كوكب زحل- الجزء الثاني:
غادرت تاما وفرقتها وتوجهوا نحو المبنى العملاق الذي يقع وسط المدينة في أعلى جبل، مضت ما تقارب الساعة حتى وصلوا وجهتهم، او اقتربوا من وجهتهم بالمعنى الأصح، فجأة رأوا بعض المخلوقات الطائرة ذي الريش الاسود، تماماً كما وصفها لوكا لهم، ولكن كان حجمها اكبر مما توقعوا، يبلغ طولها مترين كاملين، واجنحتها كبيرة تصل إلى اربعة امتار عند فردها، مترين لكل جناح، يوجد العديد منهم يتجولون حول المبنى كما لو انهم يقومون بحمايته، من بعيد يبدو ان رصاصة واحدة تكفي لقتله، ولكن اذا اقتربت منه تستطيع الشعور بالرهبة والخوف منه، انه ضخم ذو بنية قوية، ومخالبه الصلبة التي استطاعت تحطيم الألماس يمكنها تهشيم بشري وتقطيعه في ثواني، اول من قام بتجربتهم من البشر هو البيرت الذي رفض الذهاب معهم، حيث أن جثته الآن مهشمة ومقطعة لوحدها في مكان اللقاء، لا احد من رفاقه يعلم ماذا يحدث الآن، لم يعلم احد عن موت البيرت، ظنوا انه في أمان في ذلك المكان، لم يتوقع احد ان تتم مهاجمته بينما هو لوحده، يبدو انه حاول الدفاع عن نفسه، يوجد رصاصات فارغة بجانب جثته، كما يوجد آثار دماء تتبع سيراً محدداً، الشيء الأكثر أهمية، هو وجود طائر ضخم ميت بالقرب من جثة البيرت، مليء بالدماء وآثار الرصاص في جسمه، يبدو أن البيرت استطاع الدفاع عن نفسه لبعض الوقت.
في نفس الوقت عند تاما ورفاقها قد اشتبكوا مع المخلوقات الضخمة المخيفة، في الحقيقة هو ليس اشتباكاً، كان تسلل سري إلى المبنى، ولكنهم للاسف واجهوا بعض الطيور واطلقوا عليهم الرصاص، العديد من الرصاصات حتى قتلوا اثنين منهم قد فاجأوهم عند بوابة تؤدي للمبنى، لم تكترث باقي الطيور لصوت الرصاص معتقدين انه صوت اعتيادي لأنهم لم يسمعوه من قبل.
اقترب لوكا من جثة احد الطيور ووضع يده على جسمه وقال باستغراب: "لم اتوقع ان رصاصة واحدة لا تكفي لقتله، نحتاج على الاقل ثلاث رصاصات حتى نرديه بسرعة، رصاصة واحدة او رصاصتين قد تقتله ولكن يحتاج وقتا أطول، لناخذ حذرنا بعد هذا ارجوكم، انتبهوا ولا تبخلوا على انفسكم في الرصاص".
العجيب بالأمر ان الطفل ذو الأجنحة كان يرتعد خوفا منذ رآهم، ويتثبت بتاما أكثر وأكثر، ليس عجيبا الى هذه الدرجة، انهم بعد كل شيء المخلوقات التي هاجمت منزله واختطفت والديه، لا بد أن يكون خائفاً بعد كل هذا.
اقتربت كاريتا من احدى الجثث المرمية على الأرض، واخذت تتحسس مخالبه الصلبة، واخرجت قطعة الألماس من جيبها وحاولت ضرب المخلب بها، ولكن لم يجدِ بشيء سوى ظهور بعض الشرار أثر الاصتدام بين المخلب والالماسة، كانت تضرب بقوة أكبر حتى كسرت الالماسة وطارت من يدها، أخرجت مسدسها وصوبت نحو المخلب، ولكن امسك لوكا يدها قبل اطلاقها النار وقال لها: "لا تطلقي، مخالبه اصلب من الألماس، اذا اطلقتي عليها لن تجدِ نفعاً، كما أن الرصاصة قد ترتد وتصيب احدنا، ارجعي مسدسك إلى مكانه رجاءً".
