خذ فاصل :
انا احدى كُرسي الالمنيوم صُنعت اليوم حديثاً من احدى الشركات الاجنبية وخرجتُ منتظراً الى اين سيتم أخذي ركبت الشاحنات والسفن وكنتُ اشد شوقاً لمعرفة الى اين انا ذاهب انا اقطع البحار والطرقات الى اين سأستقر ومن سيجلس علي في اي دولة واي مكان ، وصلت ميناء احدى الدول وتم تحميلي بشاحنات الى المخازن وبعد بضعة ايام تم أخذ زملائي ولم يعودوا يبدو انهم ذهبوا الى أماكن عملهم ، كنتُ أنتظر متى سيتم أخذي من المخزن الى مكان استقراري ، بعد بضعة ايام جاء العمال وتم رفعي من المخزن انا ومجموعة من الكراسي الى شاحنة وتم نقلنا الى أحدى البنايات لم اكن اعرف ماهي البناية التي وصلت اليها ومااسمها ومادوري بها بعد ان تم ترتيبي أدركت ان اسم البناية التي وصلت اليها هو المستشفى وبعد مرور ايام أدركت ان هذة البناية يأتي لها الكثير من الناس للعلاج ، كُنت سعيداً جداً بأن تم وضعي في صالة كبيرة اسمها صالة الاستقبال برفقة الكثير من زملائي الكراسي تم وضعنا جميعاً في صالة استقبال المستشفى وكل يوم يجلس علي عشرات الناس كُنت سعيدا لاني سأستقبل وسيجلس علي اعداد كثيرة من الزوار ذلك أفضل لي من ان اكون ملكاً لشخص واحد .
بدأت حياتي منذو جلوس أول شخص جلس علي كُنت مستمتعاً لاني بدأت عملي أذكر بأن أول شخص جلس علي كان رجل مسن وكان ينتظر الطبيب كُنت احاول ان اعطية الراحة ولكن كان مهموماً حزيناً لم يكن مهموماً وحزيناً بسبب مرضة بل كان حزيناً بسبب ابنة الذي كان بجانبة يتأفئف لانة تأخر على العمل بسبب ايصال اباة الى المشفى، كان كل مايجول في خاطر الرجل العجوز كيف أنة لم يُقصر على ابنة شئ كان يفعل كل شئ لسعادتة وتوفير الراحة والمال لة واليوم ينزعج منة ابنة بسبب تأخرة عن العمل، أصابني القليل من الحزن على ذلك الرجل الذي بسبب عجزة وتقدمة بالسن أصبح عبئ على أولادة ، ولكنة نهض من عني ليذهب الى طبيبة فقد حان دورة كُنت متأملاً ان يستعيد الرجل عافيتة وان يهدي الله ابنة .
وجلس بعدة الكثير من الناس منهم من كان يفكر بمرضة ومنهم من كان يفكر كيف ينظم مواعيدة ومنهم من كان يجمع ويحسب المال في عقلة وكيف يُرتب مصاريفة ومنهم من كان يفكر بكيفية تدبير المال لشراء الدواء ومصاريف العلاج ومنهم من كانت أفكارة جميلة ومرحة وسعيدة ومتفائلة ومنهم من كان يدعو ربة بأن يشفية او يشفي من يرافقة الى المشفى وغيرهم الكثير .
لن استطيع ان اتكلم عن كل من جلس علي وافكارهم فهذة اسرار بيني وبينهم ، وحتى انا قد نسيت بعض افكارهم فقد مر علي سنوات وانا أخدم زوار ومرضى المستشفى وأقدم لهم الراحة واحتظنهم وهم جالسين علي ولو اني لم أكن جزء من حياتهم ولم يفكروا بي للحظة ولايذكروني حتى ، ولم يعلم احد منهم بأنهم وهم جالسون بأحضاني اسمع مايدور في خاطرهم وما يجول في عقولهم .
وفي ذلك اليوم جلست علي فتاة شابة جميلة المنظر أنيقة ذات حُسن وجمال وهيبة وشخصية مرحة جاءت مع والدتها جلست علي وكانت لاتفكر بشئ في بداية الامر فقط كانت تنظر الى الناس المتواجدون في صالة الانتظار ومن ثم ذهبت أمها الى الطبيب واوصتها بالبقاء في الصالة لحين انتهاء المراجعة.