريق المشتعلة لا يسمع فى اذنيه سوى صوت صراخ مدوي فتح عينيه بسرعه و قال صارخا : لا شيئ لا استطيع التذكر دعوني اذهب و الا ستندمون ...
قال السيد يوهان : لا تضغطوا عليه ربما سيتكلم لاحقا ... ثم ابتسم ابتسامه حقيرة و امرهم بالخروج من الغرفة .. و هكذا خرج الجميع و تركوا شوقا بمفرده . شوقا اقسم انني سوف اجعل كل شخص تسبب فى هذا الامر يتذوق الالم و يعيش العذاب الذي تذوقته انا .. اغمض عينيه و حاول السيطرة على انفاسه و دقات قلبه المتسارعه محاولا اخراج طاقته الداخليه مرت بضعه دقائق و بدأ يستعيد طاقته و هنا تحرك بعنف شديد فكسرت الاصفاد فقفز عاليا حتي وصل الى النافذة و قام بتحطيمها بقبضته القوية ثم خرج إلى قلب المنظمة السوداء فقام بألاختفاء ، هو كان قادرا على قتلهم جمعيا بدون اى تردد او ضعف لكنه لم يكن يريد تضييع وقته معهم ففضل الخروج بهدوء .. خرج الى،الشوارع و هو يخفى وجهه و المه تحت قناع مبتسم بسخرية كان ينظر الى الارض طيلة الوقت يحاول استعادة نفسه القديمة التى تشوهت من افعالهم معه يحاول تذكر حياته قبل الحادث و بعده و كيف وصلت به الامور الى هذا المكان لم يجد لنفسه ملجأ سوي غابة ازميرالدا
ذهب الى هناك و كان بداخل رأسه الف سؤال و لا يوجد جواب واحد كان يمشي كالاموات يترنح يمين و يسار يتاجهل نظرات الناس المميته اليه التي تبعث الخوف و القلق والوحده الى نفسه .. بقي هكذا حتي وصل الى غابه ازميرالدا
و اخيرا نزع القناع المزعج و اخذ نفسا عميقا ناظرا الى السماء الذي قد نسي شكلها شوقا : لماذا لا اتذكر ما حدث جيدا كل ما اتذكره الالم و الخيانه فقط .... هذا فقط لا يكفي يجب ان استعيد ذاكرتي حتي لتمكن من توجيه ضربتي القاتلة جيدا مشي بضع خطوات حتي وصل الى القصر الذي كان يعيش فيه قبل الحادث دخل و قد كانت خطواته مترددة نظر حوله لم يجد احد كان القصر خاليا تماما كأنه بقايا قصر فقد كان خاليا من الحياة اغلق الباب .. و توجه الى غرفته و نظر الى نفسه جيدا فوجد شخص لا يعرف عنه شيئ شخص كانت القسوة محفورة فى ملامح وجهه ناهيك عن عونه الحمراء المشعة و انيابه الحادة و نظرته المليئة بالالم و الحقد و هنا فقد ادرك شوقا انه حقا شيطان .... و انه قد خسر نفسه القديمه و لن يعود اليها تقدم الى الامام و قال مستنكرا من انت ؟! انا لا اعرفك و قام بتحطيم المرآة بقبضته من شدة الغضب و الندم الذي يشتعل داخله و ينغص عليه حياته التي اصبح عنوانه الالم و الانتقام .. ثم استلقي على السرير يحاول استجماع افكاره بهدووء تام و هنا رن جرس القصر رنه واحده مدوية حركت شيئا بداخله نزل الى الاسفل و قام بفتح الباب ليتفاجئ بوجود شابة جميلة تنظر اليه ببرأة ... شوقا من انتي قالت انا مايا فوركيز هذا الاسم جعله يتذكر شيئا فى طفولته لحظة لقد تذكر عندما كان فى النهر ينقذ طفلة اسمها كان مايا فوركيز .. قال هل تعرفيني ؟! قالت : نعم انت شوقا الطفل الهجين الذي انقذني .. شوقا : ماذا غير ذلك ... قالت ايضا اتذكر والدتك لم تكن علاقتكما جيدة .. شوقا شعر بوخذ فى قلبه لانه تذكر امرا مخيفا لكنه لا يري جيدا الحدث يشعر فقط بالخوف الصورة غير واضحه تماما .. مايا قالت : الن تسمح لي بالدخول تنحي شوقا جانبا و قال يمكنك لكن لن تبقي طويلا هنا اتفقنا ... الفتاه : حسنا لا بأس . دخلت و توجهت الى كرسي و جلست قال شوقا ما الذي اتي بكي الى هنا ؟! قالت لقد كنت اعمل هنا كخادمه قبل الحادثة نظر شوقا اليها بأهتمام : ماذا تعرفين عن الحادثة ؟ قالت انا لا اتذكر فى الواقع لقد فقدت ذاكرتي لاني قمت بحادث سيارة قال : حسنا الستي خائفة مني .. قالت : انا اعرفك منذ الطفولة لست خائفة فقط الناس الاغبياء يخافون منك لانك ... قال شوقا : لاني .. شيطان ؟ قالت : لا لست اى شيطان انت شيطان القمر الاحمر هذه الكلمة زرعت الالم مجددا داخله شعر بصداع شديد وضع يديه على رأسه محاولا تمالك نفسه قامت مايا مسرعه : سيدي هل انت بخير انا اسفه لاخبارك بهذا .. قال شوقا : لا بأس لست بحاجه الى عطفك . ثم صعد الى غرفته و اغلق الباب و رمي بجسده المتعب علي سريره و نام نوما عميقا مثل نوم الاطفال ..... يتبع