- صحيح، آسفة لم افكر بهذا.
- تاما: حسناً، هلّا دخلنا جميعا الآن؟
- سيمون: مهلاً رجاءً، اريد ان اتأكد من شيء قبل.
- ماذا تريد سيمون؟
- سترين هذا، فقط لحظة قليلة.
ذهب سيمون نحو جثة الطير واخذ بعض الصور له، وحاول قلع اظافره ومخالبه الصلبة التي تقع في قدمه ولكن لم يستطع، فأخذ سكين وقطع احد اصابع الطير وقدمه اليمنى.
- تاما: بماذا تحتاج اصبعه وقدمه ايها المختل، هذا مقرف.
- انظري الى صلابتهم، انها اسلحة جبارة، كما اني اريد دراسة مخالبه اكثر واكثر، انها مثيرة للاهتمام جداً.
- حسناً، افعل ما شئت فقط لا تقرب هذا الشيء المقزز منا.
أخذهم سيمون ووضعهم داخل أكياس في حقيبته.لندخل جميعا، ولكن خذوا حذركم فما يوجد بالداخل بالتأكيد ليس شيئا جيدا.
دخلوا جميعا عبر البوابة، هي مفتوحة مسبقاً ولكن حالما دخلوا رأوا ذلك المبنى من الداخل، انه مجرد قصر كبير، لا يوجد شيء غريب به كما ظنه الجميع، كانوا يتوقعون ان يجدوا سجناً حالما يدخلون،
ولكنهم لم يجدوا سوى اثاث فاخر وسلم للصعود الى الطابق الثاني وكل ما هو ثمين بذلك القصر.
بالتأكيد قد وجدوا بعض الريش الاسود والأبيض المتناثر، وبعض الاثاث المحطم او الممزق، وأثار دماء على الأرض والجدران والسلم، من النظرة الأولى تستطيع أن تعلم بحصول قتال هنا، بسب الآثار على الجدار والأدلة الاخرى.
استمروا بالتقدم حتى وجدوا بوجههم بعض من تلك الطيور السوداء الضخمة، تجمدت الطيور لثوانٍ من الصدمة، صدمتهم من المخلوقات الجديدة التي رأوها، وصدمتهم من دخولهم بوجود حراس في الخارج. استغلت تاما وفرقتها تجمد الطيور واطلقوا عليهم النار حتى قتلوهم، ولكن ما أن مرت ثوانٍ قليلة حتى جاء المزيد من الطيور ليستعلموا عمّا حدث، لانها كانت المرة الأولى التي يصدر فيها هذا الصوت من داخل القصر، صوت إطلاق النار.
جاء المزيد من الطيور، حتى رأوا المنظر قاموا بمناداة الباقي منهم، لم تلبث دقائق من القتال حتى وصل العشرات منهم، وتم حصار بعض من فرقة تاما، بينما صعدت تاما ومن استطاع الهرب إلى الطابق الثاني، وحاولوا إطلاق النار على الطيور بالأسفل ولكن لم يفعلوا بسبب وجود اصدقائهم المحاصرين هناك.
كان بالاسفل قد تم محاصرة بعض اعضاء الفرقة، حتى سُمع صوت صراخ فجأة قد عمّ في جميع أنحاء القصر، وسقط سيمون على بطنه وفي ظهره آثار ضربة من أحد تلك المخالب.يتبع في الفصل الثامن...
أنت تقرأ
MORIBUS | ماريبوس
Adventureماريبو في الخامسة عشر من العمر، يذهب الى ذلك المكان الذي سيغير حياته ويقلبها من حياة مملة الى ممتعة. ربما هذه القصة لن تعجب احد، اسف لا استطيع ارضاء الجميع. كل ما يكتب هنا هو من خيالي وافكاري الخاصة، رجاءا لا تنقل شيئا دون علمي فهذا عمل غير أخلاقي ♥...